الأثنين 2020/09/14

رداً على مقتل “سليماني”.. إيران تدرس اغتيال سفيرة أمريكا في جنوب إفريقيا

كشفت مجلة Politico الأمريكية في تقرير لها، أمس الأحد، إن هناك تقارير استخباراتية أمريكية تتحدث عن أن الحكومة الإيرانية تدرس مخططاً للإقدام على اغتيال السفيرة الأمريكية في جنوب إفريقيا، لانا ماركس، وذلك وفقاً لمسؤول حكومي أمريكي مطلع على القضية ومسؤول آخر اطلع على المعلومات الاستخباراتية.

تأتي أنباء المخطط في الوقت الذي تحاول فيه إيران البحث عن طرق للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، في وقت سابق من هذا العام، حسبما قال المسؤولون.

وأوضحت المجلة أن تنفيذ هذا المخطط قد يؤدي إلى تصعيد التوترات المتفاقمة بالفعل بين الولايات المتحدة وإيران بدرجة أكبر، ومن ثم التسبب في ضغط هائل على ترامب للرد، ربما في منتصف موسم انتخابات محتدمة.

من جانبها، قالت المصادر إن المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بوجود تهديد عام ضد السفيرة، لانا ماركس، ومع ذلك فإن المعلومات الاستخباراتية بشأن التهديد المحيط بالسفيرة ازدادت جدية ودقة خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال المسؤول الحكومي الأمريكي إن السفارة الإيرانية في بريتوريا متورّطة في مخطط الاستهداف.

ومع ذلك، فإن مهاجمة السفيرة لانا ماركس ليست إلا أحد الخيارات العديدة التي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن النظام الإيراني يبحثها من أجل الانتقام، رداً على اغتيال قاسم سليماني بقصف من طائرة مسيّرة أمريكية في يناير/كانون الثاني 2020 .

من جهة أخرى، يتطلب بروتوكول مجتمع الاستخبارات المعروف باسم "واجب التحذير" (Duty to Warn) من وكالات الاستخبارات الأمريكية إخطارَ الضحية المحتملة، إذا أشارت معلومات استخباراتية إلى أن حياته قد تكون في خطر، وفي حالة المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، فإن التهديدات الموثوقة يجري تضمينها في الإحاطات والخطط الأمنية ذات الصلة. وقال المسؤول الحكومي الأمريكي إن ماركس على علم بالتهديد.

وكانت لانا ماركس، البالغة من العمر 66 عاماً، أقسمت اليمين سفيرةً للولايات المتحدة في جنوب إفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول 2019. وهي على صلة بترامب منذ أكثر من عقدين وكانت عضواً في نادي "مارالاغو" المملوك له في فلوريدا، وقد وُلدت في جنوب إفريقيا.

على الجانب الآخر، فإن مجتمع الاستخبارات ليس متأكداً بالضبط من السبب الذي قد يدفع الإيرانيين لاستهداف ماركس، التي ليس لديها إلا صلات قليلة -إن وجدت- معروفة بإيران.

غير أن المسؤول الحكومي الأمريكي قال إنه من المحتمل أن الإيرانيين قد أخذوا صداقتها الطويلة مع ترامب في اعتبارات تأثير الضربة المحتملة.

كما أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الحكومة الإيرانية تدير أيضاً شبكات سرية تابعة لها في جنوب إفريقيا، وأنه لطالما كان لها موطئ قدم هناك منذ عقود. ففي عام 2015، كشفت كل من قناة Al Jazeera القطرية وصحيفة The Guardian البريطانية، نقلاً عن وثائق استخباراتية مسربة، معلوماتٍ تتناول بالتفصيل شبكة سرية واسعة النطاق من عملاء إيرانيين ينشطون في جنوب إفريقيا.

علاوةً على أن لانا ماركس قد يكون استهدافها أسهل من استهداف دبلوماسيين أمريكيين في أجزاء أخرى من العالم، مثل أوروبا الغربية، حيث تتمتع الولايات المتحدة هناك بعلاقات أقوى مع أجهزة إنفاذ القانون ووكالات الاستخبارات المحلية.

الجدير بالذكر أن لقادة إيران تاريخاً طويلاً فيما يتعلق بعمليات الاغتيال خارج حدود البلاد، إلا أنه في العقود الأخيرة تجنبت إيران في العموم استهداف دبلوماسيين أمريكيين على نحو مباشر، وإن استمرت الميليشيات المدعومة من إيران لزمن طويل في استهداف المنشآت الدبلوماسية الأمريكية وأفراد متعاونين مع الولايات المتحدة في العراق.