السبت 2017/02/25

هل أخطأت “تحرير الشام” بترك “لواء الأقصى” يذهب إلى الرقة؟

بعد ما يقرب من أسبوعين من الصدام بين هيئة تحرير الشام ولواء جند الأقصى أعلنت الهيئة في بيان لها أنه تم "استئصال" اللواء ، وأُجْبرَ عناصره على الخروج من المنطقة " أذلاء ضعفاء".. بحسب البيان، فمن الرابح والخاسر يا تُرى في هذه العمليّة، وبتعبيرٍ أدق من المنتصر ومن المهزوم..؟

القارئُ بيانَ الهيئة يلمس من حديثها أنها ترى نفسها هي المنتصرة، فهي التي طردتُ "لواء الأقصى" نحو الرقة وأنهت وجوده من المنطقة كما تعهدت بملاحقة الخلايا التابعة له، ويرجِّحُ الموافقين لهذه الرؤية أن خطوتها كانت لدفع شره وتجنب مواجهة عنيفة يسقط خلالها قتلى من الطرفين، وأيضًا لصرف المدنيين عن معركةٍ ستكون شرسة، إذ يُعرف عن مقاتلي لواء الأقصى الخبرة العسكرية الكبيرة هذا من ناحيةٍ، ومن ناحية ثانية أن اللواء في وضعية دفاعٍ لا في وضعية هجوم، وذلك يُمَكِّنُ له القدرة على الصمود واستنزاف الخصم.

في الجهة المقابلة يرى آخرون أن الهيئة مخطئة في ترك اللواء يذهب إلى الرقة، ويعتبرونه رغم هزيمته منتصراً لأسبابٍ عدة؛

أولها أن اللواء خرج بشروطه وليس بشروط الهيئة، فقد أحرق سلاحه الثقيل ولم يتركه للفصائل قبل المغادرة، وثانيها قتله أكثر من 142 عنصراً من مقاتلي الجيش الحر أغلبهم تابعون لجيش النصر، إضافة إلى بعض عناصر الهيئة قُتِلَ معظمهم في مجزرة ما يعرف بحاجزِ الخزاناتِ بمدينة خان شيخون، وثالث الأسباب وأبرزها أن أعداد مقاتلي الهيئة يتجاوز 25 ألفاً مقارنة ب 300 عنصر فقط من لواء الأقصى، وبترك العناصر يذهبون بحال سبيلهم سيتيح لهم ربما لاحقًا مهاجمة الفصائل في مواقع أخرى ليعودوا ويقتلوا أضعاف ما قتلوا في ريفي حماة وإدلب.

قد لا تكون هيئة "تحرير الشام" مخطئة عندما حاولت رأب الصدع وإطفاء النار بين حركة أحرار الشام وجند الأقصى قبل نحو 3 أشهر، فهي حاولت إيقاف الصدام وتهدئة الوضع، وانضم القسم الأكبر من الجند إلى الهيئة، و لم يكن هناك دليل قطعي على أن الجند حقيقة خلايا تابعة لتنظيم الدولة رغم أن حركة أحرار الشام شددت على ذلك و كانت تتهمه بعمليات الاغتيال وتصفية المقاتلين في مناطق عدة بريفي إدلب وحماة، لكنَّ ما حصل مسبقاً ليس كما حصل اليوم، حيث تورط الجند بقتل عناصر الجيش الحر والهيئة، وثبت أنهم تابعون لتنظيم الدولة بدليل موافقتهم على الخروج إلى مدينة الرقة، وكما يقال "وشبهُ الشي منجذِبٌ إليه" ورغم ذلك فإن الهيئة لم تقرر استئصاله عسكرياً، واعتبر الكثير الاتفاق بمثابة "هزيمة مشرِّفة للواء الأقصى وانتصار مذل للهيئة".