الأحد 2017/05/21

ترامب يجد مفتاح المغارة

سأذهب إلى دول الخليج التي لا تقوم بالكثير صدقوني، دول الخليج لا تملك أي شيء لكنها تملك الأموال، هذا ما صرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء ترشحه للرئاسة، ولم يتوقف عند ذلك، بل وهدد بدفع الدين العام الأميركي بقوله "سأجعلهم يدفعون الأموال، لدينا دين عام يقدر ب 19 تريليون دولار ".

وبعد أن وصل الرجل لكرسي الرئاسة، قال: إن أول زيارة لي لبلد مسلم ستكون للسعودية، وذهب الرجل بالفعل واستقبله الملك سلمان بن عبد العزيز، وقلده القلادة الذهبية الشهيرة "وسام الملك عبد العزيز" التي كانت مفتاحا لمغارة علي بابا، التي تحتوي على الكثير من الأموال والذهب، ولكن ترامب لم يكن طماعا إلى حد كبير فاكتفى الرجل بنصف ترليون دولار أمريكي، وهي قيمة توقيع العديد من الاتفاقات في مجال الطيران والمعلوماتية والبترول والتكنولوجيا والاستثمارات، بالإضافة إلى صفقات عسكرية.

بينما ترى الرياض أن العلاقة مع الولايات المتحدة تصب في مصلحتها وذلك من خلال تخوفها من تمدد النفوذ الإيراني، وهو ما تحدث به وزير الخارجية عادل الجبير أن العلاقات الثنائية بين البلدين ستكون كفيلة في مواجهة طهران التي وصفها بالدولة الإرهابية، وذلك في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الأمريكي ريكس تلرسون.

الأمريكيون نجحوا في استغلال الرياض، من خلال اللعب على الحبل الإيراني، ولاسيما أن الفترة الأخيرة شهدت توترا زاد عن حده، بعد تصريح ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن بلاده لن تنتظر المعركة أن تكون على أرض المملكة بل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لنقل المعركة إلى داخل إيران، وهو ما أثار غضب وزير الدفاع الإيراني، وهدد بتدمير السعودية بشكل كامل عدا مكة والمدينة.
مراقبون يرون أن ما دفعته السعودية لأمريكا سيكون ثمنا لتمزيق الاتفاق النووي بالإضافة لرأس النظام السوري بشار الأسد، الذي حظي بدعم الروس والمليشيات الطائفية التابعة لطهران.

بينما الواقع يشير عكس ذلك تماما، فبشار الأسد تلقى الدعم من الولايات المتحدة، قبل أن يتلقاه من إيران وروسيا، فلا شك أن صمود نظام الأسد حتى هذه اللحظة لم يأت من فراغ، ولو أن واشنطن أرادت إزاحة الأسد عن كرسيه لفعلت ذلك دون الرجوع لأحد.

بعد أن هيأ الرئيس السابق باراك أوباما كل الظروف الملائمة من خلال تقوية الشوكة الإيرانية، وإطلاق يدها في المنطقة يجد التاجر ترامب أن الطبخة الأوبامية قد نضجت ولم يتبق سوى الأكل.