الأثنين 2017/10/23

الأكراد السوريون…حليف إسرائيل المنسي

 


مركز الجسر للدراسات


في تقرير نشره "مركز بيغن السادات" للدراسات الاستراتيجية حول مصلحة إسرائيل في العمل بسرعة لدعم المنطقة السياسية الكردية الوليدة في سوريا، بعد سنوات من القطيعة مع أكراد سوريا خلال السنوات الثماني عشرة الماضية، بسبب اتهام حزب العمال الكردستاني (وهو الحزب الأكثر نفوذا بين الأكراد في كل من سوريا وتركيا) الموساد بالمساهمة في اختطاف زعيمه ومؤسسه عبد الله أوجلان، عام 1999، وتسليمه إلى أنقرة بعد سنوات من النفي في سوريا.في الوقت الذي كان فيه نظام الأسد قد دخل في مفاوضات حسّاسة مع إسرائيل في الولايات المتحدة حول مرتفعات الجولان.

المشهد اليوم مختلف بحسب التقرير، فمنذ إعلان "روج آفا" في شمال وشمال شرق سوريا عام 2013، أنشأ "حزب الاتحاد الديمقراطي" وذراعه العسكرية "وحدات حماية الشعب" ( وكلاهما مرتبط بحزب العمال الكردستاني ) كيانا قابلا للحياة بشكل فريد وسط الهرج والمرج المحيط به.

يقول التقرير: ( العقد الاجتماعي في "روج آفا" يعد بعهد جديد، بعيد عن الفوضى التي تسيطر على بقية سوريا، فإدلب تقع تحت حكم الفصائل التي تستلهم من أيديولوجيا القاعدة، وتتطور إلى نسخة سورية من قندهار، والأراضي الخاضعة لسيطرة النظام تعاني من التدهور في توفير الخدمات الأساسية والقمع المستمر والفوضى الأمنية وحتى المعارك المتقطعة، أما المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة فتواجه كارثة ).

يتابع التقرير وصف المشهد من وجهة نظر إسرائيلية بالقول: لا يزال النظام السوري متمسكا بموقفه التقليدي المناهض لإسرائيل، وهو في كل الأحوال يعتمد إلى حد كبير على إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى التي تريد جميعاً تدمير إسرائيل. وتتجه الفصائل السنية العربية نحو الأصولية الدينية عندما تسمح الظروف بذلك، في حين أن العلويين والدروز والمسيحيين يقتربون من المحور الروسي الإيراني ويندرجون تحت قيادة حزب الله، وعلى هذا أصبحت إيران الآن أقرب من أي وقت مضى إلى تأمين ممر بري يربطها بالبحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.

وهذا الممر سيوسع نطاق نفوذها من مضيق هرمز في الشرق إلى البحر المتوسط في الغرب، وسيضمن أن إسرائيل ستكون مطوّقة براً وبحراً.

على مبدأ المثل القديم "عدو عدوي هو صديقي" يقول التقرير: ( يمكن أن يكون مفيدا لإسرائيل في هذا السيناريو القاتم إذا عززت علاقتها مع الأكراد السوريين، فإن مكاسبها ستتجاوز الفوائد الاستراتيجية والسياسية والأمنية. ويمكن للموارد الطبيعية في "روج آفا"، وخاصة النفط، أن تسهم في إمدادات الطاقة في إسرائيل وأن تستثمر في مشاريع مثل خط أنابيب النفط عبر الأردن إلى إسرائيل، وتمركز القوات الأمريكية في العديد من القواعد العسكرية في "روج آفا" يمكن أن يقدم بديلا لقاعدة "انجيرليك" الجوية في تركيا. حيث يؤكد القادة الأكراد بانتظام أن القوات الأمريكية ستبقى في مناطقهم لفترة طويلة، ما يشير إلى أن هذا ليس "فهما للضرورة" تمليه الظروف المؤقتة ).

ومن هذه الزاوية أيضاً يقول التقرير: ( من الواضح أن طهران مصممة على إقامة موطئ قدم على الحدود الشمالية لإسرائيل وإنشاء قواعد لحزب الله، الأمر الذي سيصل إلى نسخة سورية من الميليشيات اللبنانية. ويبدو واضحا تماما أن الأكراد هم المرشح الأكثر تأهيلا، إن لم يكن الوحيد، في سوريا التي يمكن لإسرائيل الاعتماد عليهم للحصول على الدعم، وبالتالي، فإن أي نفوذ إسرائيلي في روج آفا قد يكون ذا قيمة. ومن مصلحة إسرائيل أن يكون لها صديق موثوق به في سوريا الجديدة.

وإذا كانت تأمل، مع حليفتها في واشنطن، في منع طهران من إقامة ممر أرضي طال انتظاره، ستحتاج إلى تعزيز نفوذها في المنطقة الكردية السورية لتكون بمثابة جدار يعرقل طموحات إيران).