السبت 2017/01/07

الاحتلال الروسي و قضية انسحابه من سوريا

يبدو أننا اعتدنا تصديق الكذب و إن تكررت الكذبة ذاتها من نفس الدولة ،وقد يكون الحل الوحيد لذلك هو الاستيقاظ من حلم المئة عام والتوقف عن التفكير كبلد من بلدان العالم الثالث تحت وصاية دولة عظمى ،والبدء بالتعلم من التاريخ كبداية أولية ؛فبعضهم بدأ بتصديق روسيا وهي إحدى أكذب الدول في العالم، بأنها ستقوم بسحب بعض قواتها من سوريا، حتى إنهم نسوا إعلانها في آذار 2016 عن سحب قواتها ،والذي تبعه حملة كبيرة لحصار و إسقاط حلب، ينطبق هذا أيضا على تصريحاتها بوقف إطلاق النار والتي تصبح دائما وسيلة للمساعدة في إعادة تموضع قوات الأسد لإعطائها أفضلية ؛فالواضح أن روسيا تقوم بنقل عدد كبير من المعدات العسكرية إلى سوريا؛ بعض السفن كانت ممتلئة لدرجة أن العربات العسكرية كانت محملة على سطح السفينة ،كسفينة الكسندر كشينكو وغريغوري مالوف .

أما بالنسبة لسحب الحاملة كوزنتسوف فليس لتخفيض عدد القوات الروسية وإنما نتيجة الأعطال الفنية الكثيرة التي تواجه الحاملة من محرك قديم جدا مازال يعمل على الوقود السائل إلى مشاكل تسببت بسقوط طائرتين روسيتين الأولى ميغ 29 حيث بقيت تحلق حتى نفذ وقودها بانتظار أن يقوم فريق الحاملة الفني بإصلاح أكبال المكابح والثانية كانت سوخوي 33 سقطت عندما قطع كبل المكابح أثناء هبوطها...إذًا يبدو أن الحاملة غير قادرة على تقديم الدعم العسكري المطلوب ولذلك سيتم سحبها مع السفن الحامية لها.

يبدو أن وقف إطلاق النار الحالي والمفاوضات التي يتم الترويج لها يجريان بالتوازي مع استكمال الأسد السيطرة على جيوب دمشق كوادي بردى والغوطة الشرقية... ولن يحد وقف إطلاق النار من إكمال أي من الأطراف لأهدافه ، لكن يبقى دائما السؤال قائما ، ماذا بعد جيوب دمشق ؟ هل سيكون هناك سيناريو ينتج عن المفاوضات بحيث يتم شق الثوار إلى قسمين مؤيد ومعارض لنتائج المفاوضات فيتم القيام بعمل عسكري على القسم المعارض في إدلب ،انطلاقا من محورين متزامنين ؛أحدهما من سهل الغاب يسيطر عليه الأسد باستخدام شبيحة من قرى إدلب ومحور شيعي من ريف حلب الجنوبي أم إن هذا الجهد العسكري سيتجه شرقا... صوب تدمر ..لا سيما أن حشود الأسد و مليشياته أصبحت جاهزة هناك كما إن استدعاء نواف البشير والمنحدر من دير الزور قد يشير إلى أن العمل قد يمتد لدير الزور... للتسابق مع جميع اللاعبين العسكريين من قوات الثوار في البادية والعشائر العراقية في الحديثة والمليشيات الانفصالية في الرقة نحو حقول نفط دير الزور. 

بالتفكير مليا يتضح أن الخيار الإستراتيجي يرجح عملا روسيّا على ريف حمص الشرقي وصولا لدير الزور ،ولكن لايستبعد خيار قيام عمل على إدلب وذلك حرصا من روسيا على إنهاء الثورة...

في جميع الحالات يتوجب على الثوار والمجاهدين تحصين مواقعهم واستغلال الوقت المتاح الآن للعمل العسكري وليس للمشاكل الداخلية والتي ستتحول لو نجحت عمليات روسيا أو ايران العسكرية، إلى تبادل للوم في المهجر.