الخميس 2017/11/16

كواليس “الرياض2” .. مؤتمر أم مؤامرة ؟!

بعد شدّ وجذب وتأجيل أكثر من مرة .. أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه تم تحديد اجتماع المعارضة السورية الأربعاء المقبل، في إشارة إلى مؤتمر "الرياض اثنين" المزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي "جان إيف لودريان"، أنه يأمل من المعارضة "توحيد الرؤية السياسية وتحديد الخطوات المقبلة".

الخطوات التي تحدث عنها الجبير لعلها اتضحت منذ أسابيع، حين قال أبلغ المعارضة أن عليها التعايش مع فكرة بقاء بشار الأسد في مرحلة انتقالية غير محددة الزمن أو المعطيات، وهذا ما لا يمكن نظرياً وعملياً في ظل وجود "الهيئة العليا للمفاوضات" برئاسة رياض حجاب. الذي يعدُّه الساعون وراء الحل الروسي "طرفاً متشدداً". والمطلوب الآن هو إزاحة الهيئة العليا وحجاب بطريقة آمِرة يظهر فيها السوريون كـ"موظّفين" لدى المملكة!،  ويَظهرُ الأمرُ لاحقاً أنه "إصلاح داخلي" في جسم المعارضة للتحضر لجولة جنيف 8.

خيوط الملف السوري الآن تجتمع عند نقطة واحدة .. تصفية الثورة، والخروج بصيغة متوافق عليها إقليمياً ودولياً تضمن لبشار الأسد البقاء إلى وقت غير معلوم، مقابل مكاسب هزيلة بمثابة "جوائز ترضية" للمعارضة التي تتجاوب، وخيوط الملف اليوم قائمة على تقدم روسي في الأرض يقابله رضا أميركي غير معلن أو غير مهتم في أحسن الأحوال، إضافة إلى "شرعنة" تصفية الثورة عبر معارضة مدجَّنة منتقاة بعناية، وقد كلفت السعودية بهذه المهمة عن طريق الرياض 2.

الثابث أن المخابرات السعودية هي من تزوِّد الخارجية بأسماء المدعوين، وأن الأطراف السورية التي تنسق لاجتماع الرياض 2 من السوريين اثنان:

محمد علوش "رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام"، وهو مسؤول عن دعوة السياسيين، والرائد اياد شمسي " ضابط من مدنية الرستن" وهو مسؤول عن دعوة العسكريين.

قائمة الدعوات لم تظهر بعد بشكل رسمي، لكن يتضح من خلال بعض الأسماء المسربة الأمور التالية:

1- رئيس الهيئة العليا للتفاوض "رياض حجاب" مدعو بشخصه لا بصفته الاعتبارية.

2- السعي وراء "تعيين أو انتخاب"  نصر الحريري رئيساً للهيئة العليا بعد استبعاد حجاب من المشهد. وهنا طلب السعوديون من "محمد علوش" تحسين العلاقة مع الحريري لإظهار مشهد متفق عليه لا تشوبه الخلافات الجانبية.

3- "الائتلاف" تمت دعوته كهيئة، لكن ما يحصل هو توجيه دعوات مباشرة للأفراد.

4- ظهور الآثار الداخلية في السعودية على اختيار المعارضة التي ستشارك في الرياض 2:

فأحمد الجربا مستبعد من القائمة لأنه محسوب على جناح "متعب بن عبد الله" الذي أزاحه بن سلمان ووضعَه رهنَ الاعتقال، و"الإخوان المسلمون" مستبعدون كذلك بطبيعة الأمر، ومن المفروغ منه إبعاد الشخصيات المحسوبة على قطر أو تركيا.

أهداف "الرياض 2" بالنسبة مصير الملف السوري لم تعُد سراً أو تحليلاً، فالسعودية الآن موكلة بصناعة معارضة سورية ضعيفة هشة لا تمثل الشعب السوري، بل مفصلة على مقاس الرياض والقاهرة وأبو ظبي، وتنفذ تعليماتهم، وتضع تضحيات السوريين في مهب الريح بعد محرقة طالت سبع سنوات.