الخميس 2020/05/14

“دير شبيغل” الألمانية: الأسد يتحالف مع كورونا ضد السوريين

علقت مجلة «دير شبيجل» الألمانية على قرار بشار الأسد تخفيف القيود التي فرضها نظامه منذ أسابيع لمواجهة جائحة فيروس كورونا القاتل.

وبدأت المجلة الألمانية تقريرها بعبارة «يبدو أن المصائب السياسية والاقتصادية في سوريا لا تأتي فرادى أبدًا».

وقرر الأسد وحكومته مؤخراً، تخفيف الإجراءات الصحية وخطط العزل والتباعد الاجتماعي في محاولة لمواجهة التداعيات الاقتصادية السلبية والخطيرة، ومن ثم تم الإعلان عن إعادة فتح المتاجر والسماح للمزارعين بجلب الخضراوات والفواكه إلى أسواق المدن، ناهيك بفتح المساجد للصلاة مجددًا.

واعترف الأسد بأن سوريا ليست خارج منطقة خطر كورونا، ومن المحتمل أن يزداد العدد المنخفض سابقًا للعدوى بسرعة؛ لكنه عاد ليبرر قراراته بتخفيف خطط مواجهة الفيروس، بأن وضع بلاده الاقتصادي يحتاج إلى الالتزام بأرضية وسط مرنة، على حد قوله.

وحسب المجلة الألمانية، فإن نظام الأسد يعود إلى لعبته الاعتيادية بالتخلي عن المواطنين وتركهم وحدهم، وبينما يتظاهر الأسد بأن كل شيء تحت السيطرة، فإن سوريا في حالة سقوط حر تقريبًا. إذ إن العديد من الكوارث تهز البلاد في الوقت نفسه.

ووفقًا لأحدث أرقام الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من السوريين كانوا يعيشون في فقر تام في عام 2019، وكان ذلك قبل الكوارث الأخيرة. فالدولار، الذي كان أقل بقليل من 50 ليرة سورية قبل الحرب، يتم تداوله الآن بـ 1500 ليرة سورية، أي أصبح الآن يساوي 30 ضعفًا مما كان عليه في السابق. فيما تضاعفت أسعار المواد الغذائية ومكونات الطهي وغاز التدفئة، في حين ظلت الأجور ثابتة دون تغير أو زيادة.

ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن متوسط أسعار المواد الغذائية الأساسية في سوريا الآن أعلى 14 مرة مما كان عليه قبل الحرب.

وفي سياق كورونا، كانت هناك أيضًا عمليات شراء مذعورة تسببت في ارتفاع الأسعار بشكل كبير: ففي محافظتي حمص وحماة تضاعفت حمية الشراء بنسبة تصل إلى 40 بالمائة في شهر واحد.

ووفق بيانات البرنامج، فإن 9.3 مليون سوري لم يعد لديهم ما يكفي من الطعام، وهو رقم قياسي جديد وزيادة ضخمة جدًا؛ حيث كان الرقم في أكتوبر 2019 لا يتجاوز 7.9 مليون.

ولا يكاد أي شخص يصدق الأرقام الرسمية الخاصة بتطورات وباء كورونا والصادرة من وزارة صحة نظام الأسد حتى الآن، لم يتم الإعلان إلا عن 48 إصابة وثلاث حالات وفاة في المناطق، التي يسيطر عليها النظام في البلاد.