الخميس 2018/08/02

هجين.. آخر معارك التحالف الدولي شرق الفرات

بقلم: لارا سيليغمان

المصدر: فورين بوليسي

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


 لقد فقد هذا التنظيم كل أراضيه تقريبا، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا.

يوشك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الذي يحارب تنظيم الدولة على مدى السنوات الأربع الماضية، على الاقتراب من الجيب الأخير لمقاتلي هذا التنظيم شرق سوريا، ومن المتوقع أن هذه المعركة الأصعب والأعنف من نوعها وفقاً لما ذكره أحد كبار الضباط المشاركين في الحملة.

وقال الجنرال البريطاني، فيليكس غيدني، نائب قائد العمليات الاستراتيجية والخاصة بدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة، إنه يتحصن في مدينة هجين، الواقعة شرق سوريا والمتاخمة للحدود العراقية، أكثر من ألف مقاتل تابع لتنظيم الدولة، بما في ذلك عدد من المقاتلين الأجانب.

وقال غيدني للصحفيين في البنتاغون هذا الأسبوع: "نحن نتوقع مواجهة النواة الأساسية لمقاتلي تنظيم الدولة الذين كانوا يحفرون ويجهزون ساحة المعركة الخاصة بهم". مضيفاً: "باعتبار هذه المنطقة آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم فإننا نعتقد أن إخراجهم منها لن يكون بالأمر السهل".

وقال غيدني إن "قوات سوريا الديمقراطية"، والتي تتمثل في القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، مكّنت بعض القوافل المدنية من مغادرة مدينة هجين. ويَعتقد أن مقاتلي تنظيم الدولة يمنعون البقية من الخروج من المدينة بغية استخدامهم كدروع بشرية، على حد قوله.

قادت "قوات سوريا الديمقراطية" المعارك التي تدور على الأرض مع تنظيم الدولة منذ بداية الحرب على هذا التنظيم، وستقود الهجوم على هجين أيضاً، في حين ستقدّم الولايات المتحدة بشكل رئيسي الدعم الجوي.

لا يعتقد غيدني أن تدخُلَ قوات التحالف في اشتباكات مع القوات الروسية أو قوات النظام خلال هذه المعركة الأخيرة، حيث يعتبر كلا الطرفان نهر الفرات خطاً فاصلاً بين مناطق وجودهما،  إذ يقوم التحالف بعملياته شرق النهر، بينما توجد كل من القوات الروسية وقوات النظام في الغرب. ويتواصل الجانبان بانتظام عبر "خط لتفادي الاشتباك" يوجد في مقر التحالف.

يقول الخبراء إن معركة هجين قد تشكل نهاية للمهمة التي يقوم بها التحالف في سوريا، إن لم نقل القضاء بشكل نهائي على تنظيم الدولة.

ووفقًا لما صرح به ويل تودمان، وهو عضو في برنامج الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والدولية، فقد فقَد تنظيم الدولة نحو ٪ 99.5 من الأراضي التي كان يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا؛ والتي كانت تقدر بحوالي 34 ألف ميل مربع عام 2014 عندما كان في أوج قوته.

شنت الولايات المتحدة وشركاء التحالف حملة ضد تنظيم الدولة في أواخر عام 2014، استغرق الأمر ثلاث سنوات لإخراج تنظيم الدولة من الرقة حيث كانت تعتبر عاصمة لخلافته المزعومة.

تختلف التقديرات حول عدد الضحايا في حرب التحالف ضد هذه المجموعة بشكل كبير، فوفقا لعدة مصادر قُتل ما لا يقل عن 3250 شخصا، من بينهم 1130 مدنياً، غير أن العديد من المجموعات تشكّك في هذه الأرقام وتقول إن العدد الإجمالي أعلى بكثير.

قال "تودمان": "تعد مدينة هجين آخر معاقل تنظيم الدولة شرق نهر الفرات، لكن بعض جيوب المجموعة لا تزال غربه، وتحيط بها الأراضي التي يسيطر عليها النظام".

تقول ميليسا دالتون، وهي عضو بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وتشغل منصب نائب مدير برنامج الأمن الدولي للمجموعة، إن هناك أدلة على أن التنظيم يعمل في الخفاء ويعمل في الليل، ويُعتقد أن بعض المقاتلين قد قاموا بحلق لحاهم وحاولوا الاندساس بين المدنيين.

وقالت دالتون: "فيما يتعلق بالكيفية التي سيحارب بها التحالف تنظيم الدولة من وجهة نظر عملية بحتة، فمن المحتمل أن تكون مدينة هجين آخر المعاقل للتنظيم". لكن تنظيم الدولة يمتلك الشبكات اللازمة لإعادة تشكيل صفوفه بسهولة في مكان آخر.

وأشار تودمان إلى أن التفجيرات الانتحارية الأخيرة في أجزاء أخرى من سوريا دليل على أن التنظيم لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات مدمّرة.

في ظل تراجع القتال الآن، تقوم "قوات سوريا الديمقراطية" بتطهير العديد من المناطق من العبوّات الناسفة، بينما تركز قوات الجيش الأمريكي جهودها على إعادة المياه والكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى إلى المنطقة.

وقال غيدني، الجنرال البريطاني، "ستقود الوكالات المدنية جهود تحقيق الاستقرار، بينما سيواصل التحالف العسكري الحفاظ على الأمن في المناطق التي أُجلي منها تنظيم الدولة".

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شكوكه حول مشاركة الولايات المتحدة في إعادة بناء المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة. وفي وقت سابق من هذا العام، أمر وزارة الخارجية الأمريكية بتجميد نحو 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود إعادة إعمار سوريا. وقال غيدني "بعد تحقيق الاستقرار سنكون على يقين من قضائنا على تنظيم الدولة تماماً".