الثلاثاء 2017/03/21

رسائل ثورية ..على أبواب دمشق

يا شامُ زال الليل ... و انقشعت سحب الظلام التي تلبدت بها سماؤك و عاد خير الجند إلى خير أرض لينهوا عصور من الظلم و يعيدوا البسمة للثكالى و الأيتام و المظلومين الذين  تعطشت أنفسهم لشيء من الحرية ، فبعد أن كان النظام يفاوض أهالي برزة و القابون و جوبر من أجل تهجيرهم إلى الشمال السوري و تحضير الباصات الخضر لنقلهم، أبى جنود الحرية و أبناء عاصمة الأمويين إلا أن يلقنوا النظام و ميليشياته و حلفاءه درسا في البطولة و التضحية التي قل مثيلها، فبدأ الثوار معركة "يا عباد الله اثبتوا" في حي جوبر التي افتتحوا المرحلة الأولى منها بعربيتين ملغمتين ، خلفت عشرات القتلى و الجرحى من قوات النظام، ليقتحم بعدها الانغماسيون قلاع الميليشيات الشيعية، وفي اليوم الثاني للمعركة استطاعت قوات النظام استرجاع العديد من النقاط فأطلق الثوار المرحلة الثانية و التي كانت أقوى و أعنف،  إذ حرَّرَ الثوار جميع النقاط التي استعادتها قوات النظام، وقتلوا العشرات من شبيحة النظام و ميليشياته الطائفية ، ما دفع وسائل إعلام النظام إلى الاعتراف بخسارة تلك المناطق.

معركة قلبت موازين القوى وأعادت الأمل إلى نفوس المدنيين قبل العسكريين و استطاعت تحويل الحزن على تهجير أهالي الوعر إلى فرحة الانتصارات، وأعادت ترسيخ القناعة  للناس أجمعين، أن المعركة الحقيقة هي معركة دمشق و أن النظام سيسقط إن سقطت العاصمة بيد الثوار، في انتظار تحرك بقية الجبهات في حمص و حماة و اللاذقية و حلب، لتخفيف الضغط عن العاصمة و تشتيت قوة النظام، و لعل أهم الجبهات التي يمكن أن تقلب المعادلة و تريح ثوار جوبر و برزة هما جبهتا درعا و السويداء اللتانِ تشكّل خاصرة للعاصمة و منطقة ضعف له و لميليشياته، بعد تخلي كثير من الفصائل عن التبعية لغرف عمليات لطالما أوقفت أعمال عسكرية سابقة و منعت سقوط مدن بأكملها بيد الثوار، و ربما تحرك ثوار ريف حماة الغربي باتجاه القرى الموالية، ما يخلط أوراق النظام و يشتّت قواه.

ثوار دمشق الآن مستعدُّون لإسقاط النظام وجيشه، لكن الكرة تبقى في ملعب بقية الجبهات و الفصائل،  فمن يريد إسقاط النظام و تبييض صفحته الثورية ، فالآن وقت الثورة الحقيقي، و زمن تمايز القادة الحقيقيين عن "الشبيحة" الذين يرتدون لباس الثورة ،فالقول الفصل اليوم لمن يهاجم حصون النظام قبل فشل المعركة و استفراد النظام بثوار جوبر كما حصل سابقا في داريا و وادي بردى و حلب.