الخميس 2017/02/23

معتقل سابق يتقدم بطلب للعودة إلى غونتنامو .. تعرّف على الأسباب ..

أثارت قصة الشاب التونسي هادي همامي المعتقل السابق في غوانتانامو جدلا واسعا، بعد أن حاول الاتصال بوزارة الخارجية الأمريكية لإعادته إلى سجن غوانتنامو.

صحيفة "نيويورك تايمز" أكدت تقديم همامي طلبا إلى منظمة الصليب الأحمر الدولي منذ نحو أسبوعين لمساعدته بالتواصل مع الخارجية الأمريكية إلا أن المنظمة رفضت الاستجابة لمطلبه رغم إلحاحه.

وكان الهمامي قد أمضى 8 سنوات في غونتنامو بتهمة الانخراط في "جماعة التبليغ" بعد أن هاجر من تونس إلى إيطاليا سنة 1986 بحثا عن العمل ومن ثم اتجه نحو باكستان حيث ألقي القبض عليه هناك عام 2002 وتم تسليمه للجيش الأمريكي.

الحياة الجديدة التي بدأها هادي الهمامي بعد السجن تبدو بسيطة ولا تشير إلى وجود مشاكل شخصية أو عائلية ، فحكومة بلاده منحته وظيفة سائق سيارة إسعاف ليقتات منها ما يكفيه مع زوجته وطفليه، لكن المنغصات بدأت تتوالى عليه بعد أن أصبح هدفا للمراقبة الأمنية اللصيقة والمستمرة من قبل أجهزة الاستخبارات، إلى أن بات منبوذا من محيطه الاجتماعي الذي بدأ يتجنب التعامل معه وهو ما جعل المعتقل السابق يحن لزنزانته المنفردة، ويفضل العذاب بالسجن على الحياة حراً في بلاده.

رغم التأهيل الاجتماعي والنفسي الذي يقدم عادة في السجون لمعتقلي الرأي أو المتهمين بقضايا إرهابية ، إلا أن أجهزة الاستخبارات في الدول العربية لا تثق بمعظم المُفرَجِ عنهم، وتمارس عليهم إجرءات أمنية مشددة ومراقبة لصيقة ، ما يعكر عليهم حياتهم الاجتماعية، وقد تضطرهم إلى العودة إلى التطرف في أحيان كثيرة، وفي أحسن الأحوال الحنين إلى السجن كحال هادي الهمامي.