السبت 2016/08/13

مقاتل سوري سلّم نفسه لإطلاق سراح زوجته التي قدمت له الشاي وهي عارية

داخل أسوار مطار المزة العسكري، على تخوم دمشق، وفي أروقة أحد مكاتب ضباط التحقيق السوريين، دارت فصول قصة انتهاك متعددة الأوجه، تراوحت بين التعذيب والإنتهاك الجنسي لزوجة أحد المطلوبين.

فقد أجبر ضابط تابع لمخابرات الأسد زوجة أحد مقاتلي الفصائل على الدخول إلى مكتبه لترى زوجها، وتقدم له الشاي وهي عارية الجسد تماماً، رغم تعهدهم بإطلاق سراحها فور تسليم المقاتل نفسه وسلاحه.

وفي تفاصيل الحادثة التي حصلت قبل أسابيع قليلة، يقول شقيق أحد المقاتلين ضدّ نظام الأسد، نقلاً عن زوجة أخيه التي تمّ الإفراج عنها قبل أيّام فقط: “أخي مقاتل ضمن صفوف أحد تشكيلات الجيش السوري الحر في ريف دمشق منذ عدّة أعوام، وبعد مغادرته البلدة التي نتحدر منها، ترك عائلته في البلدة وهي تخضع لسيطرة القوات الحكومية.

واستطرد شقيق المقاتل بالقول: “قبل ثلاثة أسابيع فقط، دهمت دوريتان من المخابرات الجوية التابعة لمطار المزة العسكري منزل أخي واعتقلت زوجته من دون أطفاله، واقتادوها إلى المعتقل في المطار، وتحت الضغط والتهديد والضرب زودتهم برقم هاتف أخي الخاص”.

وأضاف طالباً عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: “بعد ذلك بدأ ضابط التحقيق التابع للمخابرات الجوية، وهو برتبة عقيد ويدعى علي، الإتصال بشقيقي عدّة مرات يومياً، طالباً أن يقوم بتسليم نفسه لهم مقابل وعود بإطلاق سراح زوجته فور قيامه بتسليم نفسه لإحدى دورياتهم، وأنّهم سيعاملونه معاملة خاصة وكريمة لو سلم نفسه، وترافق ذلك مع تهديدات أيضاً بأنهم سيفعلون بزوجته أيّ شيء بما في ذلك الإغتصاب، وأنّهم سيعيدونها له وهي حامل في حال عدم استجابته لمطالبهم”.

ويوضح شقيق المقاتل: “هنا بدأت النيران تشتعل داخله وتحرق أنفاسه وتقتله في اليوم عدّة مرّات، وفي النهاية ّقرر تسليم نفسه لهم رغم سعينا الحثيث لمنعه، ولكنه كان مصراً تماماً، وكان يأمل بإطلاق سراح زوجته البالغة من العمر 25 عاماً”. ويقول: “فعلاً، نسّق عملية استسلامه لهم عبر ضابط التحقيق في المطار، ومن ثمّ قام بتسليم نفسه مع سلاحه (بندقية آلية) على أطراف أحد الشوارع الرئيسية”.

وأردف شقيق المقاتل قائلاً: “بعد استسلام شقيقي لهم لم يمسه أيّ من العناصر بأيّ أذى طول الطريق، ولم يتعرضوا له بأيّ إهانة، بل قدموا له السجائر والقهوة خلال الطريق إلى مطار المزة العسكري، وعند وصولهم إلى مكتب العقيد ضابط التحقيق، استقبله العقيد بكل حفاوة وسرور، شاكراً ما قام به”.

ثمّ سأله ضابط التحقيق ماذا يريد أن يشرب، فرفض طلب أيّ شيء، وطلب من الضابط أن يقوم بإحضار زوجته ويطلق سراحها بعد أن سلم نفسه وبات داخل أسوار حصونهم العسكرية، ولكن الضابط أصرّ على كلامه بوجوب طلب أيّ أنواع الشراب، ريثما يقوم أحد عناصر بإحضار زوجته من المعتقل، وهنا طلب كأساً من الشاي، فنادى الحاجب وطلب منه إحضار الشاي.

وما هي إلّا لحظات، كما يقول شقيق المقاتل، إلّا وطُرق باب العقيد، “وعندما فُتح باب المكتب، صعق شقيقي بزوجته وهي قادمة لتقديم الشاي له ولكنها كانت عارية تماماً، مع مكياج على وجهها”. ويتابع: “لحظات لا يمكن وصفها بأيّ كلمة، فقطع العقيد هذه اللحظات وبدأ بالشتم ومن ثمّ انهال على شقيقي بالضرب المبرح بسوط مصنوع من أسلاك الكهرباء، وهو يصرخ به: ما رأيك الآن، هذا جزاءصغير لمن يفكر بالوقوف بوجه الأسد، واسأل زوجتك عن البقية فهي ستخبرك بالليالي التي قضتها هنا، وسنحرق قلبك وقلب كلّ من يفكر بحمل السلاح. ثمّ طلب من الحرس أخذه إلى المنفردة وإنزال أشدّ العقوبات به، حيث ما زال معتقلاً حتى الساعة”.

ويروي عن زوجه شقيقه قائلاً: “بعد ذلك، تعرض شقيقي للتعذيب الشديد أمام زوجته، التي كان يتعمد أحد الحراس وهو مقنّع الوجه تمريرها من أمامه كلّ يوم، وهي عارية وبمكياج كامل، ثمّ أطلقوا سراحها بعد 11 يوماً من اعتقال زوجها”.

وتقول الزوجة، بحسب ما يرويه شقيق الزوج، إنها “تركته بأسوأ حال، جسد كحلي اللون من شدّة التعذيب، ويداه مثبتة على الجدار ورؤوس أقدامه تلامس الأرض”.