الخميس 2017/05/25

العربية وسكاي نيوز .. حرامي القهقهة

حرامي القهقهة مثل شعبي من بيئتنا ، وملخصه أن شخصاً يدخل منزلك بصفة ضيف، ثم يسرق شيئاً من متاع البيت، فإذا خادعك ومضى، باع هذا المتاع وانتفع به، وإذا أمسكت به انتفض مقهقها وقال لك إني أمازحك .

لست أنا..... بل أنت .. أقسم بالله لست أنا .. بل أنت أنت 

هذا ملخص السجال الإعلامي للقنوات الإعلامية التي نشرت تصريحات أمير قطر ، والتي عدها المراقبون قنابل سياسية .. 

لحظات قليلة خرجت الحكومة القطرية؛ لتعلن أن موقع وكالة الأنباء القطرية قد تعرض لقرصنة ، وأن هذه التصريحات ملفقة ..

لم تلتفت العربية وسكاي نيوز لهذا التصريح وأخرج الحاوي من جرابه مجموعة من المحللين ومجموعة كبيرة من التقارير، لتناقش هذا النكوص القطري، أو هذه الفضائح التي طفت على السطح، وأصر المحللون على التآمر الذي تمارسه هذه الدولة على قضايا الأمة. 

لم تكن المرة الأولى التي تتحد فيها قناتا سكاي نيوز العربية في تلفيق أخبار مؤثرة سياسياً في الدول، فقد بدأ هذا السلوك منذ الانقلاب ،الذي نفذه عبد الفتاح السيسي على الحكومة المنتخبة في مصر، فقد أسقطت هاتان القناتان الحكومة بخطاب تحريضي لا يمت إلى المهنية الإعلامية بصلة، وأوشكت أن تكون هاتان القناتان غرفة عمليات حربية تقود الانقلاب . 

نجح انقلاب السيسي وأطاح بالحكومة المنتخبة، وعادت ريا وسكينة للسلوك نفسه يوم الانقلاب الفاشل في تركيا في الصيف الماضي، حيث أعلنتا نجاح الانقلاب وهروب الرئيس أردوغان إلى ألمانيا، في خبر بدا فضيحة كبرى لا يستطيع تغطيته طهر المهنية المفترضة، أو الخطأ البشري الذي ادعاه بعض إعلاميي القناة في اليوم الثاني . 

كشفت قمة ترامب في السعودية الخلافات العميقة في البيت الخليجي، هذا البيت الذي وصفه بعض المحللين بأنه أوهى من بيت العنكبوت، وأن الخلافات العميقة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى هي حرب مؤجلة تنتظر فرصة كي تطفو على السطح . 

اختلف الخليجيون في ملفات كثيرة ؛ ملف الانقلاب في مصر ، وملف تقسيم اليمن أو الحفاظ على وحدتها ، ومن يريد محاربة الحوثيين ومن يغازل إيران من تحت الطاولة ، ولكن الواضح للعيان أن المسألة خرجت للحرب العلنية ، وأن قرصنة الموقع القطري كانت أمراً دُبّر بليل. 

سقطت المهنية الإعلامية والحياد في وحل العربية وسكاي نيوز وتحول الموضوع إلى وقاحة فجة، تحت عنوان عريض : هذه كذبة ،ولن نتراجع عنها ،وعليكم أن تصدقوها، ثم سنكذب مرة ثانية، وعليكم أن تصدقوا ،وكل ذلك مبني على سنوات من ضخ رسائل إعلامية تهدف إلى تعفين الوعي العربي وتقديم خطاب ملتبس لخلط الأوراق، كي يتحول المشاهد إلى أبله يصدق كل ما يعرض عليه ، وإذا لم يصدق الآن فإنه سيعتاد الرداءة والكذب، وإذا بدا كذبهم على الملأ، وتناقلته القبائل ،وسارت به الركبان تطوي البوادي ،وانكشفت سوءته مضى مقهقهاً وقال لك إني أمازحك ... معقول ما تتحمل مزح ولوووووو؟؟؟