الثلاثاء 2017/02/07

بعد عدة منصات للمعارضة السورية … تولد مجددا منصة إسرائيل

تتوالد وتطل علينا منصة إسرائيل بعد منصة القاهرة وموسكو والأستانة وحميميم..

أخبر عدد من المنشقين السوريين المعارضين لنظام الأسد موقع جيروساليم أون لاين أن عدداً متزايداً من أبناء بلدهم يدعمون الآن السلام مع اسرائيل بناءً على الواقع الجديد. بدأت مؤخراً حركة سورية لدعم السلام مع إسرائيل.

وبحسب العديد من الشخصيات المعارضة عدد متزايد من المنشقين السوريين المعارضين لنظام الأسد يدعمون دولة إسرائيل. صرحت الكاهنة دعد عيسى معماري لموقع جيروساليم أون لاين أنه بالاستجابة لهذا التطور، بدأت وزاره الابداع الجديد: السلام بذرة علينا زرعها ومساعدتها على النمو. هي أمر لا يمكن أن يكون بالإلزام والإجبار. عندما نزرع بذرة نحبها ونعتني بها. الحب أفضل من الكراهية.

بالتعاون مع ميساء قباني رئيسة مؤسسة أساس الحضارة وفهد المصري من جبهة الانقاذ. بدأت معماري حركة لتشجيع السوريين لدعم عملية السلام مع إسرائيل. وتقوم استراتيجيتها لبلوغ هذا الهدف على مساعدة النساء السوريات اللاجئات وتمكينهن ليصبحن مستقلات مالياً : ننوي تزويدهن بالعمل بحيث تصبحن قادرات على العيش بشرف وكرامة بدلاً من التسول.

حسب رأيها تمكين النساء السوريات لبلوغ النجاح هو الخطوة الأولى التي ينبغي أخذها لاقتلاع جذور التطرف ولحث بلوغ شرق أوسط سلمي وأن السلام يبدأ مع الناس العاديين بدلاً من الحكومات.

لا يمكن بناء السلام على بؤس الآخرين من أجل سعادة شخص واحد كما أضافت "تكلم مؤخراً رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مباشر مع الشعب الإيراني: أدعو في قلبي أن يخاطب قريباً الشعب السوري حيث أننا مستعدون لهذا.. نظام الأسد لا يمثل الشعب السوري. أصلي لله أن يقوم كل شخص بالتفريق مابين الشعب والحكومة. كما أعلنت معماري بأنها تعرضت للهجوم من قبل العديد بسبب إيصالها لهذه الرسالة لحث سوريا على إقامة السلام مع إسرائيل: لقد عارضوا رؤيتي المتفائلة. لا يحبون سعادتي وأحلامي بالنصر. لكنني طالما أقول إن الله سيكون معنا لأنه مصدر السلام. نحن فقط بحاجة لرواد يقومون بفتح الطريق وسيتبعهم الآخرون. وقالت إنها قد ألهمت العديد من المنشقين السوريين وسيتخذوها مثالاً يحتذى.

لإلقاء الضوء على قدرة الناس العاديين بإحداث الفرق بدعم عملية السلام، قامت بإعطاء حياتها الشخصية كمثال: لقد كنت أول فتاة في عائلتي ترتاد المدرسة. وقد عارضت أمي ذهابي إلى المدرسة. كل أصدقاء والدي كانوا ضد قراره هذا . وقد أخذني إلى الجامعة وأنا بعمر الخامسة عشرة وكنت أول فتاة في كلية التربية. وكنت أول مدرسة أنثى. كما إنني أول قسة أنثى من خلفية شرق أوسطية. وعندما شاركت في كل المسيرات الثورية أمام البيت الأبيض كنت المسيحية الوحيدة ضمن مجموعة من المسلمين السوريين. على الرغم من ذلك كنت معهم. وطالما قلت إننا سوريون وإننا نكافح لنكون مواطنين في وطننا. وأنا الوحيدة المؤيدة للثورة من بين كل أشقائي. معظم المسيحيين ملتزمون الصمت. إنه لأمر يحزنني عليهم. وقد بدأت الآن حركة السلام هذه نظراً لإيماني بالإنجيل. خلقنا الله لنكون بشرا. سيقوم السلام في الشرق الأوسط وسيتمجد الله. الشرق الأوسط ليس للدكتاتوريين، هؤلاء الذين أسسوا الأسلمة في الشرق الأوسط لايعرفون الله. إذا كنا لله فجميعنا أخوة و أخوات.

وافقت قباني على ماقالته معماري: بعدما حصل في سوريا خلال الأعوام الستة الماضية ، تعب المواطنون السوريون من هذه الحال. وبدأوا يقولون إلى متى سنبقى في هذه الحال ونبقى لاجئين؟ إلى متى سنبقى من دون سلام؟ لم ترد سوريا خلال خمسين عاماً عقد اتفاق مع إسرائيل. يقومون دائماً باختلاق الحروب. ويقومون باستغلال الناس والموارد. وبدأ السوريون يفكرون بشكل مختلف ،الوعي هو الخطوة الأولى، نسعى الآن إلى طرق مختلفة في التفكير. ما الذي نحصل عليه من جراء معاداة إسرائيل؟ نحصل على لاشيء.

لسنا في وضع مستقر أضافت نسعى للحصول على منزل وطعام وعناية صحية هذا مايريده كل البشر. أعمل حالياً في شمال لبنان حيث هناك الملايين من اللاجئين السوريين. واللبنانيون ليسوا راضين عن الوضع الحالي. وهم يشعرون في الأساس أن الفلسطينيين قد أخذوا أعمالهم. لذا بدأنا العمل على خطة مع معماري تخلق الوعي بين الناس وتزود السوريين بالعمل حيث لا يضطرون للتسول. هذا يحول دون تحول هؤلاء الناس إلى إرهابيين. حينما يعيش الناس تحت الحكم الدكتاتوري يعيشون تحت الضغط. هناك الكثير من الفساد. لا يأبه الدكتاتوريون بشعبهم. يقوم عملهم على خلق ودعم الإرهابيين. ولكن الناس العاديين يريدون فقط العيش مع بعضهم. إبراهيم هو أبو كل الأديان. لذا ما الذي نقاتل من أجله؟ نريد أن يفكر الناس بمستقبل جديد لهم ولأولادهم. لقد خسرنا الكثير بسبب الاعتماد على الكذبة التي تقول إن إسرائيل هي عدو لنا. يجب أن تبدأ عملية السلام من السوريين.
أرسل فهد المصري رئيس جبهة الإنقاذ السورية لجيروساليم أون لاين مجموعة (المنصة الرسمية) التي تعكس رؤية معماري وقباني. في منصتهم يتعهدون بأن لا تكون سوريا الجديدة معادية لدولة إسرائيل ولن تكون قاعدة للجماعات الإرهابية . على حد وصفها . 

وشددوا على أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا سيكونون مواطنين سورييون وسيتم تحويل مخيمات اللجوء الفلسطيني لأماكن إقامة نظامية. وأكدت جبهة الإنقاذ السورية على أن السلطة الفلسطينية سيكون لها ممثلون رسمييون في سوريا الجديدة ولكن سيحرم باقي الفصائل والمجموعات الفلسطينينة السياسية الأخرى من العمل في البلد. بالإضافة, ستسعى جبهة الإنقاذ السورية لطرد كل المليشيات الإيرانية والدبلوماسيين والخبراء وضباط الميليشيات من سوريا. كل المؤسسات الإيرانية والجوامع الشيعية المقامة من قبل إيران ستغلق أيضاً . بالإضافة إلى أن ميليشيا حزب الله اللبناني سيطرد من سوريا. خلاصة القول, أقرّت جبهة الإنقاذ السورية بحق إسرائيل بالوجود وحق الدولة الإسرائيلية بالعيش في سلم وأمان. ويسعون إلى التعاون مع إسرائيل عسكرياً واقتصادياً وثقافياً وعلمياً وفيما يخص التطوير الاجتماعي للوصول إلى حل لقضية مرتفعات الجولان يرضي كلا الطرفين. وسيتمكن اليهود السوريون من استعادة أملاكهم التي خسروها داخل الوطن وسيمنحون الحق لإدارة وتطوير أماكنهم المقدسة التي أصبحت في حالة سيئة ومعطلة.

ولتقييم ما إذا كان هذا كله جيد جداً ليكون واقعاً, التقت جيروساليم أون لاين بالمنشق المعارض الكردي شيركو عباس, الذي أقر بأن هناك تغيير في الشارع السوري ولكن لا يزال لديه تحفظاته: “معظم أفراد الشارع السوري لم يعد يهتم كثيراً للمشاكل مع الكرد وإسرائيل, يقول الشارع السوري إنه يريد العيش بسلام وحرية واستقرار واقتصاد جيد.. إلخ. لا نحتاج الحرب مع إسرائيل أو أي طرف آخر. نود أن يتوقف الأسد عن حكمنا وجعلنا امتدادا لإيران. معظم السوريين ليسوا متطرفين. هناك ميل على الأرض نحو هذا الأمر ولكن يجب أن تكون حذراً مع من تود مخاطبته. لنأخذ هذا الأمر على أنه قيمة ظاهرية. هل سيتمكن الكرد من الحصول على حق الحكم الذاتي تحت نظام فدرالي؟ فقط إن كانوا قادرين ضمن أراضيهم على منح الأقليات الحصول على حقوقهم حينها يمكنك الوثوق بهم. يتكلمونعن حق الكرد بالحديث واختيار لغتهم وثقافتهم ولكن يعودون للحديث عن التعريب ضمن قواعد الأكثرية.

هناك العديد من المجموعات المعارضة التي تستحق محاورتها و أكد عباس هناك رقم هائل من اللاجئين الذي كانوا مخطئين وينظرون نحو الضروريات الأساسية. معظم السوريين يكترثون بشكل أقل بكون سوريا دولة عربية ويريدون توقيف مسألة اللجوء. يودون أن يعيشوا حياتهم. علينا أن ندع الناس يقررون كيف يودون أن يعيشوا حياتهم. ويجب حماية حقوقهم أيضاً. لا يرى الكرد سوريا كدولة عربية ويؤمنون بأن حقوق الأقليات بحاجة أن تكون محمية. نحتاج أن نحكم أراضينا كما كيبك في كندا . ولكن إن ادعوا أننا أخوة دون دعمهم القوي لنظام فدرالي حينها سيكون هذا اشارة تحذير”.

بالاستجابة لهذا, قالت معماري أنها لا تدعم نموذج فدرالي في سوريا ولكنها رفضت أن تؤثر سياستها بشكل سلبي على السوريين الكرد أو العلاقة مع إسرائيل: “نطالب بالديموقراطية. سيحصل كل المواطنين على نفس الحقوق والواجبات. الكرد هم جزء من المجتمع السوري. ستكون اللغة الكردية بجانب اللغة العربية. لن يحتاجوا للفدرالية. سيكون الهدف جمع كل السوريين سوية وهذه هي الخطوة الأولى نحو السلام مع الدول المجاورة. نقيم السلام على الأرض. في سوريا الجديدة لن يكون هناك أكثرية وأقلية. سيكون لكل فرد مكاناً كمواطن. ستحكم سوريا من قبل الشعب لأجل الشعب.”

أضافت معماري بأن الناشط الكردي ضياء يوسف يدعم حركتها. وقد أخبر جيروساليم أون لاين: “نعم أنا كردي ولكنني أيضاً سوري. مثل باقي أبناء عرقي. عشت مابين جدارين من القمع والظلم تحت سقف دكتاتورية البعث. انتشار الظلم أثر على كل المجتمع السوري. أكدت جبهة الإنقاذ السورية على مطمح الكرد السوريين بالحصول على الحرية والديموقراطية الجمعية وان تكون شريك اسرائيل في جعل الشرق الأوسط واحة للسلام”. على كل حال, لا يزال عباس مشككاً: “يحتاج الكرد للديموقراطية والفدرالية. وإن لم يدعموا الفدرالية فهذه مسألة يجب الاهتمام بها”. يعتقد عباس بأن معماري كمسيحية يجب أن تدعم النموذج الفدرالي لسوريا وأٌقر بأن العديد من الديموقراطيات تعمل على أساس النموذج الفدرالي: “ نحتاج أن نحمي المسيحيين والمكان الوحيد في العالم الذي يسمح بالحديث بلغة المسيح هي كردستان العراق. عندما تقف الأقليات جنباً إلى جنب ستتم حماية الحقوق. أرى أن لديها رسالة حب دينية ولكن لا يوجد خطة للتعامل مع المسألة الكردية.

مترجم نقلاً عن موقع جيروساليم أون لاين.