الخميس 2020/07/23

“حزب الله” يواجه “مأزق الرد المدروس” بعد مقتل أحد عناصره في سوريا

أكدت مصادر لبنانية أن مليشيات "حزب الله" اتخذت قراراً بالردّ على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مطار دمشق الدولي يوم الاثنين الماضي، وأسفرت عن مقتل أحد عناصره، لكن الخبراء يرون أنه وضع بذلك نفسه في مأزق؛ لجهة الرد وما قد يحمله من تداعيات، أو الامتناع عنه بما يؤدي إلى تضرر معنويات عناصره وجمهوره.

ونعى "حزب الله" ليل الثلاثاء العنصر "علي كامل محسن"، الذي قتل نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي لمحيط مطار دمشق الدولي، ويعد "محسن" أول عنصر من الحزب يُعلن عن مقتله في سوريا منذ أن حذر زعيم "حزب الله" حسن نصر الله العام الماضي من أن سقوط أي قتيل آخر من الحزب في سوريا سيلقى رداً.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر مطلعة على موقف الحزب قولها، إن الردّ على مقتل محسن "يخضع للمعادلة التي وضعها نصر الله في العام الماضي بالرد من لبنان على أي استهداف لمقاتلي الحزب في سوريا".

ويُنظر إلى الرد على أنه سيكون "مدروساً بحيث لا تتدحرج الأمور إلى حرب، أو تدفع تل أبيب إلى رد مقابل"، حسبما يقول رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات" الدكتور هشام جابر.

ولفت "جابر" إلى أن الحزب "لا يستطيع أن يحجم عن الرد حفاظاً على معنويات مقاتليه"، لكنه في الوقت نفسه "هو في مأزق و تقوضه معادلات عدم فتح جبهة مع إسرائيل".

وأوضح أن "إسرائيل تنتظر الحزب لاستدراجها إلى فتح جبهة معها، وبالتالي إذا بدأ الحزب الحرب، فإنها ستكسب تأييداً دولياً لردها وتسوقه على أنه دفاع عن النفس، بينما سيخسر الحزب التفافاً من معظم الشعب اللبناني ومن قوى سياسية، لذلك فلن ينزلق إلى رد يستدرج إلى حرب واسعة، والعكس صحيح؛ إذا قامت إسرائيل بالضربة الأولى، فسيحصد الحزب التفافاً داخلياً للدفاع عن لبنان".

ويرى جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، أن الحزب والتزاماً بمعادلة عدم الدفع إلى حرب واسعة "لن يستخدم صواريخ أرض - أرض أو أرض - بحر أو أرض - جو، وستنحصر خياراته في الرد من الداخل السوري باتجاه الجولان عبر إطلاق صواريخ، وهي غير مؤثرة، أو باستهداف هدف عسكري في مزارع شبعا عبر دراسة كمين، أو اختيار هدف عسكري مقابل الحدود اللبنانية كما في العام الماضي، أو باستخدام مسيّراته لتنفيذ ضربة في العمق ضد هدف إسرائيلي".