الجمعة 2016/12/16

أبو منجل يكمل حياته عازباً!!

يالثارات الملكة زنوبيا ورفاتها الذي ازداد وجعه الآن، لا شك أن روحها التي فاضت منذ آلاف السنين نامت حزينة بعد أن حرمها "المتشددون" من سمفونيات فرق موسكو الموسيقية ورقصات ناتاشا وريزيدا وبقية فتيات بطرسبرغ الشقراوات، كيف ستبدو الآثار والقلعة القديمة والأقواس والأعمدة الرومانية، والحجرات الكريمة التي حصلت عليها زنوبيا من جدتها عام 277 مـ ... ماذا سيفعل الآن طائر أبو منجل الأسطع بعد أن دخل "المتشددون" عليه وفرضوا عليه دورة شرعية تُعقد المهمة أمامه للقاء أم منجل ما يعني صعوبة التكاثر والعودة إلى تهديد الانقراض..

المنطق الدولي الأعوج !

إنه المنطق الأعوج الذي يدور في فضاء دعاة الإنسانية وما أكثرهم في هذه الأيام!!؛ فالمجتمع الدولي بات يغص بهذه الأشكال ولا سيما منظمة القلق المتحدة وذراعها اليونيسكو والتي لم يتمكن عجوزها الكوري من إخفاء أسنانه والاحتفاء بجيش بشار ومليشياته عندما تمكنوا بغطاء روسي مكثف خلف عشرات الشهداء المدنيين من الدخول إلى تدمر ودحر تنظيم الدولة ليعبِّرَ آنذاك بان كي مون عن فرحه بإنقاذ جيش الأسد على حد زعمه الحضارة القديمة والآثار، دون أن يخجل من عشرات التدمريين الذين سقطوا بالقصف البربري لـ"حُماة الآثار" ومن الآلاف الآخرين الذين ستعتقلهم مخابرات النظام ومليشيات إيران.

نعم فرح بان كي مون والكثير من دعاة الإنسانية وهم على يقين أن جيش بشار الذي فرحوا لدخوله أصبح عماده المليشيات الإيرانية والعراقية وقطعان المرتزقة الهاربين من العدالة الذين يعلم الجميع أنهم يبيعون زنوبيا وآثار تدمر وحتى بشار الأسد بحفنة دولارات، لكن فرحتهم انتهت بدخول التنظيم من جديد، ما جعلهم يفتحون مجالس بكاء ولطميات على تلك الآثار.

تدمر خارج حضن الأسد من جديد

رغم قاعدة بوتين التي يتفاخر إعلامه بها ويبث صور طائراته المنطلقة منها لتنسج بحممها مزيداً من الأكفان للسورين في أنحاء البلاد، سقطت تدمر ، وسقطت معها مزاعم محاربة الإرهاب التي منحها بوتين لنفسه، وشرع لقواته خلالها الولوج في دوامة الدماء التي تغرق السوريين منذ سنوات، سقطت مملكة زنوبيا وأزاحت معها الستار عن الجبروت الروسي وأظهرت أن إجرامه لا يفقه سوى قتل المدنيين.. تماما كما هي الحال في حلب وبقية المناطق.

رعونة دولية!!

عادت تدمر إلى الواجهة الدولية من جديد بعد أن سيطر عليها التنظيم، فها هي اللطميات تتوالى على المدينة الأثرية من اليونيسكو الذي كان قد أنشأ سابقاً صندوقاً ماليا لترميم المدينة، جمع خلاله مليونين وسبعمئة ألف دولار أمريكي، لكن اليونيسكو منحت المبلغ لنظام الأسد الذي صرفها على مليشياته.

ومن اليونيسكو إلى التحالف الدولي الذي بدا "أكثر المتألمين" من صفعة تدمر، حيث لا يمر يوم إلا ويخرج أحد المتحدثين باسمه ليلطم أيضا على المدينة الأثرية لا سيما أن قوات النظام تركت عتادا عسكريا ثمينا للتنظيم، آخر اللطميات كانت على لسان جوش ايرنيست الذي أكد أن استعادة تدمر ستقع على عاتق الجيش الأمريكي وكأنه يقول نحن أولى بحماية زنوبيا من الأرعن بوتين..

التاريخ يسأل ؟

دار في خاطري أنه بعد مئات الأعوام سيكون عدد من الطلاب في قاعة يدرسون كتب التاريخ وسيصلون إلى الدرس الذي تحدث عن بكاء بان كي مون والمجتمع الدولي على تدمير الآثار في تدمر في عام 2016 ، لكن ماذا سيكون شعور هؤلاء الطلبة عندما يعلمون أنه في نفس التاريخ الذي أذرفت فيه الدموع الدولية على الحجر كان هناك آلاف البشر يموتون بالصواريخ والمدافع في مدينة ليست بعيدة عن تدمر، لكن مآقيهم لم تخسر عليهم ولو بعض الدموع.