السبت 2017/08/05

معهد “دراسات الحرب” الأمريكي يوصي بالتخلّي عن المليشيات الكردية في شمال شرق سوريا

مركز الجسر للدراسات...

( دراسة صادرة عن معهد دراسات الحرب، في آذار/ مارس من هذا العام 2017، تحت عنوان "طريق أمريكا إلى الأمام في سوريا )

"كما هي الأمور في بلادكم، وفي باقي بلاد العالم، هناك أجنحة متصارعة داخل الدولة، ومختلفة في رؤاها، فالرئيس في مكان، والكونجرس في مكان آخر، والبنتاجون له رأي، بينما ال CIA لها رأي آخر".. هذا هو جواب المسؤولين الأمريكيين عندما تطلب منهم تفسيراً للمواقف المتناقضة والمتقلّبة في سياساتهم الخارجية.

تحدث أحد الباحثين الغربيين في الشأن السوري عن شيء سمعه بنفسه في لقاءين منفصلين بين ممثلين عن قوات (ي ب ج) الكردية التابعة لتنظيم (ب ي د)، مع جهازين مختلفين من الأجهزة الأمريكية السالفة الذكر، أحدها يحذّرهم من عبور نهر الفرات غرباً باتجاه جرابلس، وأن هذا العمل سيكون انتحاراً سياسيّاً لهم كأكراد، وستكون عواقبه وخيمة عليهم، وسيدفعون ثمنه غالياً، مع توضيح أسباب كل ذلك، يقول: فيما الجهاز الآخر يحثّهم على المضي قدماً في عبور الفرات غرباً، وأنهم سيتلقّون الدعم الأمريكي اللازم لإتمام هذه المهمّة.

الدراسة التالية هي من هذا القبيل، فأصوات عديدة في أمريكا ترى أن هناك أخطاء فادحة ترتكب في السياسة الخارجية، وخصوصاً في سوريا، صحيح أن الأمور تجري اليوم على الأرض بعكس ما توصي به الدراسة، لكن الصحيح أيضاً أنها تسير بأمريكا باتجاه الهاوية، ودخول المستنقع، والرمال المتحركة كما حدث لها في العراق بتمكين الشيعة في الحكم، وتهميش العرب السنّة، وهي لا تزال لم تتعلم من تجربتها الفاشلة رغم الثمن الباهظ الذي دفعته هناك، وها هي تكرر نفس الأخطاء الكارثية في سوريا بالاعتماد على الميليشيات الكردية (ي ب ج) في شمال شرق سوريا، مقابل تهميش العرب السنّة الذين يشكّلون الأغلبية السكانية في هذه المنطقة.

توصي الدراسة بتغيير هذه السياسة واستبدال قوات (ي ب ج) الكردية، بقوات عربية سنية من أبناء المنطقة لمكافحة الإرهاب، فهي الوحيدة القادرة على فعل ذلك، مع ضمان استقرار المنطقة، ومنع عودة ظهور التنظيمات الإرهابية فيها.

الدراسة صادرة عن معهد دراسات الحرب، في آذار/ مارس من هذا العام 2017، تحت عنوان "طريق أمريكا إلى الأمام في سوريا".

 تحديد المشكلة :

تقول الدراسة إن أمريكا تخوض حرباً خاطئة في الشرق الأوسط،  فمكافحة الإرهاب يجب أن تتم من خلال شركاء مقبولين في المجتمعات "العربية السنية" في العراق وسوريا، والاستراتيجية الحالية ستمكّن قوات نظام الأسد المتحالف مع الروس والإيرانيين، أن يحلّ محل تنظيم الدولة والقاعدة، مستغلاً ضعف المجتمعات "العربية السنّية".

يجب على "الولايات المتحدة" استعادة زمام المبادرة، فالسعودية متورطة في اليمن وقد تخلت عن فكرة معارضة معتدلة في سوريا، والأردن يواجه تهديدات سلفية جهادية داخلية، ويعاني من موارده القليلة.

يجب أن تعمل "الولايات المتحدة" على وقف تصعيد النزاع السياسي "التركي-الكردي" في سوريا للحصول على التأثير في كل الأطراف الفاعلة. الأهداف السياسية الكردية في سوريا تهدد مصالح الولايات المتحدة؛ الولايات المتحدة يجب أن توقف تقدم هذه القوات ضمن الحدود الطبيعية لها.

ترجح الدراسة نشوب صراع كبير بين الولايات المتحدة وإيران في السنوات الخمس القادمة، حيث تعمل إيران فيها على استخدام وكلائها في العراق والخليج واليمن.

مفهوم العمليات: المهمة :

توصي الدراسة بأن تنشئ الولايات المتحدة قاعدة للعمليات في جنوب شرق سوريا مثل "البوكمال" لتوسيع نطاق العمل على طول وادي نهر الفرات، وبناء شراكة جديدة مع القوات "العربية السنية السورية"، وتجنيدهم وتدريبهم وتجهيزهم، وإنشاء منطقة أمنة فعلية، ويتم من خلالها القيام بمكافحة تنظيمي الدولة والقاعدة، ووضع شروط لمنع إعادة ظهورهم، وفي نهاية المطاف إعادة توطين اللاجئين.

يجب أن تحارب القوات الأمريكية جنباً إلى جنب مع شركائها للحد من النقص في الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها السنة، ويجب ألّا يدعم الشركاء المحتملون أيّاً من السلفيين الجهاديين، أو الوكلاء الإيرانيين، أو ذوي النزعة الانفصالية الكردية.

إن عملية في جنوب شرق سوريا (البوكمال) - بدلاً من الرقة - ستكون مفيدة بسبب:

1- الحد من تصاعد مخاطر الاصطدام مع روسيا وبشار الأسد، بالتركيز على منطقة لا تشكّل حرجاً لأي منهما.

2- تأسيس وضع جديد للقوات الأمريكية في منطقة مستقلة عن وكلائها الحاليين.

3- نزع فتيل الحرب التركية-الكردية.

4- تجنب خطر فقدان امتيازات التمركز في العراق.

5- استهداف المنطقة الخلفية لتنظيم الدولة وتجنب تعقيدات المواجهة داخل المدن.

6- تمكين الولايات المتحدة من التنافس على الشرعية في المناطق "العربية السنية".

7- تقليل خطر نقل تهديد تنظيم الدولة إلى الأردن.

المراحل التالية:

تضع الدراسة عدة مراحل لتنفيذ هذه الخطة تتمثل بـ :

1- تطلق "الولايات المتحدة" إشارة بدء العمليات على طول وادي نهر الفرات نحو الرقة، بمشاركة القوات الأمريكية و "العربية السنية" الشريك الجديد في "البوكمال"، وفي محافظة الأنبار بالعراق.

2- تتوسّط "الولايات المتحدة" لعقد صفقة سلام بين تركيا و "ووحدات الحماية الكردية " (ي ب ج)، مع التركيز على خط اتصال في محافظة حلب.

3- تطبق "الولايات المتحدة" منطقة الحظر الجوي في "محافظة درعا"، وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية، ويجب أن تساعد شركاءها في درعا على تدمير تنظيم الدولة والقاعدة، ما سيساعد في تسهيل التوصل إلى تسوية للحرب السورية.

ينبغي على الولايات المتحدة تنفيذ هذه الخطوة بعد المرحلة الأولى، وبالتزامن مع عمليات تطهير تجري في جنوب شرق سوريا.

4- تعمل "الولايات المتحدة" على توحيد المعارضة المسلحة لخلق شريك واحد بمواجهة تنظيم الدولة والقاعدة، وقوات الأسد، وتضمن تمسك هذه المعارضة بتسوية مع نظام الأسد.

5- يتعيّن متابعة هذه العمليات بهذه الشروط لصالح المصالح الأميركية الأوسع في سوريا. والمراحل اللاحقة ستكون ضرورية، وعنصرا هاما في مكافحة السياسات الإيرانية في العراق وسوريا.

6- مسار العمل هذا هو الخطوة الأولى في الحملة الأولى من أجل تحقيق أهداف "الولايات المتحدة" الشاملة. واستعادة الحرية الأمريكية للعمل، ويضع شروطا لوقف وعكس الحركة المطردة الحالية نحو الهزيمة هناك.

المدخل:

تقول الدراسة: إن الاستمرار في هذه الحرب الخاطئة بالمعطيات الحالية سيؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة بلا شك، ماذا سيحدث بعد استعادة الموصل والرقة؟ سيعمل تنظيم الدولة على إعادة تأسيس نفسه بمناطق أخرى، كما فعلت القاعدة في شمال سوريا، وهزمت المعارضة المقبولة، وأعادت تأسيس نفسها. سوف يثبت ذلك أن الانتصار على تنظيم الدولة في الموصل والرقة مجرد أمر سريع الزوال، وقد يأتي بنتائج عكسية.

ترى الدراسة أن الخيارات التي تدرسها الإدارة الجديدة ستعجل بهزيمة الولايات المتحدة، فلا يزال الأمر دائراً بين استراتيجيتين:

الأولى: رفع القيود التي فرضها أوباما على القوات الأميركية، وإضافة بضعة موارد إضافية.

الثانية: تقسيم سوريا.

النهج الأول يفترض ضمناً أن استراتيجية أوباما أصلاً سليمة ولكن تعاني من الإفراط في القيود، ومن نقص بعض الموارد.

النهج الثاني يفترض ضمناً أن هناك أجزاء من سوريا مستقرة إلى حد معقول، ويمكن لبعضها أن يتفق مع المصالح الأمريكية.

كلا النهجين والافتراضين ليس صحيحاً، وتعزيز الاستراتيجية الحالية سيفشل. بمجيء الرئيس ترامب وفريقه يجب أن تتغير الاستراتيجية أساسا. ينبغي توجيه خطة جديدة بدلاً من البدء من الاستراتيجية الحالية. يجب أن تتخلى عن المبادئ الأكثر ضررا، والنهج الفاشل للرئيس أوباما.

مبادئ الاستراتيجية الحالية:

تحدد الدراسة المبادئ الخاطئة وراء الاستراتيجية الأميركية الحالية:

1- تنظيم الدولة هو أخطر تهديد للأمن الأمريكي.

2- تنظيم الدولة سوف ينهار عندما يستعيد وكلاء أميركا الرقة والموصل.

3- الولايات المتحدة ينبغي أن تدعم حلفاءها فقط بالقتال ضد تنظيم الدولة.

4- يجب التنسيق مؤقتاً مع روسيا وإيران لهزيمة تنظيم الدولة.

5- يجب أن تعمل أمريكا أساساً عن طريق الوكلاء، وبالضربات الجوية.

6- يمكن للولايات المتحدة التعامل مع "القاعدة" في سوريا من خلال استهداف قياداتها.

7- يمكن للولايات المتحدة أن تعتمد على الآخرين لحل المشاكل السياسية في العراق.

تنتقل بعدها الدراسة إلى تعريف المعارضة المسلحة المعتدِلة التي يمكن أن تكون شريكاً للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة والقاعدة، ويجب أن تكون تلك المعارضة مستعدة وقادرة على الوفاء بالشروط التالية:

1- الانفصال التام عن تنظيم الدولة والقاعدة، وطرد قادة تلك الجماعات أو تسليمهم إلى قوات التحالف الغربي.

2- قبول مبدأ أن الدولة السورية المستقبلية سوف تكون تعددية وموحدة.

3- الموافقة على التمسك بوقف القتال مع قوات موالية للنظام تحت ظروف مناسبة.

4- رفض الجهاد العنيف، بما في ذلك ضد تنظيم الدولة.

5- الالتزام بنزع سلاحها في نهاية المطاف إلى الحد الأدنى المطلوب لهم كشرطة لحفظ الأمن، أو للدفاع عن المناطق التي سيواصلون السيطرة عليها إلى حين الوصول للتسوية التي تلبي مطالب جميع الأطراف.

6- القضاء على نظام المحاكم الشرعية الحالي، واستبعاد جميع الموظفين العاملين في المحاكم الشرعية، ومنع أي دور لهذه المحاكم في تشكيل هياكل الحكم المحلي الجديد، أو عقد الانتخابات حسب أحكام الشريعة الإسلامية، وأن مسؤولي المحكمة لن يشاركوا سواء كمرشحين أو كمراقبين.

القاعدة: الخطر الأكبر:

هذا الذي تميل إليه الدراسة، صحيح أن تنظيم الدولة والقاعدة تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها. ومع ذلك، فالقاعدة أكثر خطورة من تنظيم الدولة، القاعدة تتشاطر نفس الأهداف كتنظيم الدولة ، بما في ذلك النية لمهاجمة وتدمير الغرب، ولكن هناك فرق فتنظيم الدولة متعجرف ووحشي، أما القاعدة فمتطورة وتتمتع بضبط النفس، ورسّخت شبكاتها العالمية التي تضيف مرونة لتنظيم القاعدة بتوفير الربط الأفقي بين الفروع في التنظيم، ولا تزال تطوِّر قدراتِها على زيادة مواردها استجابة للأوضاع المحلية. استطاعت القاعدة أن تحشد جيشاً في شمال سوريا مستغلة ضعف الفصائل والسكان السنّة، وتستعد للاستفادة من نكسات تنظيم الدولة في ساحة المعركة.

ترى الدراسة أن تنظيم القاعدة تكيّف مع سياسة الولايات المتحدة أفضل مما فعله تنظيم الدولة. فأيمن الظواهري ومساعدوه في العالم تعلموا كيفية تسخير المظالم لتحفيز السكان على الثورة، إن القاعدة إلى حد كبير تتجنب القيام بهجمات مخططة وموجهة ضد الغرب منذ بدء التحالف العالمي لمكافحة تنظيم الدولة في أيلول/سبتمبر 2014، وبدلاً من ذلك، ركزت القاعدة على التموضع داخل حركات التمرد السني عن طريق تسخير التظلمات الشعبية،  واختارت المشاركة في الثورات وتغيير طابعها تدريجيا مع الاستمرار في بناء القدرات التي يمكن أن تتحول ضد الغرب في المستقبل.

القاعدة تعلمت أن فرض تفسيرها المتشددة للشريعة (القانون الإسلامي) على السكان المحليين بسرعة كبيرة جداً ينفّر الحلفاء الذين تحتاج إليهم، هي اليوم تسلسل فرض هذا الجزء من أيديولوجيتها تدريجياً، ويوجد علامة نجاح خطرة بتنفيذ رؤيتها هذه في شمال غرب سوريا.

قادة القاعدة تعلموا من التجربة أن حكم الإقليم قبل الأوان يأتي بنتائج عكسية، ويكلف الكثير من المال، وتتجاوز توقعات السكان المحليين قدرات التنظيم، وتستدعي هجوما مضاداً من الغرب ومن الدول المجاورة، بدلاً من ذلك الحكم قبل الأوان عملوا على تشجيع المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات، وتسهيل المبادلات التجارية وتحصيل الضرائب والرسوم منها. القاعدة تبدو أقل خطورة من تنظيم الدولة الآن، لكن ذلك هو تمويه لطبيعتها الحقيقية وأهدافها. إنها تلتقي في هذا مع تنظيم الدولة تماماً.

تعدّ القاعدة نفسها لإعادة السيطرة على الحركة السلفية الجهادية العالمية عندما يهزم تنظيم الدولة، ستساعد الاستراتيجية الأمريكية الحالية القاعدة القيام بذلك من خلال التركيز على تنظيم الدولة.

من جانب آخر ترى الدراسة أن المجتمع العربي في سوريا يتصور المسؤولين الأمريكيين كمتواطئين في الحملة الروسية الإيرانية لتدميره، وحتى دول الخليج تلقي باللوم على السياسات الأمريكية، ولا سيما الاتفاق النووي وعدم اتخاذ أي إجراء ضد نظام الأسد، وهذا يغذّي النفوذ الإيراني في المنطقة، ما ألجأ هذه الدول لاتباع خطوط خاصة بها لتقييد التوسع الإيراني، وشمل هذا دعم المزيد من العناصر المتشددة من المعارضة السورية.

اعتماد الولايات المتحدة على الأكراد:

ترى الدراسة هنا مسألة مهمة جداً هي أن الولايات المتحدة في عهد أوباما جندت المقاتلين الكرد السوريين (ي ب ج) في حملتها ضد تنظيم الدولة في شمال شرق سوريا، وصحيح أن هذه القوى أثبتت فعاليتها في طرد تنظيم الدولة من بعض الأراضي، بيد أنها لا توفر الهياكل السياسية، والأمنية اللازمة لجعل هذه المكاسب دائمة، ولا تضمن الحيلولة دون عودة السلفيين-الجهاديين.

أيضاً قضية مهمة أخرى تركز الدراسة عليها، وهي أن "ي ب ج" لديها رؤية سياسية طويلة الأجل لشمال سوريا، وهذه الرؤية ستخلق بيئة أكثر تساهلاً لمجموعات مثل تنظيمي الدولة والقاعدة لتجنيد عناصر من "العرب السنة" الذين يعارضون هذه الرؤية.

الأمر الثاني هو أن "ي ب ج" يرتبط بحزب العمال الكردستاني (الانفصالي)، وهي "منظمة إرهابية أجنبية" تقوم بتمرد في تركيا، مما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان لدعم الجماعات السلفية الجهادية، الحليفة للقاعدة في سوريا: حركة أحرار الشام.

المنطقة السنية الحسّاسة :

تعيد الدراسة هنا التأكيد على أن الولايات المتحدة، وإن كانت حققت نجاحات في مكافحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا عن طرق وكلائها الشيعة والأكراد، لكن هذا لن يدوم، وسيكون مؤقتاً وينهار بسبب عدم الاعتماد على العرب السنّة في هذه الحرب، وأن الجماعات السلفية الجهادية ستحتفظ بالشرعية في أعين السكان "العرب السنة" حتى تسهل الولايات المتحدة وشركاؤها ظهور هياكل عسكرية وسياسية ذات مصداقية مقبولة للسكان العرب.

الولايات المتحدة قد توفر ما يكفي القوة النارية للقوات غير "العربية السنية" لمسح تنظيم الدولة من المنطقة بقوة خارجية، ولكن هذا في الواقع سيتيح للقاعدة التقدم خطوة إلى الأمام في ظهورها كأنها المدافع الشرعي عن "العرب السنة".

ستضطر الولايات المتحدة مرة أخرى للتدخل من أجل منع تنظيم الدولة أو القاعدة، أو من يخلفهم من إعادة تأسيس قواعد متينة لتخطيط وشن هجمات على أميركا والغرب.

عدم تقسيم سوريا الآن :

ترى الدراسة أن سوريا اليوم مقسّمة فعلياً بحكم الواقع، وأن الولايات المتحدة يجب أن تعترف بهذه الحقيقة، وأن توقف القتال لإعادة تأسيس الحدود المصطنعة من الحقبة الاستعمارية، هذا النهج يرتبط ارتباطاً وثيقاً بفكرة المناطق الآمنة، التي وعد ترامب بإنشائها، لكن المشكلة الكبرى التي تواجه الفكرة أنه تقريباً لا يوجد أي مكان في سوريا يمكن أن يكون متجانساً لإنشاء منطقة آمنة، فهناك العديد من جماعات المعارضة العربية السنية، والأكراد، والأتراك، والإيرانيين والروس يقاتلون في جميع أنحاء البلاد. والجيوب العرقية والطائفية التي ما زالت قائمة في جميع أنحاء سوريا. لا توجد خطوط فصل واضحة بين المقاتلين في الجانبين، علاوة على ذلك، فمثلاً القاعدة، وتنظيم الدولة ، نظام الأسد، وإيران يعارضون فكرة تقسيم سوريا، بينما نجد القوات الكردية (ي ب ج) ترغب بالتقسيم اعتقاداً بأنه سيوفر لهم الحكم الذاتي أو حتى الاستقلال.

هنا تحذّر الدراسة أن تقسيم سوريا حسب الواقع الحالي، سيكون كارثة بالنسبة للولايات المتحدة حتى إذا كان ذلك ممكناً. فالميليشيات الإيرانية وحلفاؤها، والقاعدة وتنظيم الدولة يسيطرون حاليا على الغالبية العظمى من الأراضي السورية خارج المناطق الكردية. وقد تمّ تدمير المعارضة المعتدلة عندما سقطت حلب، وبصرف النظر عن مجموعة محدودة من المجموعات في أقصى جنوب سوريا التي قد لا تصل خارج المنطقة الخاصة بها، فإن الولايات المتحدة بهذا التقسيم ستساعد إيران في توطيد السيطرة على جزء من سوريا، والقاعدة على الجزء الآخر. ليس هناك طريقة لجعل هذا النهج منسجماً مع مصالح الولايات المتحدة.

رغم هذا فإن الدراسة ترى أنه من الملفت للنظر الاستعداد الظاهر للإدارة الحالية للتفكير في استمرار نهج سابقتها في التعامل مع إيران في العراق وسوريا، وهو الجانب الأكثر إثارة للدهشة في المناقشات الحالية حول الاستراتيجية الأميركية، أن تعتبر إيران شريكا فعلياً في مكافحة القاعدة و تنظيم الدولة.

إدارة أوباما سعت إلى تحويل إيران من عدوٍّ إلى صديق من خلال الصفقة النووية وغيرها من المبادرات، ورفض التحرك ضد نظام الأسد حتى بعد أن تجاوز الخط الأحمر، وحظر على شركاء أمريكا في سوريا قتال الديكتاتور، الذي كان يعمل للقضاء عليهم.

تعيد الدراسة التحذير أن التقسيم حسب الواقع الحالي اليوم سيسمح "للنظام" الاحتفاظ بجميع المناطق الواقعة تحت سيطرته، وسيعطي إيران وروسيا كل ما يحتاجونه فعلياً في سوريا، فروسيا ستبقي قواعدها الجوية، والقاعدة البحرية في البحر الأبيض المتوسط بشكل دائم، وإيران ستؤمن عمقها الأساسي والاستراتيجي الذي تحتاجه لدعم حزب الله في لبنان وعملياته الخاصة في مرتفعات الجولان ضد إسرائيل. حقيقة أن طهران ترفض فكرة تقسيم سوريا وستحارب ضدها، لا يعني في الواقع أنها لن تستفيد كثيرا من هذه النتيجة.

تشرح الدراسة هنا المغزى من وضع كلمة "النظام" في الفقرة السابقة ضمن علامة الاقتباس "النظام" وأن مردّه عائد لجزء كبير من مناقشة الاستراتيجية وانطلاقها من فرضية خاطئة أخرى أن هناك وجوداً فعلياً لنظام الأسد، ولقواته.

تجيب الدراسة أنه ليس هناك أي منهما، هناك فقط إيران وروسيا، وإيران هي الأساس فقد اخترقت نظام الأسد تماماً، والنظام لم يعد موجوداً، الموجود اليوم نواة صغيرة من قوات "الجيش السوري" تتركز حول دمشق، ومجموعة من المليشيات السورية يسيطر عليها بعض الأفراد في النخبة، وعدة آلاف من مقاتلي "حزب الله الشيعي اللبناني" التابع لإيران، وعشرات آلاف من الميليشيات الشيعية العراقية الخاضعة مباشرة لإيران، والآلاف من القوات الباكستانية والأفغانية التي أرسلتها إيران. الإيرانيون أيضا بشكل دوري نشروا القوات البرية التقليدية الخاصة بهم، في حين أن الروس وفروا وحدات محدودة من القوات الخاصة.

تخلص الدراسة إلى القول إن الأسد لا يمكن أن يستمر بالبقاء على قيد الحياة حال رحيل القوات الإيرانية، لا يمكنه أن يدافع عن عاصمة بلده أو حتى قصره. تقسيم سوريا بأي شكل من الأشكال سيستتبع بشكل دائم بقاء القوات الإيرانية، والميليشيات التابعة لها للدفاع عمّا تبقى من نظام الأسد، وبالتالي فإن أي محاولة لتقسيم سوريا تتعارض مع الاستراتيجية الإقليمية لاحتواء أو الحد من نفوذ وتوسع السلطة الإيرانية.

تتساءل الدراسة هنا: ما الذي يمكن القيام به ؟

وتجيب عن ذلك بالقول: الولايات المتحدة تحتاج إلى استراتيجية جديدة في سوريا والعراق، فالتغيير والتبديل في نهج أوباما لا يكفي، وتقسيم سوريا غير ممكن. الاستراتيجية الجديدة يجب أن تستند إلى الوضع الحقيقي على أرض الواقع ومتطلبات الأمن الأميركي الحقيقي. ويشمل هذا:

1- هزيمة القاعدة، فضلاً عن تنظيم الدولة.

2- طرد القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها.

3- الحد من السيطرة الإيرانية على "النظام" وعلى الأراضي السورية.

4- تسهيل ظهور قوة مسلحة "عربية سنية" وتمكين هياكل الحكم لها بحيث يُنظر إليها على أنها مشروعة بالمجتمعات "العربية السنية" في سوريا والعراق ومستعدة وقادرة على طرد تنظيم الدولة والقاعدة والمحافظة على مناطقها.

5- إنهاء الحرب في سوريا والعراق، والانتقال إلى حالة مستقرة ودائمة النتائج، ومنع تكرار الظروف التي تتيح للمجموعات السلفية الجهادية، أو القوات العسكرية الإيرانية أن تسيطر على إعادة تشكيل نفسها في أي بلد.

6- تخفيف حدة التنافس بين تركيا وروسيا، وإيران، ودول الخليج التي تساعد في تمزيق سوريا.

7- إعادة توطين اللاجئين السوريين.

يجب أن تعزز الولايات المتحدة في نهاية المطاف وجود شركاء فعالين ومقبولين داخل المعارضة السورية ممن هم على استعداد للتفاوض مع نظام الأسد. ينبغي تيسير تسوية قابلة للبقاء بين نظام الأسد ومعارضيه، وتغيير النظام ليكون مقبولاً من جميع السوريين، وإصلاح المؤسسات الأمنية ونزع السلاح وانسحاب القوات العسكرية الأجنبية، وإعادة توطين اللاجئين، والنازحين داخلياً. الاتفاق يجب أن يكون قابلاً للتنفيذ، ومقبولاً في المنطقة، ويجب المساعدة في إعادة الإعمار في سوريا.

مساعدة المجتمعات السنّيّة في نبذ الحركات "السلفية الجهادية" :

العنصر الأكثر أهمية للنهج الصحيح ينبع من فكرة واحدة كبيرة "الحركة السلفية الجهادية"يجب محاربتها، ومن داخل الطائفة السنية نفسها. القاعدة و تنظيم الدولة هي مظاهر تمرد عالمية داخل "الإسلام السني" وتسعى إلى تفكيك الحكومات الحالية للدول ذات الأغلبية السنية، وتدمير تلك الدول، وإقامة حكومات جديدة بديلة موافقة لها.

 

تخلط الولايات المتحدة بين استراتيجية مكافحة الإرهاب، ومعركة مكافحة التمرد، ويجب أن ينتهي هذا، مكافحة التمرد لا يعني بالضرورة نشر مئات الآلاف من القوات الأمريكية، كما قال الجنرال "ديفيد بيتراوس" مراراً وتكراراً، فالولايات المتحدة يجب أن تُعيد توجيه استراتيجية مكافحة التمرد إلى التركيز على السكان في سوريا والعراق، ثم تنظر ما هي القوات الأمريكية التي قد تكون مطلوبة لتنفيذ ذلك، أتوقع أن الأرقام سوف تكون أصغر كثيراً مما كان مطلوباً في العراق أو أفغانستان خلال تلك العواصف.

يجب أن نعترف بأن استراتيجيتنا الحالية ومن دون قصد تتسبب بتأجيج حركة التمرد السلفية الجهادية العالمية، فنظرة العالم السني إلى أمريكا أنها دخلت في تحالف مع الشيعة في إيران، وروسيا، والعلويين، والأكراد الذين يحاولون إعادة إخضاع "العرب السنة" في العراق وسوريا للشيعة (وبطبيعة الحال تجاهل التمييز بين العلويين والشيعة) هم ليسوا مخطئين، فهي سياستنا في واقع الأمر.

تنظيم الدولة والقاعدة على حد سواء استفادوا من هذه النظرة بتصوير أنفسهم كمدافعين فقط عن الطائفة السنية ضد التهديد الوجودي لها. تستفيد القاعدة منافع أخرى من وحشية تنظيم الدولة. بتصوير نفسها الآن بأنها الجماعة السلفية الجهادية "المعتدلة"، التي لا تفرض أيديولوجيتها على السكان غير الراغبين بذلك، ولا تقطع رؤوس الناس، أو تحرق الأسرى وهم على قيد الحياة.

تشكل هذه النظرة للولايات المتحدة قبل كل شيء أخطر تهديد تواجهه، وهو التطرف السني للأفراد عبر العالم وخلق البيئة الأكثر خصوبة للقاعدة و تنظيم الدولة، وتوظيفه ضد الولايات المتحدة.

ولذلك، من الضروري أن تغيِّر الولايات المتحدة مسارها، وأن تتوقف عن مهاجمة الطائفة "السنية العربية" من الخارج عن طريق وكلاء لها، وبدلاً من ذلك يجب علينا دمج أنفسنا مع السكان كما يفعل المدافعون عن حقوق الإنسان، ويجب أن نبين مرة أخرى أننا على استعداد للقتال والموت مع "العرب السنة" ضد أعدائهم وأعدائنا سواء القاعدة وتنظيم الدولة ، أو إيران. يجب علينا إعادة تنظيم الدول "العربية السنية" بقيادة الولايات المتحدة. وعندئذ فقط يمكن أن يكون لدينا أي أمل في تأمين مصالحنا الوطنية الحيوية والحد من الشهية العالمية لدعم المنظمات العازمة على تدميرنا.

تصميم أي مسار للعمل يمكن أن يحقق هذه الأهداف في حملة واحدة أمر مستحيل، ولا يمكن تكرار تجربة عام 2007 في العراق، وإرسال عدد هائل من القوات الأمريكية، لكننا نفترض أن القبائل "العربية السنية"، وبالضغط على جميع الأطراف، سوف تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية ضد تنظيم الدولة وحتى تنظيم القاعدة في جنوب شرق سوريا مقابل الوعد بالدعم ضد هؤلاء الأعداء وضد نظام الأسد. ولكن لا يمكننا التحقق من صحة أو بطلان هذا الافتراض دون محاولة ذلك. وإذا ثبت فشلها، فالعملية المقترحة أدناه سوف تبقي المناطق الخلفية لتنظيم الدولة معطلة، وتسهّل الاستيلاء على الرقة ووادي نهر الفرات، ولكن ذلك لن يكون أكبر تأثير للمنهجية اللازمة لتحويل الصراع.

ويقتصر نطاق مسار العمل المقترح هنا لأسباب أخرى، منها: أن الولايات المتحدة لن تستفيد من الدخول في حرب ساخنة مع روسيا أو إيران الآن. كذلك تجاهلنا الحملة الكبيرة التي تؤدي إلى سقوط نظام الأسد سريعاً لعدة أسباب: من شأن هذا أن يؤدي إلى حرب فورية مع هاتين الدولتين، وقد يؤدي أيضاً إلى تمكين القاعدة في البيئة الحالية، كما إن الانهيار قد يؤدي إلى الإبادة الجماعية.

يجب أن نكون على استعداد لممارسة ضغوط مستمرة لسنوات، والتأكد أنها تدفع نحو نتيجة مقبولة. ولذلك سيتم معايرة النهج الموصى به هنا إلى شيء يمكن أن يستمرّ، بدلاً من ضربة كبيرة قد تسبب الانسحاب الكامل من المسار المقترح.

مسار العمل المعروض أدناه هو مجرد الخطوة الأولى في الحملة الأولى من أجل تحقيق أهدافنا الشاملة، ويضع شروطاً لوقف وعكس حركتنا المطَّردة الحالية نحو الهزيمة، ثم إنه يحدد بإيجاز بعض الحملات اللاحقة التي ستكون على الأرجح مطلوبة.

الموصى به :

هنا تبدأ الدراسة بوصف مراحل الاستراتيجية التي يوصي بها المعهد مرحلةً مرحلةً، على الشكل التالي:

مسار العمل يؤكد الوجود الأمريكي في المسرح بشكل مستقل عن غيره من الجهات الفاعلة بقصد البدء في بناء شريك "عربي سنّي" طويل الأجل يكون قوة لتدمير "السلفيين-الجهاديين" في نهاية المطاف، ومنعهم من العودة، وإعادة توطين اللاجئين.

مسار العمل يركز في البداية على إنشاء قاعدة أمريكية آمنة للعمليات في جنوب شرق سوريا ومهاجمة المنطقة الخلفية لتنظيم الدولة على طول وادي الفرات في شرق سوريا. هذه الحركة سوف تساعد على التخفيف من المخاطر المتزايدة التي قد تواجه الولايات المتحدة في حال قررت أن تقلل من وجودها في العراق، أو الانسحاب كلياً منه.

مسار العمل يتجنب التدخل الأميركي المباشر في شمال شرق سوريا، بما في ذلك إنشاء مناطق آمنة على الحدود التركية، كما يتجنّب زيادة اعتماد الولايات المتحدة على الشركاء الحاليين (ي ب ج)، في كل الحالات كي لا تستفيد من ذلك الجماعات السلفية الجهادية.

قبل تصعيد الصراع المحتمل مع روسيا يجب أن يكون للولايات المتحدة النفوذ وقوة الموقف اللازم لإدارة التصعيد. فرض منطقة حظر طيران ذات مصداقية، على سبيل المثال، يتطلب موقفا قويّاً كافياً لردع الانتهاكات الروسية، والاستعداد لإسقاط الطائرات الروسية.

المسار لا يحدد الشروط اللازمة لشن هجوم في شمال غرب سوريا، وبصرف النظر عن العامل الروسي في الموضوع، فإن القاعدة والقوات التابعة لها جذور عميقة بين السكان هناك.

كما يتجنب مسار العمل التدخل الفوري في جنوب سوريا، الذي سيتعرض لخطر التصعيد السريع الحاسم من طرف روسيا ونظام الأسد بسبب حساسية المنطقة هناك.

مع تقليب الأمر من وجوه كثيرة، ثبت أن الخيارات الأكثر خطورة هي التقاعس عن العمل والتراجع إلى "حصن أمريكا".

الرئيس يريد ورقة رابحة، لكن لا يمكن إنهاء الحرب في سوريا بسرعة بينما تحمي المصالح الأمريكية، ينبغي بدلاً من ذلك تخليص الولايات المتحدة من القيود التي فرضها اعتمادنا على شركاء غير موثوق بهم، والذين لا يحققون مصالحنا، ويجب وضع أهداف لأجل قصير يمكن بلوغها، تشمل الاستعداد لهزيمة الشبكة السلفية الجهادية الأوسع نطاقا، مسار العمل المقدم هو إصلاح لاستراتيجية الولايات المتحدة وتمكين الرئيس من ورقة رابحة، وبشروط أمريكا.

أهداف المدى القريب الموصى بها :

يمكن بلوغ الأهداف التالية خلال سنة واحدة وسيعاد من خلالها إذا تحققت، تعيين الاتجاهات في المنطقة نحو متطلبات الأمن القومي الأمريكي، وهي تركز على سوريا، فهي نسبياً أقل تقييداً للولايات المتحدة من العراق، من أجل إعادة تعيين مسرح الشرق الأوسط. كما إنها تركز على إعادة توجيه استراتيجية أمريكا لمكافحة تنظيم القاعدة بالإضافة إلى تنظيم الدولة، وأخيراً تجنّب الفخاخ التي وضعتها روسيا وإيران وتركيا، والتأكيد بدلاً من ذلك على استقلال الخيارات الأمريكية لتقوية موقف الرئيس ترامب في المفاوضات المقبلة.

صحيح أنه لا توجد استراتيجية في سوريا يمكنها إنهاء "الحرب الأهلية" بسرعة، مع تفادي الحروب الإقليمية والعالمية، ومع ذلك يتحتم تحويل المسار الحالي لذلك الصراع بعيداً عن الاحتمالات الأكثر خطورة من تصاعد حرب إقليمية أو حتى عالمية. هذه الأهداف تقدم طريقة للقيام بذلك في أدنى المخاطر المحتملة والتكاليف.

1- دمج استراتيجيات مكافحة تنظيم الدولة والقاعدة في مسار واحد، لهزيمة تهديد السلفية الجهادية الأوسع نطاقاً.

2- توسيع نطاق حرية المناورة الأمريكية من خلال:

1- احتواء وتقليل انتشار العمليات المناهضة في المنطقة، وخصوصاً القادمة من إيران.

2- إنشاء موقف أكثر استقلالية للقوة التي يمكن أن تدعم العمليات في سوريا والعراق.

3- تعزيز مؤسسات الحكومة العراقية.

4- حظر المزيد من التوسع الإيراني، بما في ذلك شبكة وكلائها، والقدرات العسكرية التقليدية المتطورة، وأسلحة الدمار الشامل، والأسلحة النووية، ونظم إيصالها.

5- نزع فتيل الحرب التركية-الكردية.

3- تحقيق نفوذ أكبر على العراق، وتركيا، وروسيا، ونظام الأسد، إيران، و (ي ب ج).

4- استعادة حرية العمل من خلال:

1- نهاية الاعتماد على ي ب ج.

2- التخفيف من أثر الخسارة المحتملة لامتيازات التمركز في العراق.

مسار العمل الموصى به :

تنتقل الدراسة هنا لتضع عدداً من التكتيكات العسكرية لتنفيذ الخطة، وتضع الاحتمالات والمخاطر التي يمكن أن تواجهها، وطرق التصدي لها ومعالجتها، لتصل إلى فقرة:

الوضع النهائي:

- يجب أن تهدف العمليات الأمريكية للتوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع، ويجب علينا أن نرفض ونعارض جهود نظام الأسد وروسيا وإيران لفرض تسوية بالقوة على المعارضة غير الراغبة، وأي حل من هذا القبيل يمكن أن يكون مؤقتا فحسب، بل سيزيد من إدراك التصور السني العالمي في الهجوم الوجودي على الطائفة السنية، ما يخلق أرضية أكثر خصوبة لتنظيمي القاعدة والدولة في جميع أنحاء العالم، إيجاد حل سياسي يعني أن المفاوضات في نهاية المطاف يجب أن تحدث، لكن المفاوضات لا يمكن أن تنجح إلا عندما تكون الظروف – الظروف العسكرية خاصة – متعينة بشكل صحيح.

- تدمير القاعدة وجبهة النصرة، والجماعات السلفية الجهادية الأجنبية في سوريا.

- تحديد وتعزيز المحاورين الفعالين الذين يمثلون المعارضة السورية (معظمهم من السنة).

- تيسير التفاوض بشأن التوصل إلى تسوية بين نظام الأسد ومعارضيه ويشمل ذلك:

1- إصلاح جذري للأجهزة الأمنية السورية.

2- تغيير شامل للنظام بشكل مقبول من جميع فروع المجموعات السكانية الرئيسية.

3- الاتفاق على تدابير المساءلة والعفو العام.

4- آليات نزع السلاح والتسريح، وإعادة الإدماج.

5- انسحاب القوات العسكرية الأجنبية، أو استبدالها أو تنظيمها، وإعادة توطين اللاجئين.

- الحصول على القبول الإقليمي للتسوية التفاوضية ونتائجها.

- إنشاء آليات إنفاذ السلام.

- إعادة بناء مؤسسات الدولة، بما في ذلك تفعيل الخدمات الأمنية.