الخميس 2017/03/09

دير الزور .. الإعدام إقصاءً

يقطع أرضَها نهرُ الفرات كسكينٍ، في خاصرتها اليسرى، وينامُ على خاصرتها اليمنى هضبة بادية الشام أو ما يحلو لأهل الدير أن يسموه *الجبل*
أول مدينة طَردت من أرضها المستعمر الفرنسي، رغم أنف كتب التاريخ التي طُبعت في مؤسسات الكتب المدرسية التابعة لحافظ الأسد، لتغفل ثورة الديريين على من استعمر سوريا وتضحيات أهلها في هذه الثورة.

*بلد الخير* يدعونها نظراً لخيرات أرضها من المحاصيل الزراعية فأراضيها الممتدة على ضفتي الفرات من قرية *الجزرة* شمال غربها إلى *الهري* و*حويجة صحين* حيث حدود سوريا مع العراق، تغذي سكان سوريا من القمح وتكسوهم بالقطن وتهديهم شوندراً يُحلّي شايهم المرَّ دون الدير وخيراتها.
في جوفها نعمة أو نقمة النفط والغاز والتي جعلت الأسد النافق والولد الناقم ينظر إليها على أنها دجاجة بيّاضةٌ، لايعرف الناس عنها إلا ما يريد إعلام الأسد إظهاره، فعمل على عرض دير الزور على أنها رمز للتخلف وانعدام الثقافة.

قبل الثورة السورية لم يرَ الديريون من نفطهم سوى تلك الشعل التي تنير ليلاً بواديها والدخان الذي يسمم هواءها، والسرطان الناجم عن إشعاعاته، حتى الوظائف في حقول النفط لم تكن لأبناء الدير، بل للعلويين القادمين من القرداحة وما حولها ليتسلَّموا الإدارات وجني العائدات المالية من نفط الدير.

أما بعد الثورة وتحرير ريف ديرالزور حيث تواجد حقول النفط، فكان النفط اللعنة الكبرى على هذه المدينة، فقد جعل أكثر الفصائل تنظر إليه على أنه غنيمة يمكن من خلالها تمويل العمل العسكري ضد نظام بطش بالسوريين عامة وبالديريين خاصة خلال مرحلة الثورة السلمية، كما جعل تنظيم الدولة يفكر في هذه المدينة كمقام ومستقر ، لما فيها من خيرات وثروات باطنية بالإضافة إلى كون أراضيها محررة وقامت كتائب الجيش الحر بطرد عناصر الأسد من سبعة وتسعين بالمئة من أراضيها، ليبقى النظام مسيطراً على ثلاثة أحياء في هذه المدينة فقط بالإضافة إلى مطارها العسكري.

إقصاء إعلام بشار الأسد لدير الزور، ما لبث أن زال لتظهر كإحدى أهم ركائز المدن الثائرة على بشار وشبيحته، ليعود الظلام بسرعة يلفُّها بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها.

من يتحدث عن المجازر بحق المدنيين بأرض يسيطر عليها التنظيم الذي ناصبه العالم كله العداء؟!، من يتحدث عن دمار بيوتها وبنيتها التحتية؟!

ببساطة.. هذه المدينة لم تولد موؤدة فحسب، بل زاد ردم الموؤدة حتى بعد اندحار من وأدها. لسان حال أهلها يقول: متى سيسقط حكم الإعدام إقصاءً عن مدينة شرق سوريا اسمها دير الزور ؟؟