الأربعاء 2020/07/08

فيتو روسي صيني “دنيء وخطير”.. يجوّع السوريين ويضع حياتهم على المحك

تواجه الأمم المتحدة احتمال المضي قدما في خيار إنهاء دخول جميع المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية، أو قبول شروط روسيا التي استخدمت الثلاثاء حق النقض (الفيتو) إلى جانب الصين في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار ينص على تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة عام واحد.

وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن محادثات محمومة تجري حاليا بعد اتهام روسيا باستخدام "دنيء وخطير" لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الذي يسمح بعبور المساعدات عبر نقطتي دخول حدوديتين.

وتطالب روسيا بتمديد آلية المساعدات لمدة ستة أشهر فقط وبأن يتم إيصالها عبر نقطة حدودية واحدة فقط على الحدود مع تركيا، في مقابل نقطتين حاليا.

وطالب مشروع القرار الذي قدمته ألمانيا وبلجيكا، المكلفتان الشق الإنساني في الملف السوري في الأمم المتحدة، بتمديد لمدة عام واحد، حتى العاشر من يوليو 2021، لآلية إدخال المساعدات إلى سوريا، والتي ينتهي مفعولها الجمعة.

كما نص مشروع القرار على إبقاء نقطتي الدخول الحاليتين على الحدود التركية السورية في باب السلامة وباب الهوا.

وجاء حق النقض في ختام أشهر من المفاوضات بين أعضاء مجلس الأمن حول عدد نقاط المساعدة عبر الحدود التي يجب أن تظل مفتوحة، وهو نزاع يغذيه عزم نظام الأسد السيطرة على إمدادات المساعدات الإنسانية الدولية للبلاد.

وتعتقد حكومة نظام الأسد أن السيطرة على المساعدات ستمنحها سيطرة سياسية أكبر وتأكيدا لسيادتها بعد حرب دامت تسع سنوات.

ووصفت منظمة العفو الدولية الفيتو الروسي الصيني بأنه "أمر مشين وبالغ الخطورة".

وقالت رئيسة مكتب منظمة العفو بالأمم المتحدة شيرين تادروس إن "من المستحيل المبالغة في تأكيد أهمية ضمان الإبقاء على نقاط العبور مفتوحة لتقديم المساعدات الحيوية... بالنسبة لملايين السوريين، هذا هو الفرق بين الحصول على الطعام والتضور جوعاً. وبالنسبة للمستشفيات، فإن الأمر يتعلق بتوفير القدر الكافي من الإمدادات لإنقاذ الأرواح".

وأضافت أن "ما يدعو للأسف أيضا هو واقع التضحية، على ما يبدو، بنقطة عبور اليعربية مع العراق في إطار البحث عن حل وسط مع روسيا والصين".

ودعت أعضاء مجلس الأمن إلى البقاء "ثابتين على موقفهم.. فهناك أكثر من مليون مدني سوري في تلك المناطق التي تعتمد على المعبر لتوصيل المساعدات إليهم".

وأشارت إلى أنه "ومع تزايد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في سوريا، أصبحت هذه المساعدة ذات أهمية أكبر من أي وقت مضى".

وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند إن "المعابر في باب الهوى وباب السلام تعمل بأقصى طاقتها، وتزود ما يقرب من 3 ملايين مدني بالأغذية والمياه والإمدادات الصحية الحيوية، بما في ذلك اللقاحات الأساسية".

وأضاف "لقد وضعت روسيا والصين حياة السوريين على المحك، وأعطت الأولوية للسياسة على المبادئ الإنسانية".

وفي يناير، خفضت موسكو عدد نقاط الدخول إلى البلاد من أربع الى اثنتين، كما خفضت مدة التفويض وجعلته لستة أشهر بدلا من سنة كما كان معمولا به في السابق.

ومن المقرر أن يتم مساء الأربعاء حسم نتيجة التصويت على النص الروسي المقترح.