حذرت “منظمة العفو الدولية” (أمنستي) من عرقلة تجديد قرار المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا، وتعرض ملايين السوريين في شمال غربي البلاد لـ “كارثة” إنسانية جديدة. وقالت المنظمة في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن على أعضاء مجلس الأمن الدولي تمديد القرار 2585 /2021، لضمان وصول المساعدات عبر الحدود إلى ما لا يقل عن 4 ملايين من السكان والنازحين شمال غربي سوريا، قبل انتهاء صلاحيته في 10 يوليو/ تموز الجاري. وأضافت أن عدد كبير من النازحين في المنطقة يعتمدون كلياً على تلك المساعدات للبقاء على قيد الحياة، ما يعرضهم لخطر حقيقي “نتيجة لحرمان الحكومة السورية أو عرقلتها تمتّع النازحين بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية”. وبحسب التقرير، فإن قرابة 1.7 مليون نازح في مخيمات شمال غربي سوريا، 58% منهم أطفال، يعيشون ظروفاً سيئة في خيام لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، ويرزحون في فقر مدقع ويعتمدون كلياً على المساعدات العابرة للحدود، مع انعدام فرص عودتهم إلى منازلهم بسبب انتهاكات النظام السوري. وجاء فيه: “منذ أن فقدت الحكومة السورية سيطرتها على الجزء الشمالي الغربي من البلاد، قطعت إمدادات الكهرباء والمياه، وعرقلت المساعدات، وهاجمت المخيمات والمرافق الطبية والمدارس، الأمر الذي حمّل المنظمات الإنسانية مسؤولية تقديم الخدمات”. وأردف: “لا يوجد حل فعّال لتوفير المساعدات الإنسانية الكافية في شمال غرب سوريا إلا من خلال تجديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود القائمة حالياً”. أرقام وكوارثيشير تقرير “العفو الدولية” إلى أن أكثر من نصف النازحين داخلياً شمال غربي سوريا يعيشون في 1,414 مخيماً، داخل خيم مكونة من غرفة واحدة لا تحتوي على أبواب صلبة أو أقفال، ولا توفر العزل عن ظروف البرد القارس أو الحرارة الشديدة الشائعة في المنطقة، وهو انتهاك لحقهم في السكن اللائق. وأضاف أن 40% من النازحين داخلياً لديهم القدرة للوصول إلى مرافق المراحيض الصالحة للاستخدام، ما يعرض النسبة الباقية لخطر الأمراض والأوبئة بسبب عجزهم عن الوصول لمرافق صحية. وكذلك، حدثت أكثر من 68 حادثة حريق داخل المخيمات، منذ مطلع العام الجاري، بسبب لجوء النازحين في الخيام إلى حرق البلاستيك أو الخشب أو أي مواد قابلة للاشتعال داخل الخيمة للبقاء دافئين خلال فصل الشتاء. ونقلت المنظمة عن عاملين في المجال الإنساني شمال غربي سوريا، أن “الخيم في المخيمات تمثل خطراً على الصحة لأنها تساهم في انتقال الأمراض المعدية. وأضافوا أن سوء نوعية المياه وسوء معالجة مياه الصرف الصحي أدت إلى انتشار الأمراض المنقولة عن طريق المياه. يُشار إلى أن مجلس الأمن الدولي سيصوت في 10 يوليو/ تموز الجاري على قرار تمديد المساعدات العابرة للحدود إلى الشمال السوري، وسط مخاوف من عرقلة روسية. إذ قال المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، في تصريحات صحفية الشهر الماضي، إن الوقت قد حان لإيقاف آلية المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا، دون موافقة النظام على هذه الآلية. وتواجه العمليات الإنسانية العابرة للحدود في سوريا، منذ عام 2014، عقبات روسية في مجلس الأمن، متمثلة باستخدام “حق النقض” (فيتو)، إذ ترى موسكو أن هذه الآلية هي “انتهاك للسيادة السورية”، كونها لم تمر عن طريق حكومة النظام، وكونها لا تشترط موافقته بالأساس. لكن الرؤية الروسية تبدو وكأنها ذرائع لعرقلة مرور المساعدات، التي يستفيد منها ملايين الأشخاص المتضررين في شمال وغرب سوريا، وتحاول روسيا أن تحوّل مسار المساعدات ليعبر عن طريق نظام الأسد، الذي لطالما عاقب المناطق الرافضة لحكمه بالتجويع والحصار.
اقرأ المزيد