الأحد 2022/03/13

“شبح الحرب النووية”.. سباق على إنشاء المخابئ الخاصة

في الأيام التي تلت غزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا، ووضع قواته النووية في وضع "الاستعداد القتالي"، أدى العنف المتصاعد وإرث الحربين العالميتين إلى إحياء المخاوف في أوروبا من حدوث كارثة نووية لأول مرة منذ عقود.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن شبح الحرب النووية التي بدت من بقايا الماضي بات يسيطر على الجيل الجديد في أوروبا.

ودفعت تلك المخاوف إلى "هستيريا لبناء المخابئ" مدفوعة بالخوف من وصول الرؤوس الحربية النووية الروسية عبر أوروبا، وفق وصف جوليو كافيتشيولي، وهو صاحب شركة متخصصة في الإنشاءات العسكرية. وقال كافيتشيولي "إنه أمر مخيف الآن".

وأضاف "وجدنا أنفسنا وسط هذا طلبات هائلة" لبناء الملاجئ بينما كان يستعرض نظام تنقية الهواء تحت الأرض الذي "ينظف" الجسيمات المشعة وغاز الأعصاب والعوامل البيولوجية الأخرى الناجمة عن أي كارثة نووية.

وقال إن شركته "مينيوس إنيرجي" التي شيدت 50 مخبأ آخر 22 عاما، استقبلت أكثر من 500 استفسار خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

بدوره، قال ماتيو سيران، مؤسس " أرتميس بروتكشن"، وهي شركة فرنسية للمخابئ الفاخرة المجهزة بأنظمة تنقية الهواء، "تخيلها كأنها شاليه، ولكن تحت الأرض"، وهي تكلف ما لا يقل عن نصف مليون يورو (545,700 ألف دولار) لكل مأوى.

في السابق، كان "الأثرياء حقا" فقط هم من يهتمون بمثل هذا النوع من المخابئ، على حد قوله.

وتابع سيران: "منذ أسبوعين، بدأنا في تلقي أطنان من الطلبات من الناس العاديين. كان علينا تغيير استراتيجيتنا التجارية بالكامل".

وقال إنه بدأ في تشييد ملاجئ بتكلفة أقل تبلغ بقية 152 ألف دولار وأقبل "للتكيف مع الطلبات الجديدة".

وحافظت فنلندا، الواقعة على الحدود الغربية لروسيا، على استعداد عسكري عالٍ لسنوات، واختبرت أجهزة الإنذار بانتظام، ولديها "تقليد طويل من التأهب"، وفقًا لما ذكره بيتري تويفونين، الأمين العام لأمانة اللجنة الأمنية الفنلندية.

وكتب في رسالة بريد إلكتروني: "نعمل باستمرار على بناء المخابئ". وأضاف أنه "في الوقت الحالي، لديهم 50 ألف مخبأ تتسع لحوالي 4 ملايين لاجئ".

من جانبه، قال هاميش دي بريتون جوردون، القائد السابق لقوات الدفاع الكيميائي والبيولوجي والنووي التابعة للمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي، إنه "منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، نسينا الأمر (المخاوف) حتى غزو الرجل المجنون" لأوكرنيا.

وقال جوردون، وهو الآن زميل زائر بكلية مجدلين في جامعة كامبريدج، إن جميع المخابئ التي كانت تستخدم بعد الحرب العالمية الثانية في بريطانيا، والتي يبلغ عددها 650 ملجئ تقريبا، لم تعد تعمل.

وأشار إلى أن بعضها تحولت لمناطق جذب سياحي.