الأثنين 2018/10/01

واشنطن بوست: إدارة ترامب تواصل تخبطها بشأن سوريا


المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


أثارت تصريحات جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، جدلا واسعا في أروقة الكونغرس خلال الأيام الأخيرة الماضية، عندما صرح للصحفيين أن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا طالما أن إيران لا تزال هناك، مضيفاً "لن نغادر طالما أن القوات الإيرانية لا تزال خارج الحدود الإيرانية، وهذا يشمل وكلاءها والمليشيات التابعة لها". بدا هذا التصريح بمثابة تغيير كبير في سياسة الإدارة الأمريكية، التي قامت بإرسال 2000 جندي إلى شرق سوريا، مؤكدة أن مهمة هؤلاء الجنود تقتصر على القضاء على ما تبقى من تنظيم الدولة. وأشار بعض النواب الديموقراطيين أن الكونغرس لم يقدّم تفويضاً قانونياً للقوات الأمريكية يسمح لها باستهداف القوات الإيرانية في سوريا أو أي مكان آخر.

ثم جاء جيمس جيفري، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية في سوريا، بعدها ليقدم توضيحاً قال فيه إن كلمة البقاء في سوريا "لا تعني بالضرورة بقاء القوات الأمريكية هناك.. كما إننا لن نجبر الإيرانيين على الخروج من سوريا. . . لأن الإجبار يعني استعمال القوة والقيام بعمل عسكري، وهو ليس المقصود هنا بل المقصود هو اللجوء إلى الضغوط السياسية".

لذا فإن الخبر السار هو أن الرئيس ترامب لا يخطط لبدء حرب مع إيران في سوريا بدون تفويض من الكونغرس، في حين أن الخبر السيّئ هو أن إدارته لا تزال تفتقر إلى سياسة واقعية لإنهاء الصراع المستمر والتهديد الذي تشكله إيران على المصالح الأميركية في سوريا.

وكما أشار جيفري خلال لقاء له مع عدد من الصحفيين، فإن هدف إيران في سوريا ليس فقط دعم نظام بشار الأسد، بل تعزيز شبكتها الخاصة من الصواريخ بعيدة المدى، وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات وغيرها من الأسلحة التي من شأنها أن "تجعل المنطقة تحت سيطرة إيران".

فشلت أكثر من 200 غارة جوية إسرائيلية في وقف المخططات الإيرانية. لكن استراتيجية الولايات المتحدة تتلخص في محاولة لإعادة بدء مباحثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة ويرفضها نظام الأسد. فإذا كان من الممكن التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة لدى كل من إيران وروسيا، فسيكون من الممكن الدفع بالإيرانيين إلى الانسحاب من سوريا.

أشار جيفري إلى فشل مخطط روسيا ونظام الأسد لعام 2018، والذي يتمثل باستعادة المناطق المتبقّية من أيدي الثوار، وانسحاب الولايات المتحدة من الأراضي التي تسيطر عليها شرق سوريا، وبدء الحصول على المساعدات الدولية لإعادة إعمار سوريا. ويقول جيفري إن ترامب مستعد لإبقاء القوات الأمريكية في سوريا، كما إن كلا الولايات المتحدة وأوروبا ترفضان تقديم المساعدات المالية لإعادة إعمار سوريا، إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية.

تم مؤخراً إيقاف هجوم محتمل على إدلب التي تُعد ملاذاً لنحو 3 ملايين مدني وعشرات الآلاف من الثوار. وبدلاً من ذلك، اتفق فلاديمير بوتين والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح. من الناحية النظرية، يمكن لهذا الاتفاق أن يمنح جيفري مساحة أكبر للعمل الدبلوماسي.  لكن الولايات المتحدة ما زالت تفتقر إلى النفوذ الكافي على نظام الأسد. ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن تخلق جهات فاعلة أخرى - كتركيا وإسرائيل وروسيا - شروطا للسلام والانسحاب الإيراني بطريقة ما. وإلا فإن الولايات المتحدة ستعلق في سوريا، وستكون غير قادرة على السيطرة على الأحداث أو مغادرة سوريا لفترة طويلة.