يشهد مخيّم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ 55 كيلومتراً شرق محافظة حمص عند الحدود الشرقية لسوريا مع الأردن والعراق، أوضاعاً مأساوية في ظل حصار جديد تفرضه قوات النظام وروسيا، الأمر الذي أدى إلى انقطاع مادة الطحين عن المخيم مجدداً بالإضافة إلى مواد غذائية أخرى. واضطر العديد من عائلات المخيم إلى مغادرة منطقة الـ 55 متوجهة إلى مناطق النظام ، من دون أن تكون هناك أية ضمانات أمنية تمنع اعتقالها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام ضمن مناطق سيطرته.ويقول مدير المكتب الإعلامي لـ "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" عبدالله الحديدي: "غادرت ثماني عائلات، عدد أفرادها 50 شخصاً وأربعة شبان مخيم الركبان خلال الأيام الأخيرة نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام وروسيا على مخيم الركبان بالتحديد ومنطقة الـ 55 كيلومتراً بشكل عام، باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، من دون تقديم أية ضمانات أمنية لتلك العائلات بعدم تعرضها للاعتقال" وفق موقع "العربي الجديد". ويوضح أن "62 عائلة غادرت مخيم الركبان منذ مطلع العام الجاري وحتى الإثنين الماضي"، مشيراً أن "العديد من العائلات والشبان يغادرون المخيم سالكين طرقات عادة ما يعتمدها المهربون، وبالتالي لا توثق أعدادهم من قبل مكتب التوثيق التابع لمجلس عشائر تدمر والبادية السورية".ويشير الحديدي إلى أن "قوات النظام وروسيا جددت الحصار الخانق على مخيم الركبان ومنطقة الـ 55 كم خلال الأيام الأخيرة، ومنعت من إدخال كافة المواد الغذائية أبرزها الطحين"، مؤكداً أن "الفرن الآلي الوحيد في المخيم متوقف عن العمل. أما ذلك المدعوم من قبل قوات التحالف الدولي فما زال يعمل إلا أنه ينتج كميات قليلة لا تسد رمق قاطني مخيم، لا سيما وأن الأهالي يحتاجون أيضاً موادَّ غذائية متوفرة بأسعار باهظة".يتابع الحديدي أن "سعر كيس الطحين بلغ يوم الثلاثاء الماضي 140 ألف ليرة سورية (نحو 36 دولاراً)، وكيلو السكر 4500 ليرة سورية (نحو دولار)، وكيلو الأرز 6000 (نحو دولار ونصف الدولار)، وكيلو لحم الغنم 25000 ليرة سورية (نحو ستة دولارات ونصف الدولار)، وكيلو اللبن 8500 ليرة سورية (نحو دولارين)، الأمر الذي ينسحب على العديد من المواد الغذائية التي ارتفع سعرها نحو ضعفين أو ثلاثة أضعاف". ويوضح أن "هناك شبه اكتفاء ذاتي في ما يتعلق بالخضار نتيجة زراعة عائلات المخيم بعض الأنواع ضمن الأراضي الصالحة للزراعة في المنطقة. لكن تبقى كمية الخضار المزروعة غير كافية".كما يلفت إلى أن "النظام وروسيا فرضا حصاراً جديداً على مخيم الركبان عقب مقتل شخص وإصابة آخر، إثر انفجار لغم أرضي أخيراً على أطراف منطقة الـ 55 كيلومتراً بريف حمص الشرقي، بحجة أن هؤلاء الأشخاص كانوا يهربون موادَّ غذائية من المخيم إلى البادية السورية". يضيف أن "نحو 60 عائلة تتحضر لمغادرة مخيم الركبان باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري، وتنتظر الموافقة الأمنية للمغادرة من قبل فصيل جيش مغاوير الثورة"، لافتاً إلى أن "عدد قاطني مخيم الركبان انخفض بعد مغادرة العديد من العائلات".وكان مجلس عشائر تدمر والبادية السورية قد ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "ضرورة التحرك لمساعدة نحو 3500 نازح في مخيم الركبان، الذين تقطعت بهم السبل وسط إغلاق الحدود والحصار المفروض عليهم من قبل النظام والمليشيات الإيرانية"، مؤكداً أن "الأردن أغلق النقطة الطبية التابعة للأمم المتحدة في المخيم وسط استمرار الوضع المتردي في المخيم وفقدان مقومات الحياة، والوفيات بين الأطفال". وأشار إلى أن "آخر قافلة للمساعدات دخلت المخيم كانت عام 2019". وجاء ذلك تعقبياً على مؤتمر دول المانحين لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين تحت مُسمى "لدعم مستقبل سوريا"، والذي عقد في الثامن والتاسع من الشهر الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسل.
اقرأ المزيد