عادت المذيعة الموالية للنظام رنا علي إلى الأضواء مجدداً بعدما نشرت مقطع فيديو ردت فيه على الإشاعات التي انتشرت عن تعرضها للضرب والاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، إثر نشرها انتقادات لاذعة للوضع الاقتصادي والخدمي في البلاد. ونشرت علي العاملة في تلفزيون النظام وإذاعة دمشق منذ العام 2013، مقطع فيديو عبر صفحتها الشخصية في "فايسبوك" زعمت فيه أنها تعيش في "بلد حر وديموقراطي" ما ينفي إمكانية اعتقالها بسبب تصريحاتها السابقة، ما دفع الناشطين للقول أنها تشارك في مسرحية مخابراتية لتنفيس الاحتقان الشعبي، تحديداً في البيئة الحاضنة للنظام، والتي عبرت عن نفسها بطريقة صاخبة عبر الاحتجاجات وقطع الشوارع وإحراق الإطارات، في مناطق مختلفة من الساحل السوري الأسبوع الماضي. وقالت علي في الفيديو الجديد: "أنا رنا علي يلي حكيت عن جرة الغاز وعن الخبز والكهربا وعن الأمور يلي عم نعيشا إن كان بسوريا أو بالعالم الآخر. العالم الآخر ربما يكون العالم العربي أو العالم الأجنبي بس بكل الحالات موجود الفساد بكل الدول. أنا طلعت هلق ببث مباشر انا عند مقهى الروضة يلي بيعرفوه بدمشق بس لحتى خبركون إنو أنا ما حدا اعتقلني، انا بعدني بالطريق الصح وبعدني عم إمشي بشوارع دمشق، وأنا مازلت اتمتع بكامل حقوقي". بعدها، اقتربت علي من صورة معلقة لرئيس النظام بشار الأسد داخل مقهى الروضة، وصفته بأنه من يحميها: "هاد الإنسان هاد المواطن هوي يلي حاميني وعم يحاول بأقصى ما يمكن إنو يحارب الفساد"،مؤكدة أنها لن تهاجر وستبقى في سوريا فقط لأجل الأسد شخصياً: "لوما هالعيون الحلوة كانت واقفة وحامية البلد كان البلد ضاع من زمان". وكانت علي ظهرت في بث مباشر وهي تحمل جرة غاز في الشارع، وتحدثت عن معاناة السوريين في توفير حاجاتهم الأساسية داعية للهجرة من البلاد، قبل أن تنتشر صور مضللة لتعرضها للضرب ما أدى لانتشار شائعات حول اعتقالها. وزاد من إمكانية تصديق الإشاعة حقيقة أن النظام يعتقل كل من يرفع صوته في مواقع التواصل، بموجب قانون جرائم المعلوماتية، ووجود العديد من الحوادث السابقة المماثلة، مثل اعتقال المذيعة في التلفزيون الرسمي هالة الجرف، مطلع العام. على أن عدم اعتقال علي يرجح أن تكون متعاونة مع الجهات الأمنية، لا أكثر لتقديم هذه النوعية من المسرحيات، لعدم وجود خيار ثالث في بلد شمولي مثل سوريا الأسد، علماً أن المقيمين في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام من نقص جميع مقومات الحياة، بما في ذلك انقطاع الخبز والمحروقات وحليب الأطفال، وشح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها. وبات الموالون للنظام يبدون استياءً متزايداً من السلطة ككل رغم القمع الرسمي والملاحقات الأمنية وتجريم التذمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، ارتفعت نسب الفقر في سوريا لتطاول 85% من سكان البلاد، فيما بات الأمن الغذائي أكبر مشكلة تواجه السوريين حيث يقدر برنامج الأغذية العالمي أن ما لا يقل عن 12.4 مليون شخص، أي 60% من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع، بزيادة قدرها 4.5 ملايين شخص خلال عام واحد فقط.
اقرأ المزيد