المصدر: ناشيونال انترستبقلم: كولين كلارك وفيليب سميثترجمة: مركز الجسر للدراسات
في بداية الشهر الماضي، صرح مسؤولون بارزون في إدارة ترامب أن نحو 80% من القوات التي تقاتل في صفوف نظام الأسد ضد الثوار هي قوات من خارج البلاد، وأن الحصة الأكبر من هؤلاء المقاتلين تُدرب وتُزود بالسلاح والعتاد من قبل إيران التي تعتبر الداعم الأكبر لنظام الأسد.والغريب في الأمر أن جزءاً كبيراً من هؤلاء المقاتلين الأجانب، ليسوا فقط من شيعة لبنان أو العراق، بل إن أعداداً مهمة منهم من جنوب آسيا وخاصة من أفغانستان وباكستان، ما يُضيف بُعداً جديداً تماماً إلى الحرب في سوريا.أدت الحرب الطاحنة في سوريا إلى وقوع خسائر وحالات انشقاق في صفوف قوات الأسد. كما إن أعدادا كبيرة من هؤلاء المقاتلين إما قُتلوا أو أُصيبوا في أرض المعركة، ولتعويض النقص الحاصل طلب الأسد المساعدة من إيران لتجنيد مقاتلين جدد. تمكنت إيران من استغلال الطبيعة الطائفية للصراع السوري وحشد الأفغان الذين يعيشون في إيران كلاجئين، الذين تُقدر أعدادهم بنحو 3 مليون لاجئ.ينتمي المقاتلون الأفغان إلى وحدة عسكرية تُعرف باسم "لواء فاطميون" والتي يقودها ويسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني. ووفقا لمصادر رسمية إيرانية تتراوح أعداد هؤلاء المقاتلين بين 10000 و 12000 مقاتل.وقد خاض العديد من هؤلاء المقاتلين معارك كبيرة في مختلف مناطق سوريا، في كل من حلب ودرعا ودمشق واللاذقية ومنطقة القلمون. وتشير بعض التقارير إلى أن المئات منهم قد لقُوا مصرعهم في سوريا.أما البعض الآخر من هؤلاء المقاتلين فهم مرتزقة يقاتلون بدافع المال، وآخرون قامت إيران بتقديم وعود لهم منها تقديم تصاريح الإقامة بشكل قانوني لهم ولأسرهم في إيران. أما جزء آخر منهم، فقد تم إغراؤهم بالدفاع عن "الأضرحة المقدسة" تحت معتقد أن الدفاع عن هذه الأضرحة الشيعية في سوريا وحمايتها واجب ديني، بما في ذلك ضريح السيدة زينب الذي يعتبره الشيعة مقدساً لاحتوائه جثمان حفيدة الرسول محمد.في كثير من الحالات، يبدو أن معايير تجنيد هؤلاء المقاتلين غير محددة. فللمجرمين وذوي السوابق حصة مهمة في القوات التي يتم تجنيدها للقتال في صفوف الأسد، حيث يمثلون خط الدفاع الأول ويتم وضعهم في الصفوف الأمامية للقتال في أغلب الأحيان.بالإضافة إلى الأفغان، يقاتل الشيعة من باكستان الآن في وحدة خاصة بهم تسمى "لواء زينبيون"، والذي يمثل تطورا كبيرا في المراحل الأولى من الصراع السوري، عندما تم إدماج الباكستانيين بشكل روتيني في ألوية أخرى لأنهم كانوا يفتقرون للأعداد الكافية والتدريب الجيد ليكونوا فعالين في ساحة المعركة. إلا أنه وبدءا من عام 2013، بدأت أعداد كبيرة من الشيعة الباكستانيين من قبيلة "توري" والذين ينتمون إلى منطقة "كورام" القبلية وعرق "هازاراس" من منطقة "كويتا" بدأت بالتوافد على سوريا. في نفس الوقت تقريبا، بدأت مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الأردية بالانتشار من أجل تشجيع الشيعة الباكستانيين للانضمام إلى شبكة المقاتلين الذين تزداد أعدادهم في سوريا للدفاع عن نظام الأسد ضد تنظيم الدولة ومجموعات الثوار النشطة في البلاد.تميل معظم التحليلات في مراكز الأبحاث والجامعات الغربية إلى التركيز على التهديد الذي يشكله الجهاديون السنة التابعون إلى تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة. إلا أن نمو أعداد شبكة المقاتلين الشيعة يشكل تحديا كبيرا للمجتمع الدولي وعلى الأغلب عائقاً رئيسياً طويل الأمد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. يقوم الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه كحزب الله اللبناني الإرهابي بتدريب الأفغان والباكستانيين الشيعة على استعمال الأسلحة واستخدام الحركات التكتيكية وحتى استخدام الأسلحة الثقيلة.مع التدريب المستمر من قبل قادة الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، فإن ما كان يعتبر من قبلُ مليشياتِ مقاتلين رعاع وغير منضبطين، تطور ببطء إلى جنود مدربين تدريبا جيدا ومزودين بعتاد فعال يمكن نشرهم في جميع أنحاء سوريا لتعزيز الوحدات الموالية للأسد ونظامه. وعلى الرغم من أن هذه الوحدات تعاني من خسائر على مستويات عالية، إلا أنها تكتسب أيضا خبرة قتالية قيّمة وتعمل جنبا إلى جنب مع جماعات متطورة عسكريا يمكنها أن تعلمهم طرقاً مختلفة لتحسين تكتيكاتهم وتقنياتهم وإجراءاتهم على أرض المعركة.وعلى الرغم من أن تدريب وتجنيد مقاتلي كل من لواء الفاطميين ولواء الزينبين كان بهدف توجيههم للقتال في سوريا، إلا أن هناك قلقاً متزايداً من أن يعيثَ هؤلاء المسلحون فساداً في أفغانستان وباكستان إذا ما عادوا إلى هناك. فعلاوة على استخدام هؤلاء المقاتلين الأفغان والباكستانيين في سوريا، يمكن لإيران الاستفادة منهم وزجّهم في أماكن أخرى تقاتل فيها جماعات تابعة لها بالوكالة، بما في ذلك العراق واليمن، حيث تسعى طهران لتوسيع نفوذها أمام السعودية في كفاح مستمر من أجل التفوق الإقليمي.تراقب كل من الولايات المتحدة وحلفائها التطورات التي تجري هناك بقلق متزايد. أحد أكبر مخاوفها من أن تساعد شبكة المقاتلين الأجانب إيران على إنشاء حضور قوي لها يتعدى الشرق الأوسط ويتجاوز المنطقة ليصل إلى جنوب آسيا. ويقول آري هيستين وجيمس ويست "وهما باحثان في مجلس العلاقات الخارجية" أنه "عندما يعود هؤلاء المقاتلون المدربون جيدا إلى بلدانهم الأصلية بعد أن تدربوا وتلقَّوا فنون القتال من قبل إيران وكوّنوا شبكة متماثلة التوجهات والإيديولوجيا، فلن يكون من الصعب أن يتحولوا إلى شبكات لتعزيز الطموحات الإيرانية القديمة جنوب آسيا".ومن المفترض أن ينصبَّ تركيز الولايات المتحدة وحلفائها السنة في المنطقة - وخاصة السعودية – في العام القادم إلى تبنّي دور أكثر فعالية، من خلال اتباع استراتيجية متناغمة تمكّنهم من تقييم ومواجهة واحتواء شبكة التهديد الإيرانية وعلى وجه الخصوص بما في ذلك ثقافة الوحدات الشيعية المقاتلة العابرة للحدود.وعليه، فإنه على كل من الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج العربي ألا يتخلَّوا عن نفوذهم وعمقهم الاستراتيجي في المنطقة بهذه السهولة، وبحسَب الخبير في وحدة مكافحة الإرهاب "مايكل نايتس" فإن عليهم تطويرَ بعض "الخطوط الحمراء" لإظهار ما لن يتم التسامح معه.وعلى الأغلب فإن أي قصور في التعامل بقوة مع ما يجري، من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الحضور الإيراني بشكل أقوى في الشرق الأوسط، ما يجعل احتمالية تزايد حدة الصراع هناك أكبر وليس العكس.
في بداية الشهر الماضي، صرح مسؤولون بارزون في إدارة ترامب أن نحو 80% من القوات التي تقاتل في صفوف نظام الأسد ضد الثوار هي قوات من خارج البلاد، وأن الحصة الأكبر من هؤلاء المقاتلين تُدرب وتُزود بالسلاح والعتاد من قبل إيران التي تعتبر الداعم الأكبر لنظام الأسد.والغريب في الأمر أن جزءاً كبيراً من هؤلاء المقاتلين الأجانب، ليسوا فقط من شيعة لبنان أو العراق، بل إن أعداداً مهمة منهم من جنوب آسيا وخاصة من أفغانستان وباكستان، ما يُضيف بُعداً جديداً تماماً إلى الحرب في سوريا.أدت الحرب الطاحنة في سوريا إلى وقوع خسائر وحالات انشقاق في صفوف قوات الأسد. كما إن أعدادا كبيرة من هؤلاء المقاتلين إما قُتلوا أو أُصيبوا في أرض المعركة، ولتعويض النقص الحاصل طلب الأسد المساعدة من إيران لتجنيد مقاتلين جدد. تمكنت إيران من استغلال الطبيعة الطائفية للصراع السوري وحشد الأفغان الذين يعيشون في إيران كلاجئين، الذين تُقدر أعدادهم بنحو 3 مليون لاجئ.ينتمي المقاتلون الأفغان إلى وحدة عسكرية تُعرف باسم "لواء فاطميون" والتي يقودها ويسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني. ووفقا لمصادر رسمية إيرانية تتراوح أعداد هؤلاء المقاتلين بين 10000 و 12000 مقاتل.وقد خاض العديد من هؤلاء المقاتلين معارك كبيرة في مختلف مناطق سوريا، في كل من حلب ودرعا ودمشق واللاذقية ومنطقة القلمون. وتشير بعض التقارير إلى أن المئات منهم قد لقُوا مصرعهم في سوريا.أما البعض الآخر من هؤلاء المقاتلين فهم مرتزقة يقاتلون بدافع المال، وآخرون قامت إيران بتقديم وعود لهم منها تقديم تصاريح الإقامة بشكل قانوني لهم ولأسرهم في إيران. أما جزء آخر منهم، فقد تم إغراؤهم بالدفاع عن "الأضرحة المقدسة" تحت معتقد أن الدفاع عن هذه الأضرحة الشيعية في سوريا وحمايتها واجب ديني، بما في ذلك ضريح السيدة زينب الذي يعتبره الشيعة مقدساً لاحتوائه جثمان حفيدة الرسول محمد.في كثير من الحالات، يبدو أن معايير تجنيد هؤلاء المقاتلين غير محددة. فللمجرمين وذوي السوابق حصة مهمة في القوات التي يتم تجنيدها للقتال في صفوف الأسد، حيث يمثلون خط الدفاع الأول ويتم وضعهم في الصفوف الأمامية للقتال في أغلب الأحيان.بالإضافة إلى الأفغان، يقاتل الشيعة من باكستان الآن في وحدة خاصة بهم تسمى "لواء زينبيون"، والذي يمثل تطورا كبيرا في المراحل الأولى من الصراع السوري، عندما تم إدماج الباكستانيين بشكل روتيني في ألوية أخرى لأنهم كانوا يفتقرون للأعداد الكافية والتدريب الجيد ليكونوا فعالين في ساحة المعركة. إلا أنه وبدءا من عام 2013، بدأت أعداد كبيرة من الشيعة الباكستانيين من قبيلة "توري" والذين ينتمون إلى منطقة "كورام" القبلية وعرق "هازاراس" من منطقة "كويتا" بدأت بالتوافد على سوريا. في نفس الوقت تقريبا، بدأت مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الأردية بالانتشار من أجل تشجيع الشيعة الباكستانيين للانضمام إلى شبكة المقاتلين الذين تزداد أعدادهم في سوريا للدفاع عن نظام الأسد ضد تنظيم الدولة ومجموعات الثوار النشطة في البلاد.تميل معظم التحليلات في مراكز الأبحاث والجامعات الغربية إلى التركيز على التهديد الذي يشكله الجهاديون السنة التابعون إلى تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة. إلا أن نمو أعداد شبكة المقاتلين الشيعة يشكل تحديا كبيرا للمجتمع الدولي وعلى الأغلب عائقاً رئيسياً طويل الأمد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. يقوم الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه كحزب الله اللبناني الإرهابي بتدريب الأفغان والباكستانيين الشيعة على استعمال الأسلحة واستخدام الحركات التكتيكية وحتى استخدام الأسلحة الثقيلة.مع التدريب المستمر من قبل قادة الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، فإن ما كان يعتبر من قبلُ مليشياتِ مقاتلين رعاع وغير منضبطين، تطور ببطء إلى جنود مدربين تدريبا جيدا ومزودين بعتاد فعال يمكن نشرهم في جميع أنحاء سوريا لتعزيز الوحدات الموالية للأسد ونظامه. وعلى الرغم من أن هذه الوحدات تعاني من خسائر على مستويات عالية، إلا أنها تكتسب أيضا خبرة قتالية قيّمة وتعمل جنبا إلى جنب مع جماعات متطورة عسكريا يمكنها أن تعلمهم طرقاً مختلفة لتحسين تكتيكاتهم وتقنياتهم وإجراءاتهم على أرض المعركة.وعلى الرغم من أن تدريب وتجنيد مقاتلي كل من لواء الفاطميين ولواء الزينبين كان بهدف توجيههم للقتال في سوريا، إلا أن هناك قلقاً متزايداً من أن يعيثَ هؤلاء المسلحون فساداً في أفغانستان وباكستان إذا ما عادوا إلى هناك. فعلاوة على استخدام هؤلاء المقاتلين الأفغان والباكستانيين في سوريا، يمكن لإيران الاستفادة منهم وزجّهم في أماكن أخرى تقاتل فيها جماعات تابعة لها بالوكالة، بما في ذلك العراق واليمن، حيث تسعى طهران لتوسيع نفوذها أمام السعودية في كفاح مستمر من أجل التفوق الإقليمي.تراقب كل من الولايات المتحدة وحلفائها التطورات التي تجري هناك بقلق متزايد. أحد أكبر مخاوفها من أن تساعد شبكة المقاتلين الأجانب إيران على إنشاء حضور قوي لها يتعدى الشرق الأوسط ويتجاوز المنطقة ليصل إلى جنوب آسيا. ويقول آري هيستين وجيمس ويست "وهما باحثان في مجلس العلاقات الخارجية" أنه "عندما يعود هؤلاء المقاتلون المدربون جيدا إلى بلدانهم الأصلية بعد أن تدربوا وتلقَّوا فنون القتال من قبل إيران وكوّنوا شبكة متماثلة التوجهات والإيديولوجيا، فلن يكون من الصعب أن يتحولوا إلى شبكات لتعزيز الطموحات الإيرانية القديمة جنوب آسيا".ومن المفترض أن ينصبَّ تركيز الولايات المتحدة وحلفائها السنة في المنطقة - وخاصة السعودية – في العام القادم إلى تبنّي دور أكثر فعالية، من خلال اتباع استراتيجية متناغمة تمكّنهم من تقييم ومواجهة واحتواء شبكة التهديد الإيرانية وعلى وجه الخصوص بما في ذلك ثقافة الوحدات الشيعية المقاتلة العابرة للحدود.وعليه، فإنه على كل من الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج العربي ألا يتخلَّوا عن نفوذهم وعمقهم الاستراتيجي في المنطقة بهذه السهولة، وبحسَب الخبير في وحدة مكافحة الإرهاب "مايكل نايتس" فإن عليهم تطويرَ بعض "الخطوط الحمراء" لإظهار ما لن يتم التسامح معه.وعلى الأغلب فإن أي قصور في التعامل بقوة مع ما يجري، من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الحضور الإيراني بشكل أقوى في الشرق الأوسط، ما يجعل احتمالية تزايد حدة الصراع هناك أكبر وليس العكس.
اقرأ المزيد
