ينتظر أهالي بلدة قرفا الواقعة في ريف درعا الأوسط الحصول على خبر يكشف مصير أفراد عائلاتهم الذين اعتقلتهم اللجان الشعبية التابعة للواء رستم الغزالي المدعومة من قبل إيران وحزب الله في فترة سيطرتها على البلدة بين عامي 2012 و2015.وما زال غموض مصير غالبية هؤلاء المعتقلين كقنبلة موقوتة قد تشعل الصراع مجددًا في البلدة، لا سيما مع تجاهل النظام لمطالب ذويهم بإجلاء كل من تورّط مع رستم الغزالي، بارتكاب جرائمه في البلدة خلال الفترة التي كانت تسيطر عليها ميليشياته من اللجان الشعبية المقربة من إيران.أسامة محمد -اسم مستعار- لشاب من بلدة قرفا فقد أكثر من 15 فردًا من عائلته، اختطفهم عناصر اللجان الشعبية التابعة لرستم، وجدوا بعضهم تحت أنقاض منازلهم المدمرة، إذ كانت ميليشيا رستم المدعومة من قبل إيران تفجّر المنازل فوق رؤوس ساكنيها الذين تحتجز بعضهم فيها كمعتقلات في تلك الفترة.وأوضح أسامة خلال حديثه لتجمع أحرار حوران، إن عدد المفقودين من قرفا في فترة سيطرة اللجان الشعبية أكثر من 80 شخصًا، عُثر على عدد قليل منهم تحت أنقاص بعض المنازل المفجّرة في البلدة وجثث آخرين مدفونين في السهول.وأشار إلى أن ماضي رستم الغزالي وعائلته في زمن فقرهم إضافة لمنع أهالي قرفا والده من خطابة أحد المساجد فيها جعلته يحقد عليهم وكان دومًا يتوعد بالانتقام منهم، وارتكب العديد من المجازر على مرأى الأعين بينما كانت ميليشياته تعتقل وتقتل كل من شارك بالحراك الثوري.العديد من المدنيين تمت مداهمتهم في منازلهم ليلًا من قبل ميليشيا رستم واعتقالهم جميعًا بما فيهم الأطفال والنساء أو إعدامهم في وسط منازلهم في جنح الظلام، لكن لم تكن تعترف هذه الميليشيات بقيامها بتلك الأفعال أو بمن تعتقلهم في الليل، بحسب أسامة.ووفق أهالي قرفا، فإن مصير العشرات ممن اعتقلتهم ميليشيا رستم الغزالي ما زال مجهولًا، ومن الممكن أنّ معظمهم تم قتلهم ودفنهم بمقابر جماعية أيضًا لكن لا أحد يعلم مواقعها، في حين أنّ نظام الأسد أوضح عديد المرات بأنه لا وجود لهؤلاء المعتقلين في سجونه وأنّ رستم لم يكن ينقلهم إلى سجون دمشق أو درعا.ولم يسلَم الموالون لنظام الأسد في بلدة قرفا من هذه الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات، فمن يضايقهم كانوا يختطفونه أو يعدمونه ميدانيًا، بحسب عدة شهادات من أهالي البلدة.غضب الأهالي وحقدهم على اللواء الغزالي قائم حتى الآن مع استمرار بحثهم عن أبنائهم الذين غيّبتهم ميليشياته، إذ لاحقوا بعض العناصر والقادة الذين كانوا يخدمون ضمن هذه الميليشيات من خلال مجموعة محليّة في بلدة قرفا تتبع للواء الثامن، والتي بدورها هاجمت منزل معن إسماعيل الكايد وأجلَته مع أشقائه الأربعة وعمهم الملقب “أبو الخير” من البلدة.وما زال بعض العناصر البارزين في تلك الميليشيات، من الذين شاركوا في الجرائم المرتكبة بحق الأهالي، يقيمون في البلدة، وهم: رجل الأعمال “هاني عبد الطلب الغزالي” شقيق رستم الغزالي، “عزت الغزالي”، و “غزوان مصلح الغزالي”، الذين ما زال لهم نشاط متعلق بإيران وخلاياها في الجنوب السوري.في حين أنّ العقيد “عمر الغزالي” شقيق رستم والمتورط معه في الكثير من الجرائم المرتكبة بحق أهالي قرفا، ينشط أيضًا من مكان إقامته في دمشق في إدارة مشاريع إيران وخلاياها العسكرية في الجنوب.تبقى جرائم ميليشيا رستم الغزالي اللواء البارز في جيش النظام، المقرّب من إيران، والذي قتل بتاريخ 24 نيسان 2015، كابوس يؤرق أهالي بلدة قرفا، لا سيما وأن نظام الأسد لا يعترف بأي ممن اختفوا في تلك الفترة بفعل تلك الميليشيات، ويكفّ عن محاسبة بقاياها مكتفيًا بأن “رستم قد مات” في جوابه على طلبات وجهاء قرفا بمحاسبة كل من تورّط في تلك الجرائم.
اقرأ المزيد