السبت 2017/02/25

ما الجديد في “تفجير حمص” الأخير ؟

شهدت الأحياء الموالية في مدينة حمص و مدينتا جبلة و اللاذقية تفجيرات عديدة خلال العامين الماضيين، لم يكن المدنيون مستثنين من نتائجها، بغض النظر عن انتمائهم أو ديانتهم أو توجههم إن كان مع الثورة أو ضدها.

و في تفجيرات العامين الماضيين التي تبناها تنظيم الدولة في مكانات عديدة خاضعة للنظام، كان يراود الجميع أسئلة عديدة عن طريقة الوصول إلى هذه المناطق و عن شرعية التفجير في مكانات غير عسكرية لم يكترث التنظيم بالهدف من العمليات فيها، أو مدى جدواها ضد النظام، إذ كان يبدو أن الهدف الرئيسي منها هو إثبات قدرته للوصول إلى أي مكان و تهديد أمن المناطق إن كانت مع الثوار أو مع النظام أو الميليشيات الكردية دون التفريق بينهم.

أتت عملية "هيئة تحرير الشام" اليوم في مركزين أمنيين ضخمين في حمص لتبين فارقا واضحا عن العمليات التي تبناها تنظيم الدولة، على الرغم من سعي النظام و إعلامه إلى وصم كل العمليات ضده بالإرهاب.
عملية الأفرع الأمنية في حمص بينت أن الثورة في حقيقتها ليست داعية قتل ودماء، إنما اضطرت إلى حمل السلاح لترد اعتداءات النظام و الميليشيات الأجنبية التي جاء بها إلى سوريا.

عملية نوعية تمكن فيها خمسة عناصر من انغماسيي "هيئة تحرير الشام" من قتل ما يزيد على أربعين عنصر أمن و ضباط كبار أبرزهم حسن دعبول رئيس فرع الأمن العسكري، المشهوربتاريخه القمعي للمعتقلين السوريين، في سنوات الثورة السورية، ولاسيما في الفرع 215 بدمشق الذي خرجت منه مئات الجثث من شباب الثورة.

و العملية أسفرت كذلك عن مقتل إبراهيم درويش رئيس فرع أمن الدولة الذي لا يقل إجراما عن سابقه.

العملية أودت بحياة مجموعة من المجرمين الذين مارسوا شتى انواع التعذيب على ابناء الشعب السوري الذين لم يكن هناك سبب لموتهم في سجون النظام و أفرعه الأمنية إلا صرخات طالبت بالحرية وأزعجت آذان طغاة العصر.