الثلاثاء 2017/04/18

واشنطن – الأسد .. معادلة التردد !

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مؤخراً أنها وقعت عقداً مع شركة الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) ينص على إزالة بشار الأسد من عرشه بدمشق.

ويتضمن العقد والذي تبلغ قيمته 2.1 مليار دولار، أنه يجب على شركة الطيران تحديدُ مكان بشار الأسد واعتقاله من القصر الرئاسي "بسحبه من ذراعيه و شحطه في ممرات القصر الرئاسي" كما فعلوا مع أحد المسافرين قبل عدة أيام على متن رحلة من رحلاتهم، كما يشير العقد أنه يجب مطالبة بشار الأسد بأدب عدّة مرات بالتخلي عن السلطة، وإذا رفض فإنه يجب على موظفي الشركة "إدماءُ أنفه من الضرب".

لا تصدقوا مثل هذا الكلام فهو لا يتعدى الخيال، ولن يحدث في السياسة الأمريكية، فالأمريكيون لا يتصرفون بهذا الشكل مع تابع لهم ينفذ أوامرهم بحذافيرها.

بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إطلاق صواريخ على قاعدة جوية سورية رداً على استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، ارتفعت وتيرة التصريحات الأميركية حول سقوط شرعية بشار الأسد وأن حكم عائلته في سوريا شارف على الزوال، وهنا طاب للسوريين أن يتذكروا العبارة التي طالما رددها بارك أوباما وأركان إدارته في الأشهر الأولى من الثورة السورية .."أيام الأسد معدودة". كلام سمعه السوريون مراراً طيلة أكثر من ست سنوات خلت، باتوا يستقبلونه بالسخرية والاستهزاء، بعد أن رأوا أنه لم يسمن ولم يغن من جوع، وبعد أن أيقن كثير منهم أن سياسات الولايات المتحدة لا يمكن أن تأتي كردة فعل طارئة، أمام ارتباطها بمصالح تل أبيب في منطقة الشرق الأوسط.

يقول السوريون .. لو كان "العم سام" يريد إزالة بشار لأزاله منذ أيام الثورة الأولى، فالمتابع لتسلسل أحداث الثورة يرى أن أمريكا هي السبب الرئيس لبقاء بشار أو بالأصح هي "الشرطي" الذي يحاول من خلال سياسته بالمنطقة تنفيذ توجيهات "إسرائيل" قدر ما يستطيع وما لا يستطيع، ويرى السوريون كذلك أن الأسد لا بد أن يسقط ويُرمى " في مزابل التاريخ"، إن انتهت "فترة صلاحيته"، وحينها سيسعى المجتمع الدولي للمجيء بشخصية "تنفذ أوامر إسرائيل"، ولا علاقة لها بالمشروع الوطني الذي يضمن حقوق الشعب السوري المنكوب.

ربما تعتقد "إسرائيل" أنها بتأمين حدودها من "الإرهابيين السنّة" سوف تنتهي مهمة بشار الأسد، التي لأجلها حماه المجتمع الدولي رغم ارتكابه أفظع الجرائم بحق الإنسانية، وبعدها بالتأكيد ستنتهي صلاحيته.

لكنَّ الحقيقة أن من وضع هذه الاستراتيجية لم يضع في حسبانه أن الشعب الذي دفع زهاء مليون قتيل، لن يرضى بأن تنتهي ثورته على هيئة "نصف ثورة"، فـ"بشار الأسد" لا يمثل ذاك المجرم السفاح الذي دمر بلاده ليبقى على كرسي الحكم، بل إنه يمثل في واقع الأمر نظاماً صنعه أبوه "المقبور" برعاية أسياده، ولن يرضى السوريون إلا بتحقيق مقولة "إسقاط النظام" لا إسقاط "بشار الأسد" فقط.