الجمعة 2017/05/05

بل إنه ربيع عربي

وفي الربيع تلوح الثمار يانعة من أفق بعيد؛ تستدرج الرائي لعظمة تشكيلها الرباني ، وفي الربيع العربي بدا الكاذبون المقاومون الممانعون عراة إلا من ورقة خبيزة ، ورأى الجميع رأي العيان دول الاعتدال العربي وهي تغسل الصحون في إسرائيل ، وتعيش ليلتها بلقمتها تستجدي الأعطيات، وتقيم وليمتها على حمام دم غزة ونواح حمص وحلب ودرعا ودير الزور . ورابعة العدوية والنهضة.

وفي الربيع كشفنا الخائن بيننا ؛ كشفنا ذلك المثقف اليساري الاصطلاحي الناعم ،وسقط ، وكشفنا ذلك الدمث اليميني المتكور باللطف في حوزته وتكيته الصوفية ، وسقط ، وفي الربيع ظهر الصحفي والشاعر والتاجر، الذين جاؤوا مع مشروع آيزنهاور وملأوا فراغا بجيف أفكارهم النتنة ، ورقصوا رقصة الفروسية بجثة فلسطين . وسقطوا بل إنه ربيع عربي أسقط كل هؤلاء ..

أما عن التضحيات ، فإذا كنت تتبع موسى عليه السلام فتأمل في قصته ماذا فعلت به بنو إسرائيل في تخليها المستديم وبقرتهم الصفراء ، وإذا كنت تتبع عيسى بن مريم عليه السلام ، فقد جاءهم بالبشرى ، ثم وقفوا يتفرجون عليه وهو يصلب كما يزعمون ، وإذا كنت تتبع محمدا عليه الصلاة والسلام ، فقصص خذلانه من الأهل والعشيرة الأقربين كثيرة ، وفي النهاية انتشر نور موسى ، وانتشر نور عيسى ، وانتشر نور محمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين ، على الرغم من العذابات العظيمة والألم والشظف الكثيف في رحلتهم من أجل الانتصار للحق .

وإذا كنت ممن يتبع كارل ماركس فلك في أهل فيتنام أسوة حسنة قاتلوا بأظافرهم ، وهزموا الكاو بوي وقنابله العنقودية ، وإذا كنت علمانياً لبرالياً دونك الثورة الفرنسية ثورة الجياع والمحرومين تآمرت عليها كل أوروبا ، وحاربتها، وفي النهاية انتصرت، واتبعت كل أوروبا قيمها الفكرية والأخلاقية .

بل إنه ربيع عربي ، لا يضرنا من خذلنا ، ولا يضرنا من وقف خلف زحفنا الثوري ينهبنا كما كانت قبائل السفلة تهاجم قوافل الحجيج وتقتلهم وتحرق كتب الأدب والشعر والدين للحجاج القادمين من بلاد الأندلس .

بل إنه ربيع عربي .. ليس لنا ثماره بل لأولادنا سيعيشون دون دكتاتور يمن عليهم بالرغيف مكرمة رئاسية وملكية، ولن تبقى فلسطين قميص عثمان الذي به يتاجرون ، ولن تبقى القومية العربية دجاجة من بيضها الثمين يأكلون، وسيأتي يوم على من خذلنا في ربيعنا، ويقول : أصبح ملككم اليوم عظيما يا قوم عجباً عجباً ...

رحم الله أخي الشهيد، وأبناء عمي الشهداء، وأبناء قبيلتي الشهداء، وأبناء وطني سوريا الشهداء، وكل شهداء الربيع العربي في بلاد العرب قاطبة ، وفي بلاد أخوتنا من غير العرب رحمة عميمة يزفها البرق، وتحتفي بها النوارس .

وسيأتي يوم في تاريخ قريب ، ويقول من لم يشاركنا ربيعنا : يا ليتني كنت خرابا .........

بل إنه ربيع عربي ......