الخميس 2016/10/20

“شعبان” بين مطرقة الموصل وسندان الباب

إذا أردنا أن نعرفَ ماذا يدور في الموصل علينا أن نعرف ماذا يحصل على بعد عشرة كيلو مترات من مدينة الباب شمال حلب .

قوات تجمّعت من الجيش العراقي والبشمركة الكردية والحشد الشيعي والحشد الوطني السني بدعم من تحالف دولي يعمل مستشاروه وطيرانه تحت إمرة ومساعدة هذا الجيش العرمرم لتحرير الموصل من قبضة تنظيم الدولة وتضخيم ومرافقة إعلامية غير مسبوقة لمعركة من المعارك وتصويرها على أنها معركة العصر، وعلى الجانب الآخر يصارع آلاف الشباب من مقاتلي الجيش الحر تنظيمَ الدولة منفردين إلا من قوةٍ وإصرارٍعلى تحرير أراضيهم التي حرّروها من نظام بشار الأسد في وقت مضى واحتلّها التنظيم منهم، ويساندهم الدعم الجوي التركي منفرداً وتلاحقهم الميليشيات الكردية الانفصالية التي تسعى لرفع أعلامها على ماتحرره قوات الجيش الحر . في ظل تعتيم أو إخفاء إعلامي لكلّ ما أنجزوه، والمسافات التي تقدّموا بها باتجاه مدينة الباب التي هي باب لتحرير الرقّة عاصمة التنظيم في سوريا .

أمريكا وتحالفها تدعم الشيعة في العراق كما تدعم الأكراد في سوريا ، روسيا تدعم الأسد الذي بدوره حليف وطفل إيران المدلل كما هي حال حشد شيعة العراق، والملعب ممتد من بغداد إلى جرابلس، جميع اللاعبين أقوياء ولايوجد سوى كرة واحدة وهي الشعب العراقي و السوري الذان تعرّضا لكل أنواع الموت والتهجير والتعذيب والاعتقال؛ فمن قصف وتدمير إلى تهجير واتهامات بالانتماء إلى متطرف أو معتدل أو طائفة وقتل على الهوية ، ومن جوع في المخيمات إلى غرق في بحار لم تطق إلا أن تتحالف مع الدنيا عليهم، ومن بردٍ مقبل وشتاء يحصد أرواح من يعيشون في الخيام أو العراء إلى تنكيل وملاحقة واعتقال من هذه الجهة أو تلك.

كلّ هذا يندرج تحت شعار كبير وملمّع ألا وهو محاربة التطرف، ولكنّ التطرفَ لاعبٌ في هذه المباراة وركلته هي الأقوى بين جميع اللاعبين ليس على خصمه ولكن على الكرة التي اهترأت نتيجة ركل اللاعبين الأقوياء عليها، والضعاف أمام خصومهم .

الملعب تمّ تدميره واصطبغ بدم أصحابه، واللاعبون لاتزال قمصانهم تحتفظ برونقها وبلادهم تنعم بخيرات أراضٍ تعتبر الحرب تخصّها وتعتبر التطرف ( بُعبعاً ) وتدفع لقتاله الغالي والنفيس ولكن الدفع للأقوى، والموت للضعفاء .