الثلاثاء 2016/08/02

لاجىء سوري يبتكر زراعات بطرق نادرة في تركيا

في شرفة منزله الريفي البسيط بمدينة أماسيا (شمال تركيا)، يجلس اللاجىء السوري، "محمد حديد شوفان"، متأملاً مزروعاته التي أمضى شهوراً في استنباتها بطرق مبتكرة ورعايتها علّها تنسيه شهور الحصار المريرة التي عاشها في حمص القديمة.

 وفي كل ركن من الشرفة تتوزع نباتات زرعها بطرق غير تقليدية، كالزراعة المائية والعمودية وطريقة الحواضن (أصص صغيرة) وغيرها، لتكون معيناً له في ظل ظروف اللجوء، وكتلبية لرغبة قديمة في الابتكار لازمت حياته منذ الصغر.
 
في شهر شباط  من عام 2014 خرج شوفان مع عائلته بمساعي من الأمم المتحدة ولجأ إلى تركيا في أيلول من العام ذاته ليعيش في مدينة أماسيا التي يشابه اسمها للمصادفة الاسم القديم لحمص "أميسا".

 وهناك أراد ابن حي باب السباع أن يستعيد عشقه القديم للتجارب والإبتكار في مجال الزراعة، فبدأ بتنفيذ نظام البواري المتوازية الذي يعتمد على الزراعة ضمن عبوات بلاستيكية فارغة تُعلّق على شباك أو جدار ويتم تمديد الري لها بطريقة خاصة، وزرع من خلال هذا النظام العديد من النباتات والخضار ومنها الخس والبقدونس والبندورة والخيار والفليفلة والباذنجان والجزر والبطاطا، مراعياً حاجة كل نبات من الري والغذاء، ليحقق اكتفاءً ذاتياً له ولمعارفه وجيرانه الذين مدوا له يد العون في إنجاح مشروعه المميز هذا.

وبعد ذلك انتقل شوفان–كما يقول لـ" اقتصاد"- إلى فكرة "الزراعة المائية"، التي تعمق في أسرارها من خلال النت، وتواصل مع أناس زودوه بمعلومات مهمة عن إنتاج الفطر وصناعة (الأبواغ)، ومعلومات عامة عن الزراعة المائية التي تعتمد –كما يقول محدثنا- على النظام الدقيق والمحاليل المغذية وتحتاج جذورها لمساحات أقل من الزراعة العادية.
 
أنفق شوفان الكثير من الأموال في البداية نتيجة قلة خبرته في هذا النوع من الزراعات، ومع ذلك أصر على الاستمرار وراسل شركة زراعية عالمية على النت، وبعد اقتناء أجهزة لقياس ph وجهاز ppm تمكن من زراعة العديد من أنواع الخضار كـ"الفاصولياء" و"البندورة" و"الخيار" و"الفليفلة" و"الباذنجان"وغيرها، في أصص مائية، وكانت نسبة النجاح-كما يؤكد- 60 %.