السبت 2017/05/27

قطر والإمارات… من يدعم إيران ؟

لاحظ الجميع الحملة الإعلامية الشرسة المبيَّـتة بلَيل، التي تعرضت لها دولة قطر وكانت تتمحور أبرزها حول دعم الدوحة لطهران، وإشادتها بها إشادة نوعية، حيث نُسِبَ إلى الأمير تميم قوله "إن إيران تمثل ثقلاً إسلامياً وإقليمياً لا يمكن تجاهله".

لكن وبغض النظر عن تلك الحملة المكشوفة من حيث الهدفُ منها وتوقيتها المريب .. لماذا لا نناقش فعلاً من يقف مع إيران ومن يسعى لكبح جماحها، أهي قطر أم الإمارات التي جيّشت أسطولاً إعلامياً مدججاً بترسانة كبيرة من التهم الملفقة ضد الدوحة؟

لا نحتاج إلى كثير من التحليلات والاستنباطات واستجلاب عشرات الضيوف المأجورين لنصل إلى ذلك الجواب، بل إننا سنطرح قضية يعلمها القاصي والداني ولا يختلف عاقلان عليها، هو أن إيران تدعم نظام الأسد بسوريا وتدخلت منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة الكرامة بكل ثقلها لتثبيت أركانه، ووجدت الفرصة سانحة للسيطرة على سوريا بهدف مشروعها الشيطاني "الهلال الشيعي".

بالتوازي مع ذلك نجد أيضاً أن دعم الإمارات لنظام بشار لم يعد خافياً، وكما يقال "الشمس لا تُغطى بغربال" فمن يستقبل أهم رجالات أعمال النظام وأبرز شخصيات عائلة الأسد لا يمكن أن يكون إلا راضياً عنه وفي علاقة أكثرَ من جيدة، وما يدعم ذلك ترحيلُ الإمارات العشرات من السوريين المعارضين وفرض عقوبات قانونية على كل من يرفع علم الثورة السورية داخلها، هذا فضلاً عن تهديد الكثير من رجال الأعمال الذين كانوا يمولون المعارضة السورية في مقابل إفساح المجال لمؤيدي بشار بالعمل بحرّية ومنحهم امتيازات للاستثمار بسهولة، وما يقصم ظهر البعير المعدات العسكرية التي منحتها أبو ظبي قبل سقوط القناع عنها لجزءٍ من الثوار في بداية الثورة، وتبين فيما بعد أنها مرتبطة بأجهزة تجسس سُلمتْ شيفرتها لنظام الأسد.

في المقاربة السابقة تقاطعت رغبة إيران مع رغبة الإمارات فيما يخدم إيران نفسها ومشاريعها بسوريا والمنطقة، وبنفس الوقت يقر أعداء قطر وحلفاؤها على أنها أكبر داعم للثورة السورية في شتى المجالات العسكرية والإغاثية والإعلامية وكرست كل ما باستطاعتها كي تنجح الثورة السورية.

فلم إذاً هذه الاتهامات الإماراتية لقطر بدعمها إيران إذا كانت الإمارات نفسها تخدم الأجندة الإيرانية سراً بشكل عملي وتسيرُ ومشاريعَ طهران في ركبٍ واحد، وفي العلن تدعي محاربة نفوذها وتهاجم قطر التي نفت بشكل سريع كل ما نسب لأمير البلاد؟

يقول المثل "الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة"، فهناك الكثير من الملفات التي تثبت التقارب الإيراني الإماراتي، ليس الاتفاق على دعم الأسد أولَها ، فهناك الاستثمارات والعقود التجارية.. فضلاً عن ملف الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران منذ 4 عقود والتي تكمن أهميتها من موقعها الاستراتيجي الواقع عند مضيق هرمز مدخل الخليج العربي.. تركتْها أبو ظبي بيد المرشد الأعلى دون أي سعي حقيقي لإعادتها.