الجمعة 2022/05/13

بريطانيا.. مترجم سوري “منسي” يحاول الانتحار بعد تأخر البت في طلب لجوئه

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن مترجما سوريا "منسيا" عمل مع الحكومة البريطانية ومنظمة "الخوذ البيضاء" حاول الانتحار مؤخرا، بعد انتظار قرابة عامين لاتخاذ قرار بشأن طلب اللجوء الخاص به.

وعمل علي، اسم مستعار، كمترجم لدى وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية في إسطنبول، وكذلك لمؤسسة "Mayday Rescue"، وهي منظمة إنسانية دعمت عمل الخوذ البيضاء في سوريا.

وصل علي إلى المملكة المتحدة بتأشيرة عمل في ربيع عام 2020 ، وأقام بالقرب من ليفربول، حيث طلب اللجوء في صيف 2020. وحصل على إذن للعمل وما زال يترجم للخوذ البيضاء من المملكة المتحدة، وفقا للصحيفة.

ونقلت عن علي القول إنه على الرغم من منحه حق العمل في بريطانيا، إلا أن القلق والخوف من رفض ملف اللجوء الخاص به كان له تأثير كبير على صحته وحياته.

وأضاف "لا أستطيع النوم أو تناول الطعام. أستمر في الشعور بالتشنجات والشعور بالغثيان".

وتابع أنه يشعر بالإحباط من الإجراءات البيروقراطية التي تترافق مع ملفه والطلب منه الانتظار مزيدا من الوقت.

وأشار إلى أنه أبلغ موظفي وزارة الداخلية أنه يفكر في الانتحار، لكنهم لم يفعلوا شيئا سوى الاتصال بالشرطة التي أرسلت بدورها سيارة إسعاف وحاولوا تهدئته.

يقول علي، الذي خضع لفحص أمني قبل أن يبدأ العمل في مشاريع ممولة من الحكومة البريطانية في عام 2013، إنه يشعر بخيبة أمل من الحكومة.

ويضيف أن عائلته في سوريا أصبحت مستهدفة نتيجة عمله مع الحكومة البريطانية والخوذ البيضاء، مؤكدا أن والدته اعتقلت في صيف 2020 واستُجوبت في أحد سجون النظام.

وتابع علي: "الآن هي خائفة للغاية من التحدث إلي، وتخشى أن يتم مراقبة خط الهاتف".

تقول الصحيفة إن علي يتلقى حاليا الرعاية من قبل طبيب نفسي ويتناول جرعات قوية من مضادات الاكتئاب.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الداخلية القول إن "الحكومة تلتزم بضمان النظر في طلبات اللجوء دون تأخير غير ضروري، لكننا نعطي الأولوية حاليا للحالات التي تشمل الأطفال من طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم".

وتابع المتحدث أن "طالبي اللجوء يتمتعون بإمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، بما في ذلك دعم الصحة العقلية".

وفي حالة هي الأولى من نوعها، أبلغت وزارة الداخلية البريطانية في يناير الماضي طالب لجوء سوري أن بإمكانه العودة إلى البلد الذي فر منه خلال الحرب لأنه من الآمن القيام بذلك.

ولم تقم المملكة المتحدة، حتى الآن، بإعادة اللاجئين الذين عارضوا نظام بشار الأسد بسبب المخاطر التي لا تزال موجودة في دولة مزقتها الحرب الأهلية المستمرة.

وكان تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، قد شدد في أكتوبر الماضي أنه لا ينبغي إعادة اللاجئين إلى سوريا، حيث أن الأشخاص الذين اختاروا العودة الطوعية إلى بلادهم واجهوا انتهاكات جسيمة على أيدي النظام والميليشيات التابعة له.