الأثنين 2018/11/05

5 أشياء يجب أن تعرفها حول العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران

بقلم: آسا فيتش

المصدر: وول ستريت جورنال

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تشكل الجولة الأخيرة من العقوبات الأمريكية على إيران جزءا من حملة الرئيس ترامب لاحتواء نفوذها إقليميا والحد من قدراتها العسكرية. فما الذي تهدف هذه العقوبات إلى تحقيقه وهل ستكون فعالة؟ ... إليكم ما جاء فيها.

1_ استهداف قطاع الطاقة والتمويل والحد من عمليات الشحن:

تستهدف هذه الإجراءات، التي دخلت حيز التنفيذ اليوم، شركات النفط الإيرانية بشكل خاص ومشغلي الموانئ وشركات الشحن وبناء السفن والقطاع المالي، كما تستهدف شركات التأمين والمعاملات مع البنوك الإيرانية والبنك المركزي الإيراني بشكل رئيسي.

قد تطال هذه العقوبات كل من لديهم علاقات تجارية مع إيران في قطاع النفط وكذلك الذين يتعاملون مع نظامها المصرفي. كما سيتم فرض غرامات على الشركات غير الأمريكية التي تنتهك هذه العقوبات وسيتم استبعادها من النظام المالي الأمريكي، الأمر الذي من شأنه أن يمثل رادعا كبيرا للكثيرين، لأنهم لن يتمكنوا بعدها من التعامل بواسطة الدولار.

2_ تسعى الولايات المتحدة إلى توجيه ضربة موجعة لإيران:

تمثل إيرادات النفط الحصة الأكبر من الإيرادات الحكومية في إيران، حيث بلغت صادرات النفط العام الماضي 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب ما جاء في تقارير لمنظمة "أوبك". هذا بالإضافة إلى أن منع إيران من دخول النظام المصرفي الدولي سيجعل من عمليات تحصيل عائدات النفط عملية صعبة للغاية.

تخطط الولايات المتحدة لمنح إعفاءات لثمانية عملاء والسماح لهم باستيراد النفط الخام الإيراني، لكن خطة فرض عقوبات على إيران كان لها تأثير بالفعل. فمنذ أن قام ترامب بالانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية في أيار / مايو الماضي، بدأت عقارب الساعة تدق لإعلان لحظة بدأ العقوبات الجديدة، حدا هذا ببعض العملاء إلى تقليص حجم العمليات التجارية. هذا بالإضافة إلى الانخفاض الذي شهده الإنتاج النفطي، فوصل إلى نحو 3.3 مليون برميل يوميا في أوائل تشرين الأول / أكتوبر الماضي، بعد أن كان 3.8 مليون برميل في أيار / مايو الماضي، وهو ما يعني خسارة نحو مليار دولار شهريا.

تعتبر هذه جولة العقوبات الأمريكية الثانية من نوعها، حيث كانت الجولة الأولى في آب / أغسطس من هذا العام حيث منع بيع العملة الأمريكية للحكومة الإيرانية أو شراء سندات سيادية بالإضافة إلى عدة تدابير أخرى.

3_ يسعى ترامب إلى الحصول على صفقة أفضل:

تسعى إدارة ترامب إلى إجبار إيران على بدء التفاوض بخصوص صفقة جديدة تضع قيودا على برنامجها النووي، وعلى صواريخها الباليستية وتورطها العسكري في سوريا ولبنان، التي تعد موطنا حزب الله. وهذا ينسجم مع مصالح إسرائيل التي ترى في إيران تهديدا خطيرا لأمنها. إن نجاح خطة الإدارة الأمريكية يعتمد على مدى فعالية هذه العقوبات ومدى قدرة إيران على التغلب عليها والالتفاف حولها.

4_ تحاول طهران النأي بنفسها وبشعبها:

كان الرئيس حسن روحاني حاول تحقيق الاستقرار في اقتصاد إيران ودعم عملته الريال التي انخفضت بشكل كبير مقابل الدولار هذا العام، كما وعدت حكومته بمساعدة عشرات الملايين من الفقراء. وفي خطاب ألقاه روحاني في 27 من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، بدا هادئا، وأكد أن التضخم تحت السيطرة وأن البلاد لديها الموارد المالية اللازمة للتعامل مع العقوبات الجديدة. لكن إيران لا تستطيع أن تحمي نفسها بالكامل بسبب القوة التي تتمتع بها الولايات المتحدة وبفضل سيطرة هذه الأخيرة على الدولار، باعتبارها العملة الاحتياطية العالمية.

5_ يمكن لإيران إما أن تتواصل أو ترد بقوة:

من خلال الإجراءات التي اتخذتها إيران سابقا يمكن التكهن بما يمكن أن تقوم به اليوم. يمكن أن تعزز طهران من علاقاتها مع الدول الأوروبية التي وقعت على الاتفاقية النووية وترغب في الحفاظ عليها، رغم أن هذا المسار أصبح أكثر تعقيدا مع الاتهامات الأخيرة التي تقول بأن إيران كانت تخطط لشن هجمات في أوروبا. أو يمكن أن ترد بقوة على الولايات المتحدة من خلال تهديد المصالح العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، أو زيادة المضايقات التي تتعرض لها السفن الأمريكية في مضيق هرمز، أو تكثيف الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة. لم تظهر طهران أي مؤشر على رغبتها في العمل في المسار الثالث المتمثل في إعادة فتح المفاوضات.