السبت 2022/03/26

روسيا والأسلحة الكيماوية.. احتمالات الهجوم واستعدادات الناتو

يرفض قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) استبعاد أي انتقام من روسيا إذا شنت هجوما بالأسلحة الكيماوية على أوكرانيا، لكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يعتقد أن موسكو قد ذهبت بعيدا بالفعل.

وقال جونسون للصحفيين الخميس، لدى وصوله لحضور قمة زعماء الناتو في بروكسل "الحقيقة هي أن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين قد تجاوز بالفعل الخطوط الحمراء إلى البربرية".

هل يمكن أن تستخدم روسيا الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا؟

روسيا هي واحدة من 193 دولة وقعت على معاهدة دولية تحظر إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية، وتنفي موسكو امتلاك أو استخدام مثل هذه الأسلحة.

ومع ذلك، استخدم عملاء روس غاز الأعصاب القاتل "novichok"، في مدينة ساليسبري في المملكة المتحدة عام 2018، مما أسفر عن مقتل امرأة، كما استخدمته موسكو في محاولة اغتيال زعيم المعارضة أليكسي نافالني، في أغسطس 2020.

ويعتقد الصحفيون الاستقصائيون أن روسيا تحتفظ ببرنامج سري للأسلحة الكيماوية. كما أن النظام السوري، حليف موسكو، متهم باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.

وأصبح القادة الغربيون قلقين من أن فشل روسيا في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا يعني أنها قد تفكر في تصعيد الأسلحة التي تستخدمها لتجنب حرب مدن دموية، بحسب صحيفة الغارديان.

في ديسمبر 2016، أدى استهداف النظام السوري مناطق سكنية في حلب باستخدام غاز الكلور إلى القضاء على المعارضة في المدينة بعد أربع سنوات من القتال.

وقال خبير الأسلحة الكيماوية هاميش دي بريتون جوردون: "هذه الأسلحة فعالة بشكل كبير ويمكن أن تكسر إرادة المقاومة".

كان احتمال أن تستخدم روسيا أسلحة كيميائية أو حتى أسلحة نووية موضوعًا للنقاش في اجتماع قادة الناتو في بروكسل الخميس، لكنه احتمالًا كان القادة يستعدون له.

وقال الأمين العام للناتو، ستولتنبرغ، إن قادة الحلف وافقوا الخميس، على إرسال معدات إلى أوكرانيا للمساعدة في حمايتها من هجوم بالأسلحة الكيماوية. وأضاف: "يمكن أن يشمل ذلك معدات الكشف والحماية والدعم الطبي، فضلاً عن التدريب على إزالة التلوث وإدارة الأزمات".

وقال مسؤولو البيت الأبيض إن كلاً من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يعملان على التخطيط للطوارئ إذا نشرت روسيا أسلحة غير تقليدية. قام الناتو بتدريب وتجهيز قوات خاصة جاهزة للنشر إذا كان يجب أن يكون هناك مثل هذا الهجوم ضد سكان أو إقليم أو قوات دولة عضو، بحسب أسوشيتدبرس.

كما بدأ مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جهوده بعد أيام من الغزو من خلال "فريق النمر"، المكلف بالتخطيط لمدة ثلاثة أشهر، ومجموعة إستراتيجية ثانية تعمل على مراجعة طويلة المدى لأي تحول جيوسياسي قد يأتي، وفقًا لما قاله مسؤول إداري كبير لوكالة أسوشيتدبرس.

ويُجري الفريقان تخطيطًا للطوارئ لسيناريوهات تشمل احتمال استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية، واستهداف قوافل الأمن الأميركية في المنطقة، وتعطيل سلاسل الإمداد الغذائي العالمية، وأزمة اللاجئين المتزايدة.

كيف سيكون رد الناتو؟

يعتمد رد الناتو على شكل الهجوم . وقال جوردون، قائد سابق لقوة الأسلحة الكيماوية التابعة للناتو، إن هناك نوعين محتملين من الهجمات الكيمائية، الأول: هجوم بالكلور أو الأمونيا، وستحاول موسكو الادعاء بأنه حادث صناعي.

أما النوع الثاني: استخدام الأسلحة الكيميائية المصممة خصيصًا للقتل مثل غاز السارين أو"novichok"، وهو ما استخدمه النظام السوري ضد المدنيين في 2017.

وأضاف جوردون: "في الحالة الأولى، لست متأكدًا من أنه سيكون هناك رد فعل [عسكري] حركي من الناتو، فالحلفاء سيرغبون على الأرجح في تزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر وأفضل واستخبارات إضافية إذا استطاعوا".

وتابع "إذا استخدمت روسيا غازات مصممة للقتل، فمن المرجح أن يرد الناتو عسكريًا كما فعلوا في سوريا".

شنت الولايات المتحدة ضربات ضد النظام السوري في 2017 و2018 بعد استخدام غازات سامة في استهداف المدنيين.

وكان بايدن، حذر الخميس، بعد اجتماعه مع قادة الناتو ومجموعة الدول السبع، من أن هجومًا كيماويًا من قبل روسيا "من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل مماثل".

وشدد بايدن وحلفاؤه في الناتو في السابق على أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لن ينشروا قوات على الأرض في أوكرانيا. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الرئيس ينوي الإيحاء بأن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى قيام الولايات المتحدة أو الحلفاء بنشر قوات لمساعدة أوكرانيا.

وقال بايدن: "إنكم تسألون عما إذا كان الناتو سيعبر، وسنتخذ هذا القرار في ذلك الوقت".

لكن من غير المرجح أن يهاجم الناتو المواقع الكيميائية في روسيا مباشرة خوفًا من بدء حرب عامة، والتي يؤكد قادة الحلف على ضرورة تجنبها، لذلك فإن الرد العسكري سيكون مستحيلاً.

هل هناك بدائل غير عسكرية؟

بحسب صحيفة الغارديان، يمكن للدول الغربية أن ترد من خلال تكثيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بالإضافة إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو، التي قد تشمل فرض عقوبات ضد البنوك الروسية الأخرى، وحظر كامل من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على واردات النفط والغاز، على الرغم من أن هذا سيكون، بالنسبة لبعض البلدان، قرارًا صعبًا اقتصاديًا اتخاذه.