الثلاثاء 2018/09/04

ما الذي قاله “جون كيري” بخصوص سوريا؟

المصدر: سي بي إس نيوز الأمريكية

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


قال وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، إنه لم يتمكن من إقناع الرئيس باراك أوباما آنذاك بأن بشار الأسد "يجب أن يُلقّن درساً قاسياً"، لانتهاك وقف إطلاق النار واستخدام الأسلحة الكيماوية على شعبه خلال الفترة التي كان لا يزال فيها كيري بمنصبه، مضيفاً أن الولايات المتحدة قد "دفعت" في نهاية المطاف "ثمن" تقاعسها عن اتخاذ إجراءات جِدّية بهذا الخصوص.

وقال كيري "لقد دفعنا ثمن الطريقة التي تم التعامل بها مع ما حدث دون تطبيق الخط الأحمر"، في إشارة إلى التحذير الذي وجهه أوباما عام ٢٠١٢ للأسد بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية، وأن استخدامها سيؤدي إلى رد عسكري من الولايات المتحدة، وهو تهديد لم يدخل حيّز التنفيذ.

قام كيري بتفسير ما كان يدور بباله في ذلك الوقت قائلاً: " لقد قمت بطرح عدة أفكار لكن الرئيس أوباما لم يقتنع بحجتي. أعتقد أنه كان بإمكاننا القيام بالكثير دون أن نخاطر بالكثير، وكنا سنوضح للأسد أن عليه الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، أعتقد أنه كان ينبغي علينا أن نقوم بذلك".

حاول كيري تجنب نعت أوباما بأنه شخص "يكره المجازفة"، وأن هذا هو السبب وراء عدم تدخله في الحرب السورية، وبدلاً من ذلك اكتفى بالقول إن الرئيس السابق "كان له موقفه وحُكمه الخاص بخصوص سوريا، فقد كان لديه إحساس مسبق حول ما يمكن أن يحدث إذا ما قام باتخاذ بعض القرارات التي اقترحتها عليه أنا وآخرون ".

في آب/ أغسطس من عام ٢٠١٢، قال أوباما إن استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل الأسد "خط أحمر"، وإذا تم تجاوزه، فسيكون سبباً في "تغيير قواعد اللعبة" والدفع بالولايات المتحدة للتدخل في سوريا.

وفي أعقاب هجوم الغاز على المدنيين في صيف عام ٢٠١٣، استعد أوباما لتوجيه ضربة صاروخية للأسد قبل أن يغيّر رأيه ويطلب موافقة الكونغرس على هذه الضربة. ما يسمى بـ "الخط الأحمر" لم يُنفذ، وكتب كيري في كتابه الجديد "Every Day is Extra"، الذي سينشر اليوم، أنه فوجئ بقرار الرئيس. موضحاً: "ظننت أننا سنمضي قُدُماً. اعتقدت أن نهاية الأسبوع ستكون اليوم الموعود. كنت أتوقّع أن تصلني مكالمة هاتفية أتلقّى فيها خبر قرار أوباما توجيه ضربة للأسد أو أياً كان الذي قرره، لكن ذلك لم يحدُث". وقال كيري: "كانت مهمتي حينها التأثير على سياسة الرئيس. وقد بذلت قصارى جهدي. لقد توجهت إلى الكونغرس وناقشت الموضوع هناك؛ لكننا دفعنا ثمن ذلك. ليس هناك شك في ذلك. لقد دفعنا ثمن ذلك. لن يغير الشرح ولا أي شيء آخر الطريقة التي كنا ننظر بها للموضوع، فالطريقة التي ترى بها الأمور أحيانا هي أكثر ما يؤثر في الدبلوماسية والسياسة".

وقال كيري، الذي انتقد علانية السياسة الخارجية للرئيس ترامب، إنه يدعم جزئيا ضربات ترامب العسكرية ضد الأسد، بسبب استخدام نظامه المستمر للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، لكنه قال إنه يجب مواجهة العمل العسكري بالعمل الدبلوماسي. "أنا أؤيد استخدام القوة ، لكنني لا أؤيد إلقاء القنابل دون القيام بخطوة دبلوماسية بعدها أو جهد إضافي لمحاولة استخدام النفوذ الذي تحصل عليه من القيام بذلك". وقال كيري. "اعتقدت أنه كان يجب على الرئيس فعل ذلك. كان على الرئيس ترامب فعل ذلك". وقال كيري إنه فخور بأنه "لم يتوقّف عن المحاولة" لتحقيق الاستقرار في سوريا.

مضيفاً أنه "حتى عندما كانت الأمور صعبة، وبدت قاتمة، لم أتوقف عن طرح الفكرة، وأعتقد أن النتيجة كانت جيدة بالنظر إلى أننا حصلنا على جميع الأسلحة المعلَن عنها من هناك"، في إشارة إلى الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا عام ٢٠١٣ لإزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا وتجنب ضربة أمريكية.