الخميس 2018/11/01

واشنطن بوست: 4أسابيع على مقتل خاشقجي دون الحصول على إجابات

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


وصل جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية قبل أربعة أسابيع، تحديدا يوم الثلاثاء، للحصول على وثيقة بسيطة تسمح له بإتمام مراسيم الزواج. وبدلا من ذلك، قُتل بوحشية من قبل فريق مكون من 15 عميلا تم إرسالهم من الرياض.

كانت السلطات السعودية قد اعترفت بأن جريمة قتل خاشقجي كان مخططا لها بشكل مسبق. غير أنها لم تجب عن العديد من الأسئلة ، ما الذي حدث لجثة خاشقجي، التي لم تتم إعادتها إلى أسرته؟.

بدلا من الإجابة عن هذه الأسئلة، التزمت الحكومة السعودية - وشركاؤها الفعليون في إدارة ترامب - الصمت. من الواضح أنهم يأملون في أن تتلاشى المطالب بمحاسبة المجرمين في الوقت الذي لم تعد فيه قضية خاشقجي تتصدر العناوين الأولى في الصحف العالمية. ينبغي ألا نسمح لذلك بأن يحدث.

إن ما حدث داخل القنصلية السعودية في 2 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ليس لغزا. فالحقائق الأساسية معروفة لدى كبار المسؤولين الأتراك والأمريكيين. بحوزة الأتراك تسجيل صوتي للحظات الأخيرة لخاشقجي وقد اطلعت على هذا التسجيل مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جينا هاسبيل، التي قامت بدورها باطلاع الرئيس ترامب على فحوى هذا التسجيل.

بحسب التسريبات التركية، لوسائل الإعلام، فقد تم الاعتداء على الصحفي المخضرم والكاتب في قسم الآراء بصحيفة "واشنطن بوست" فور دخوله القنصلية، حيث قطعت أصابعه وحُقن بمادة مخدرة قبل أن يتم تقطيع أوصاله بواسطة منشار عظم من طرف طبيب مختص في تشريح الجثث وصل إلى إسطنبول من أجل هذا الغرض.

أما بخصوص الأسئلة التي لم يجد الأتراك لها إجابة بعد، فقد طرحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علانية، متسائلا عن مكان جسد خاشقجي وعمن أمر وأشرف على هذه العملية المروعة؟

يعرف السعوديون أجوبة هذين السؤالين، ومن المحتمل أن يكون ترامب على علم بما حصل أيضا. يُجمع الخبراء المختصون في الشأن السعودي على أنه لا يمكن القيام بمهمة بهذه الجرأة دون معرفة السلطات السعودية المسبقة بذلك، إذ من المحتمل أن تكون هذه المهمة قد تمت بأمر من الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد محمد بن سلمان. وكانت المخابرات الأمريكية قد قامت باعتراض اتصالات تتحدث عن نية محمد بن سلمان الإيقاع بخاشقجي وإعادته إلى السعودية من المنفى حتى يتم إسكاته. وبالفعل فقد ثبت تورط اثنين من مساعدي محمد بن سلمان وخمسة أعضاء آخرين من فريقه الأمني.

ومع ذلك، فإن السعوديين يحاولون المراوغة من خلال التظاهر بالتحقيق فيما حدث. توجه المدعي العام السعودي إلى إسطنبول يوم الاثنين الماضي للقاء نظيره التركي، وبدلا من المطالبة بتحقيق مستقل، فإن إدارة ترامب هي الأخرى تتظاهر بالتعاون. قامت إدارة ترامب بحجب النتائج التي توصلت إليها بشأن القضية، في حين تقول إنها تثق في قدرة السعوديين على القيام بتحقيقات تتسم بالمصداقية، رغم أن المشتبه به الرئيسي هو الحاكم المستبد للسعودية، محمد بن سلمان.

عندما سئل وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، عن قضية خاشقجي يوم الأحد الماضي، قال إنه ووزير الخارجية السعودي "يعملون على هذه القضية، وهم متفقون" على ضرورة القيام بـ "تحقيق كامل وشامل". وعندما سئل: كيف يمكن لنظام تحت السيطرة الكاملة لولي العهد أن يقوم بتحقيق مستقل، أشار ماتيس إلى التحقيق التركي المنفصل. لكن أردوغان أوضح أنه لا يستطيع الإجابة عن السؤال الحاسم حول هوية من أعطى الأوامر بقتل خاشقجي. يتناسب هذا الطرح مع ما يسعى السعوديون وترامب إلى تحقيقه، فهم يسعون جاهدين لحماية ولي العهد.

لا ينبغي للكونغرس أن يسمح لهذه المهزلة بأن تستمر. يجب أن تستدعي السيدة هاسبيل وغيرها من كبار المسؤولين الأمريكيين ويقولون ما يعرفونه عن هذه القضية. ثم يجب اتخاذ إجراء حاسم لفرض عقوبات على المسؤولين - بما في ذلك، محمد بن سلمان في حال وجود الأدلة الكافية- وإعادة النظر في العلاقات الأمريكية-السعودية.