الخميس 2017/03/16

أيها الإرهابيون التزموا بالرقم ستة

يوم دام عاشته دمشق، يشبه الأيام السوداء، التي أظلت البلاد منذ ست سنين خلت، المشهد لا جديد فيه، مركز سيادي له رمزية عند النظام يحدث فيه انفجار، والضحايا مدنيون.

 النظام يستخدم رمزية القصرالعدلي، ليشن حملة إعلامية ضد الثورة السورية ليتهمها بالإرهاب، وأنها قامت ضد العدالة، لذلك فإن هؤلاء الإرهابيين فجروا رمز العدالة، لعبر ذلك عن تعطشهم للدماء، ولكن النظام لم يعلق على تفجير الكازينو في الربوة، وماهي القيم التي أراد الإرهابيون الافتراضيون إرسالها باستهدافهم كازينو، اعتادت قوات المليشيات الطائفية العابرة للأوطان أن تستريح فيه ليلا أو نهارا من عناء التعفيش وسفك الدماء، فالاجتماع نهارا لا ينفي الحالة الكازينوهية بكل ما تحمل من فحش وعهر، لأن القوم يعيشون حالة استراحة الشبيحة في أي زمان ومكان يريدون.

أخذت رمزية تفجير قصر العدل إعلام النظام إلى أقصى لحظات البلاغة اللغوية، والمتتبع لتغطيهم الإعلامية لهذا الموضوع يجد المعدين والمقدمين في حالة نشوة لغوية، لأنهم عثروا على ملمح إنساني فيتضاعف المكان المستهدف لينقضوا على الثورة، في حين صمتوا عن مثل ذلك في تفجير مراكز المخابرات في حمص الشهر الماضي.

الحديث عن مسؤولية النظام عن هذه التفحيرات صار من فضول الكلام، وقد لاكته الألسن حتى ملته، وصار أصغر متتبع للحدث يدرك من الجهة التي فجرت، ولكن الطريف الذي لم يغادره النظام في تغطيته للتفجيرات التي أحدثها أن كاتب السيناريو التحليلي ذو خيال ضحل ويثير السخرية، وقد تبدى ذلك منذ خبر خروج الناس في المظاهرات شكرا لله على سقوط المطر في الميدان عام 2011 وأن ​​هذا الخروج لا علاقة له بالمظاهرات التي يخرجت مطالبة بإسقاط النظام.

وسائل إعلام النظام تحدثت عن ثلاث تفجيرات بسيناريو واحد، تفجير القصر العدلي، وتفجير الربوة، وتفجير جسر الرئيس الذي لم يحدث، وكان السيناريو الذي كرره شهود العيان الذين سجل معهم النظام وجود إرهابيين يرتدون ملابس جيش النظام، ثم يركض الإرهابي ست خطوات ويكبر ويفجر نفسه، الغريب في الموضوع أن رقم ستة للخطوات ألح شهود العيان على ذكره، وكأن الحزام مربوط بالخطوة السادسة، ولكن يبدو أن تفجير جسر الرئيس الذي خطط له النظام فشل لأن الانتحاري قفز خمس خطوات فقط، ففشل التفجير واقعا، ولكن السيناريو الموضوع ظل على طاولة ضابط المخابرات الذي خطط للعمليات، وقام بدوره بإرسال تفسير ماحدث لوسائل الإعام كي تذيعه كما هو.