الأثنين 2016/10/24

البطة العرجاء… والدب الروسي… والضحية بينهما؟

15-3-2011م في هذا اليوم انطلقت الثورة السورية ومنذ ذلك التاريخ مرت بالكثير من التغيّرات والمنعطفات التي كانت تترافق مع الوضع السياسي الدولي والتجاذبات التي تحصل بين الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا وروسيا الدولتان المؤثرتان على الساحة السورية.

بدأت (إن صح التعبير) مسرحيات دعم الثورة السورية بداية من أصدقاء سورية مروراً بخطوط أوباما الحمراء وبقلق بان كيمون على المدنيين الذين يقتلون بشكل يومي بالعشرات، وصولاً لمحادثات جنيف وأخيراً وليس آخراً التوترات الأمريكية الروسية واتفاقيات الهدن الغير واضحة المعالم والتهديد بين الطرفين.

تلك التطورات الأخيرة ومحاولة روسيا لفرض نفسها كقوة عظمى لها تأثيرها العالمي كالاتحاد السوفيتي سابقاً جاءت في الوقت الذي يشبَّه به الرئيس الأمريكي بالبطة العرجاء، وهي الأشهر التي تسبق الانتخابات الرئاسية كونها بأمريكا تقتصر على حزبين فقط هما الجمهوري والديمقراطي وبتلك الأشهر يبدأ سباق الرئاسة للبيت الأبيض، وهنا يصبح الرئيس الأمريكي شبه عاجز خوفاً من اتخاذ أي قرار يمكن أن يؤثر على شعبية مرشح حزبه، وهذا ما حصل تماماً مع أوباما الذي بدا واضحاً للجميع أنه بدأ يسوف الأمور ويحْجِم عن اتخاذ أي قرار بهذه الفترة الحرجة، تلك البطة العرجاء جعلت الدب الروسي يرفع من نبرته التهديدية ويعمل جاهداً على السيطرة على حلب تلك المدينة الهامة والمفصلية بالنسبة للثوار والنظام على حد سواء.

الساسة الروس يحاولون استغلال تلك الفترة فصوّت برلمانُهم على بقاء قواتهم في سورية إلى أجل غير مسمى، ونشروا صواريخ الـ أس 300 والإس 400 وشنوا حملة قصف هوجاء على حلب المدينة تسببت باستشهاد المئات بمحاولة منها للسيطرة عليها من خلال الإعلان عن هدنة ومن ثم دعوة الناس المحاصرين الذين يعانون من مرارة الجوع والموت الزؤام بسبب القصف الشديد للخروج من المدينة عبر ممرات آمنة على حد وصفهم، وأرادوا من ذلك أن يكرروا تجربة داريا والمعضمية والوعر ولكن صمود أهلها أفشل تلك المخططات، وجعل روسيا تبحث عن خيارات بديلة بالتأكيد ستكون أكثر دموية استغلالاً للعرج المؤقت للرئيس الأمريكي بهذه الفترة.
ولكن هنا يبرز سؤال هام للغاية؟

هل الدب الروسي يحاول تحقيق أكبر قدر ممكن من البطة العرجاء أم ما يحصل بينهم هو مسرحيات هزلية مكشوفة للجميع.

دعونا نتحدث عن سبب واحد فقط من أسباب كثيرة للغاية يؤكد أن ما يحصل بينهم هو مسرحية متفق عليها...

الجميع يعلم أن أمريكا هي التي تضع فيتو على تسليح الثوار السوريين بالأسلحة النوعية وعلى رأسها مضادات الطيران، فلو كان ما يحصل بين أمريكا وروسيا من تحديات وتهديدات صحيحة فيكفي أن ترفع أمريكا الفيتو عن تسليح الثوار لتجعل روسيا تغرق في سوريا كما غرقت سابقاً في مستنقع أفغانستان، ولكن ما يحصل بينهما مسرحيات هزلية مكشوفة وممجوجة.

بعض السوريين ينتظرون الإدارة الأمريكية القادمة، ويعتقدون أنها قد تغيّر المعطيات بالنسبة للثورة السورية، ولكن سنوات الثورة التي مرت أثبتت أن البطة العرجاء والدب الروسي وأصدقاء سوريا واجتماعات جنيف ومجلس الأمن...إلخ كلها مسرحيات تصب في صالح نظام الأسد حامي حدود إسرائيل وتعمل على إطالة عمره وتوازن القوى بينه وبين الثوار، والتعويل على تلك الأمور خطأ كبير وما يجب أن يعول عليه هو الله أولاً وثم وحدة الثوار ورص صفوفهم لإزارة هذا النظام ووضع حد للمسرحيات الدولية التي يدفع ثمنها شعبٌ ذنبه الوحيد أنه طالب بالحرية ورفض أن يترك أرضه.