الأحد 2016/05/15

ماذا يجري في الغوطة الشرقية؟

ماذا يجري في الغوطة الشرقية؟

ببساطة انهم يقتتلون.
جيش الإسلام من جهة، وتحالف مكون من فيلق الرحمن وجبهة النصرة وفجر الامة وربما غيرهم. (أحرار الشام أعلنوا حيادهم، بحسب مصادرهم)

اشتباكات عنيفة بكافة أنواع الاسلحة، بما فيها المدفعية والدبابات، وقتلى وجرحى وقنص وحواجز وقصف واحتلال مقرات وغنائم، كل ذلك يجرى وسط قرى ومناطق مأهولة بمدنيين لاحول لهم ولا قوة.

انقسمت الغوطة الشرقية الى مناطق نفوذ لا يمكن للمدنيين التنقل فيما بينها، وتطلب انتقال المحتاجين لغسيل الكلى الى أحد المشافي ليومين من التنسيق والوساطات، وانقسم الناس رغما عنهم، فمن له قريب في فصيل معين أصبح بطريقة آلية هدفا لفصيل آخر بالقتل أو الاعتقال، ونشط المهربون الذين يتقاضون مبالغ طائلة ثمنا لنقل الناس من مكان الى آخر، واحتلت الأطراف المتناحرة مقرات لمؤسسات مدنية واجتماعية بحجة تبعيتها للطرف المناويء وتوقفت فيها الخدمات التي كان يستفيد منها المدنيون.

المفارقة اللافتة هي أن المدنيين، وبعد ان كانوا يتظاهرون ضد النظام، أصبحوا ينظمون اعتصامات في مناطق الاشتباكات في محاولة لإيقافها معرضين أنفسهم لخطر الإصابة بنيران هذا الطرف أو ذاك، وتوسط بعضهم لدى المتناحرين لإيقاف هذه المهزلة، وقد تكون الوساطة نجحت في الظاهر لكن التوتر يخيم بكثافة على الأجواء.

المفارقة الأخرى هي أن ثمن الذخيرة انخفض بشكل كبير فطلقة البندقية كانت تساوي نصف دولار قبل الاشتباكات وأصبح الدولار يشتري ست طلقات بعد بدء المعارك، ولم يتوقف عباقرة الحرب ويفكروا في سبب انخفاض الأسعار، ويقول بعض العارفين ان النظام بدأ بضخ كميات كبيرة من الذخائر عبر التجار ليسهل على المتقاتلين الفتك ببعضهم.

والأخرى هي ان الاعلام لم يتناول الموضوع بما يستحق من اهتمام رغم ان عدد الضحايا يتراوح بين ثلاثمائة وخمسمائة حسب سيل الروايات المتدفق من هنا وهناك، ويقول بعض الإعلاميين من أبناء المنطقة انهم لا يجرؤون على الكلام ولا على نقل الصور خوفا من ان يصبحوا هدفا.

قائمة المفارقات لا تنتهي، فالنظام استغل الوضع وحقق تقدما على الأرض ربما لم يكن يحلم به قبل الاشتباكات.

لكن لماذا وعلى ماذا يقتتلون؟ ومن هو المعتدي؟ ومن هو المعتدى عليه؟ وهل الإجابة على هذه الأسئلة مهمة؟ طالما أن كل طرف قد تهيأ وهيأ الحجج القاطعة والبراهين الساطعة ضد الطرف الآخر. وهل هذه الحجج مهمة بقدر أهمية الأسئلة التي قد يطرحها السوريون على أنفسهم حول مدى صواب قيامهم بالثورة على النظام ؟ طالما ان البديل الذي يرونه بأم اعينهم لا يقل سوءا عن النظام، فلو سقط النظام وحكمتهم هذه الفصائل أو إحداها، هل سيعيشون حياة أفضل؟

السؤال الكبير الآخر الذي سيتبادر الى أذهان السوريين أيضا، هو حول الإسلام الذي يدعونه، فالمتقاتلون كلهم ينتمون الى فصائل ترفع رايات إسلامية، فهل يرضى دين الرحمة بإراقة كل هذه الدماء المحرمة؟ وهذه الاعداد من الأرامل والثكالى والأيتام؟