الأثنين 2017/03/27

أتمتة الوظائف ستضر الولايات المتحدة أكثر من غيرها

نحو 40% من الوظائف في الولايات المتحدة قد تكون مهددة بأن تتولاها الروبوتات خلال الـ15 عاما المقبلة، وفقا لدراسة حديثة لشركة الأبحاث "بي دبليو سي".

وبحسب الدراسة ذاتها فإن الاقتصادات الأخرى المتقدمة سيكون لديها وظائف أقل معرضة للخطر، حيث تقدر أن 30% من الوظائف في المملكة المتحدة تهددها الأتمتة الناجمة عن التطور التقني في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مقارنة بنحو 35% في ألمانيا، و21% في اليابان.

وتوضح الدراسة أن نسبة الوظائف المهددة بالأتمتة في الولايات المتحدة أعلى لأن فيها عمالا أكثر يعملون في وظائف تتطلب مهمات روتينية، مثل تعبئة النماذج الورقية. والوظائف الأكثر عرضة لخطر التقنيات الجديدة توجد في صناعات تتعلق بالنقل والتصنيع والتجزئة.

وللوصول إلى هذه التقديرات، فرزت شركة بي دبليو سي أنواع المهمات للوظائف المتعددة في صناعات مختلفة، ثم طبق الباحثون خوارزمية أخذت بالاعتبار قابلية هذه المهام للأتمتة وخصائص العمال الذين كُلفوا للقيام بها.

ويعد قطاع الخدمات المالية من الأمثلة على كيفية أن الوظائف في الولايات المتحدة ربما تكون أكثر عرضة للأتمتة من الوظائف في المملكة المتحدة، وفقا للدراسة. فعلى الرغم من أن كلا البلدين لديه نفس الاقتصادات التي تهيمن عليها الخدمات، فإن وظائف الخدمات المالية في الولايات المتحدة أكثر توجها للتجزئة والروتينية، في حين أن الوظائف في الخدمات المالية في المملكة المتحدة يشغلها غالبا محترفون يعملون في مجال الخدمات المصرفية الدولية، والذين يصعب بالتالي أتمتة وظائفهم وتتطلب مزيدا من التعليم.

ووفقا للتقرير فإن القوى العاملة في ألمانيا المُوظفة في مجال التصنيع أكثر منها في المملكة المتحدة، وهي نوعية الوظائف التي يمكن للروبوتات أن تقوم بها في يوم ما، وهو ما يمثل النسبة الأعلى من الوظائف التي يحتمل أتمتتها مستقبلا في ألمانيا.

وفي اليابان فإن انخفاض نسبة الوظائف المعرضة لخطر الأتمتة مقارنة بالاقتصادات الرئيسية الأخرى التي تم فحصها في الدراسة، قد يعزى جزئيا إلى حقيقة أن الوظائف التي تتسم بدرجة "أتمتة" عالية في دول أخرى هي تاريخيا أقل أتمتة في اليابان. فالتجزئة، على سبيل المثل، تتطلب تدريبا ومهارة أكثر في اليابان، حيث يتمتع العمال بمزيد من المهام الإدارية والتنظيمية مقارنة بوظائف مماثلة في الدول الأخرى المدروسة، وفقا للتقرير، كما أن اليابان تستعمل فعليا قدرا كبيرا من الأتمتة مثل آلات بيع الأطعمة في مطاعم الوجبات السريعة التي تتولى عادة مهام أمين الصندوق.

وللحد من آثار فقدان الوظائف الواسع بسبب الأتمتة، تقترح الدراسة إطلاق سياسات جديدة مثل برامج إعادة تدريب القوى العاملة أو وضع خطط شاملة للدخل الأساسي.

لكن السياسات الجديدة تتطلب تدخلا حكوميا، وفي بلد مثل الولايات المتحدة -حيث فقدان الوظائف لصالح الأتمتة قد يصل 38% بحلول ثلاثينيات هذا القرن وفقا للدراسة- فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تشعر بقلق عاجل بهذا الصدد.

فقد صرح وزير المالية الأميركي ستيف منوتشن قبل أيام بأن فقدان الوظائف لصالح التطورات التقنية في الذكاء الاصطناعي والروبوتات "ليس حتى على شاشة رادارهم"، وأنه يتصور أن هذه التغيرات "بعيدة على الأرجح خمسين إلى مئة سنة"، وفقا لموقع ريكود المعني بشؤون التقنية.