إلى ذلك، سلط الكاتب المتخصص في الشؤون المالية، جون أوثيرس، الضوء على مسألة التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة جراء غزو روسيا لأوكرانيا مشبها إياها بما حدث في صدمة أسواق النفط عام 1973.
وكانت أول صدمة نفطية في أوائل السبعينيات بسبب حرب يوم الغفران، عندما شنت القوات المصرية والسورية هجوما على إسرائيل. وأعلنت ستة دول عربية أعضاء في منظمة أوبك عن حظر الصادرات إلى الدول الداعمة لإسرائيل، لا سيما الولايات المتحدة، مما ضاعف من سعر النفط أربع مرات إلى 11.65 دولارا للبرميل في ذلك الوقت، الأمر الذي أثار تضخما حادا في الدول الغربية.ويقول الكاتب أوتيرس في عموده المنشور بموقع "بلومبيرغ" إنه في "عام 1973، فُرض الحصار على دول الغرب. والآن، يتفاعل السوق مع الاحتمال المتزايد بأن الغرب سيفرض حظرا مشابها على نفسه". وأشار إلى أن التشابه بين الحدثين حقيقي وكلامها ييسبب إعاقة غير طبيعية لعمليات التجارة.وتشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعا متزايدا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا يوم 24 فبراير بسبب مخاوف الإمدادات المرتبطة بالاجتياح الروسي، لا سيما وأن موسكو يعد لاعبا مؤثرا في أسواق الطاقة العالمية.في هذا السياق، يتساءل أوثيرس: "هل يستطيع جو بايدن والقادة الغربيون الآخرون فعل ما لم يفعله أي سياسي على مدى أجيال ودعوة السكان للتضحية؟ إذا كان الأميركيون مستعدين لتحمل الألم، وكان الأوروبيون مستعدين لتحمل العذاب، وحظر النفط الروسي والسلع الأخرى، فإن موقف بايدن يصبح قويا للغاية".وتابع: "إذا كانت كل هذه القضايا النظرية للقادة السياسيين محفوفة بالمخاطر، فإن الخطوة التالية لمحافظي البنوك المركزية تبدو واضحة: عليهم أن يحافظوا على تركيزهم على التضخم، وتشديد السياسة النقدية. قد يؤدي ذلك إلى خطر حدوث تضخم مصحوب بركود، ولكن البديل قد يكون تضخما جامحا أكبر بكثير بينما لا يزال لا يدعم النمو".
حرب الوقود الأحفوري
وربطت عالمة المناخ الرائدة في أوكرانيا، سفيتلانا كراكوفسكا، تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وبين السلام العالمي.وقالت في حديث لصحيفة "الغارديان": "بدأت أفكر في أوجه التشابه بين تغير المناخ وهذه الحرب ومن الواضح أن جذور هذين التهديدين للبشرية توجد في الوقود الأحفوري".وأضافت أن "حرق النفط والغاز والفحم يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة وروسيا تبيع هذه الموارد وتستخدم الأموال لشراء الأسلحة".
ودفع غزو روسيا لأوكرانيا الحكومات الغربية إلى الإسراع في محاولة إنهاء اعتمادها على النفط والغاز الروسي. ويعمل الاتحاد الأوروبي، الذي يحصل على حوالى 40 بالمئة من إمدادات الغاز من روسيا، على خطة لرفع مستوى الطاقة المتجددة بسرعة، وتعزيز تدابير كفاءة الطاقة وبناء محطات للغاز الطبيعي المسال لاستقبال الغاز من البلدان الأخرى.
وقالت كراكوفسكا إن "هذه حرب وقود أحفوري. من الواضح أننا لا نستطيع الاستمرار في العيش بهذه الطريقة، هذا سيدمر حضارتنا".