الخميس 2016/12/01

طويس الحجازي وبشار الكوني وأبو عصمان

(قراءة في سير ذاتية)

طويس لقب، واسمه طاووس، مولى بني مخزوم ولد في المدينة المنورة. وهو أول مغن وموسيقي في الإسلام، في عصر الخلفاء الراشدين. تعلم الغناء عن الرقيق الفرس الموجودين في المدينة المنورة، فصار مغنيا بارعًا. وهو أوّل مَن أدخل الإيقاع في الغناء، وكان يقال: أحسن الناس غناء في الثقيل ابن محرز، وفي الرمل ابن سريج، وفي الهزج طويس، وكان الناس يضربون به المثل، فيقال: " أهزج من طويس".

وهو الذي يضرب به المثل في الشؤم، فيقال: أشأمُ من طويس، وإنما قيل له ذلك؛ لأنه ولد في اليوم الذي مات فيه رسول الله؛ صلى الله عليه وسلم، وفطم في اليوم الذي مات فيه أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، وختن في اليوم الذي قتل فيه عمر بن الخطاب، وقيل بلغ الحلم في ذلك اليوم، وتزوج في اليوم الذي قُتِل فيه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وولد له مولود في اليوم الذي قُتل فيه علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقيل: بل يوم مات الحسن بن علي، رضي الله عنهما، فلذلك تشاءموا به. وهذا من عجائب الاتفاقات، وكان أحول مفرطاً في طوله مضطرباً، فرّ إلى السّويداء في خلافة مروان بن الحكم. وقد بقي فيها إلى أن توفي هناك سنة 92 هـ تتلمذ عليه أناسٌ كثيرون، أشهرهم ابن سريج، والدّلال نافذ، ونؤوم الضّحى، وفند.

وبشار الكوني لا يقل شؤما على من حوله ؛ فوجود هذا الرجل كان شؤما على الكثيـر من الناس وأحوال الطبيعة والجغرافية والآثار، ومن آيات شؤمه:عجز بردى عن الوصول إلى دمشق بعد رحلة ابتدأت بانتهاء العصر المطير ، وكان شؤما على الجامع الأموي الذي ظلت لوحاته الفسيفسائية من عهد الوليد بن عبد الملك تـ 96هـ حتى بدأ بشار الكوني بمشروع ترميم الجامع الأموي، وقامت عصابته بسرقة هذه اللوحات التاريخية وبيعها واستبدالها بنسخ مزيفة، وكان بشار الكوني شؤما على حزب البعث، حيث بدأت سلطته تتراجع ،وتنسل كما تنسل الخيوط من الثوب، حتى تلاشى تماما من الوجود، وكان شؤما على الطائفة العلوية التي وطَّنَت النفس على حكم سوريا والإقطاعيات التي تدور في فلكها مثل مشيخات لبنان الطائفية ،وبعض المنظمات الفلسطينية التي انشقت عن جسم حركة فتح بإشراف حافظ الأسد ، وبدأت هذه الطائفة تزهد بالانتساب للجيش، واكتفت بأجهزة المخابرات؛ فكان ذلك شؤما عليها ،لأنه أصابها في مقتل، وخصوصا أنها سعت خلال الخمسينات والستينات للوصول إلى كل مفاصل الجيش، حتى تنقض على السلطة في ليل، وكان بشار الكوني شؤما على مشروع إيران الأمبراطوري المرهون ببقائه في السلطة وتقديمه كل أنواع الدعم لتمرير هذا المشروع، وعودة حكم( يزدجرد الأثيم بن بهرام شاه بن سابور ذي الأكتاف )في عباءة ولاية الفقيه المسردب، وكان شؤما على حسن نصر الله وحزبه المقاوم والممانع لمشاركة العرب والفلسطينين في معركة تحرير فلسطين من شمال لبنان ، وهذا الشؤم سرق فرحة السيد حسن بوصفه قائدا يقود القضية الأخلاقية الأولى في العالم، وكان بشار الكوني شؤما على البوطي والمشروع الصوفي الباطني الذي كانت تجار الشام تطبخه على نار جهنم، وجعل السلبية سلوكا فكريا ينتهجه الأتباع في كل شيء، وكان شؤما على صورة حلب الحسونية الجديدة؛ التي أردوا رسمها باستنساخ الحالة الصوفية الدمشقية.

عند أعتاب بشار الكوني ولدت أشياء كثيرة، ولكنه كان شؤما عليها، واندثرت في حضوره المرتبك ، ولكنه كان فألا حسنا على (أبو عصمان ) البعثي الوحيد في العالم العربي ، الذي كان يظن أن البعث دين وحافظ الأسد نبي، ولأن الله يتلطف بعباده الطيبين أراد أن يكشف لأبي عصمان حقيقة هؤلاء، حتى لا يبقى أبو عصمان مخدوعا كالزوج الذي يظن أن حرمه المصون قطر الندى بنت خمارويه، وهي في حقيقة أمرها أم عبودي ثالث باب على إيدك اليمين .