الأربعاء 2019/01/09

مقاتلون يهود في صفوف “ب ي د”: ندافع عن الأرض المقدسة!!

وكالة “فرانس برس” في تقرير لها بتاريخ 10/4/2017، نقلت عن وزارة الداخلية الألمانية، أن “من بين المقاتلين البالغ عددهم تحديدًا 204، هناك 69 يحملون الجنسية الألمانية، عاد نصفهم إلى ألمانيا، 43 ممن يحمل الجنسية الألمانية، و أن ثلاثة من المتطوعين قُتلوا خلال المعارك ضد تنظيم الدولة، من بينهم زانا جوان، اسمه الحقيقي "أنتون ليسشيك" من مدينة "بيلفيلد" الألمانية، الذي قُتل في تشرين الثاني 2016، وعرض مجلس منبج العسكري التابع لقسد تسجيلاً مصوراً له قال فيه: "القتال في روج آفا وشمال سوريا بالنسبة لي قتال من أجل الحقيقة وذو معنى، لأن إرادة الشعوب هنا لا تقبل الظلم والتسلط ولا تقبل الإرهاب والتخويف، سأساند هذه الثورة الديمقراطية حتى النهاية".

ومع أن ألمانيا تحاول منع مواطنيها عن الذهاب إلى مناطق الحرب في سوريا، إلا أنها تعتبر أن عودتهم إلى ألمانيا لا تشكل أي خطر أمني "خلافًا للذين يعودون من مناطق سيطرة الإسلاميين في سوريا والعراق".

قناة الحرة الأمريكية في 18/7/2017 بثت تقريرا عن مقاتلين أجانب في صفوف قسد يروون أسباب انضمامهم إلى المعركة ضد تنظيم الدولة في الرقة، منهم "كيفين هاورد"، وهو أمريكي قاتل في العراق 2006 إلى 2008، وقال إنه جاء إلى سوريا لينتقم لأصدقائه الذين قُتلوا في العراق، أما البريطاني "مايسر غيفورد " فقد قال: أعود إلى بريطانيا بين الفينة والأخرى وأساهم في الترويج للقوات المحلية المقاتلة هنا، وأرى مؤشرات تدل على أن رسالتي بدأت بالوصول إلى مسامع المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا، مفادها أن هناك قوات غير طائفية، ومؤمنة بالديموقراطية في سوريا، وبأن سكان البلد هم من سيحررونه وليس أمريكا أو بريطانيا.

"مور" طبيب إسباني، بعد أن أنهى دراسته الجامعية التحق مع زميله أوائل عام 2015 بنقطة طبية ميدانية بمدينة رأس العين لإسعاف وعلاج المقاتلين المصابين.

"شاو" مقاتل صيني، يكنى بين زملائه بـ"سيبان". قرأ خبرا بإحدى الصحف الصينية عن مواجهة الوحدات الكردية في عين العرب (كوباني) مقاتلي التنظيم، ما دفعه إلى السفر والالتحاق بها للدفاع عن المدينة السورية المحاذية للحدود مع تركيا.

فيما قرر الكندي "غوردي" السفر إلى سوريا، والقتال إلى جانب المليشيات الكردية، بعد مشاهدته مقاطع ذبح صحفيين أجانب ومتطوعين في الإغاثة على يد عناصر تنظيم الدولة حسب روايته.

تعترف المليشيات الكردية بوجود هؤلاء في صفوفها، وتعلن بين الفينة والأخرى مقتل عدد من الرجال والنساء منهم، خلال المعارك التي تخوضها "ب ي د" تحت مسمى (غضب الفرات). أعلنت مقتل كل من البريطاني "سورو زينار"، والأمريكيين "رودي دايسيت ودمهات كولدمان". "جيا روس" أو "مردالي سليمانوف" من كازاخستان قتل في 23/4/2017 قتل في معارك الرقة، وكان مقاتلاً ومدرباً لعناصر المليشيات على استخدام السلاح الرشاش "الدوشكا". والأسترالي "ريس هاردينغ" قتل في الريف الغربي لمدينة الحسكة، وقتل الإسباني "رامون لينهوف" بمحيط مدينة البوكمال شرق دير الزور،

بالأمس أعلنت المليشيات الكردية مقتل الإيطالي "جيوفاني أسبيرتي" المقاتل في صفوفها، ونسبت موته إلى حادث سير وقع على طريق المالكية التابعة لمحافظة الحسكة.

موقع Algemeiner الأمريكي المهتم بالشؤون اليهودية حول العالم ،وخصوصا منطقة الشرق الأوسط، نشر قبل عدة أيام مقالاً لـ"روبرت عاموس" الحاصل على ماجستير في السياسة وعلم الاجتماع في إسرائيل من الجامعة العبرية في القدس، والذي انضم إلى المليشيات المسلحة الكردية شمال شرق سوريا، تحدث عاموس بغضب عن قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الانسحاب من سوريا، وانتقد الموقف الانعزالي لترامب الذي يريد تجاهل هذا الجزء من العالم، وأن الولايات المتحدة لن تكون أكثر أماناً فيما لو اتبعت هذه الاستراتيجية، قال عاموس: "هذا الانسحاب من سوريا سيساعد في خلق ممر بري مفتوح من إيران إلى حزب الله"، كما إن "داعش سيعيد تنظيم صفوفه ويخطط في النهاية لشن هجمات ضد الولايات المتحدة".

اللافت للنظر في مقال عاموس قوله: "لقد دُفِع ثمن هذه الأرض من الدم الأمريكي، والآن يهدد ترامب بالتخلي عن الأرض المقدسة لجحافل من الجهاديين، الذين ينتظرون كالنسور مغادرتنا".

من المؤكد أن ترامب لا يحفل بالنبوءات التوراتية ولا بالصراعات الدينية، هو يبني قراراته على المصالح الأمريكية، والمالية منها حصراً قبل غيرها، لكن الإنجيليين الصهاينة في الإدارة الأمريكية ليسوا كذلك، هم اليوم الصقور في هذه الإدارة، وهم من شنّوا الحرب على العراق سابقاً، وازدادوا قوة اليوم بوجود "كوشنير" اليهودي مستشار ترامب وزوج ابنته، ويبدو أن ترامب اليوم قد تراجع عن قراره بسحب قواته من سوريا، تحت ضغط هؤلاء، فهذا الجزء من سوريا بنظرهم ليس كما وصفه ترامب بأنه أرض الرمل والموت، بل هو جزء من أرض الميعاد، ويبدو أن نهر الفرات الذي ورد اسمه 21 مرة في التوراة، ستشهد ضفافه المزيد من الحروب والمزيد من المعارك، فهل نحن أمام نقطة تحول في الصراع إلى صراع ديني مفتوح على مصراعيه؟ لا بأس بالتذكير هنا بتصريح الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عشية التدخل الروسي في سوريا عام 2015 أن القوات الروسية تخوض حرباً مقدسة في سوريا.