الأثنين 2018/01/15

ضغوط روسية على الاتحاد الأوروبي من أجل إعادة إعمار سوريا

المصدر: فايننشال تايمز

بقلم: مايكل بيل

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


حث مسؤول دبلوماسي روسي رفيع المستوى، الاتحاد الأوروبي على البدء في المشاركة بجهود عملية إعادة إعمار سوريا خلال أشهر، وشدد على أن على الاتحاد الأوروبي تحمَّل فاتورة إعادة الإعمار، في الوقت الذي يقوم فيه بشار الأسد بإعادة سيطرته على البلاد.

أخبر سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيزوف، "فايننشال تايمز" أنه ستقع مسؤولية الفشل على "دول الاتحاد الأوروبي في حال لم يعترفوا أن الوقت قد حان لدعم برنامج إعادة الإعمار في سوريا" الذي يكلف مليارات الدولارات.

جاءت تصريحات السفير الروسي كجزء من جهود موسكو لاستغلال معضلة الاتحاد الأوروبي حول كيفية الإنفاق لحل مشكلة اللاجئين السوريين دون الظهور بمظهر الداعمين للنظام. أدى هذا إلى تزايد التوتر بين كل من موسكو، التي تعتبر الداعم الأول لنظام الأسد، والاتحاد الأوروبي حول مسألة إعادة الإعمار في الوقت الذي اكتسبت فيه موسكو المزيد من النفوذ حول عملية لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو سبع سنوات.

ويقر دبلوماسيون أوروبيون بالانقسام المحتمل تجاه سوريا. فالدول التي تستضيف الملايين من السوريين، كتركيا ولبنان، تضغط على الاتحاد الأوروبي لتحمل أعباء اللاجئين. الأمر الذي يراه مسؤولون أوروبيون محاولة من موسكو لإجبار أوروبا على تحمل الفاتورة عوض روسيا التي تقوم طائراتها بقصف مناطق الثوار.

وقال ناشطون سوريون الأسبوع الماضي إن الطائرات الحربية الروسية متورطة في قصف الغوطة الشرقية، المنطقة المحاصرة الخاضعة لسيطرة الثوار قرب دمشق، الشيء الذي أدى إلى قتل العشرات.

جاء التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية سنة 2015 ورجح ميزان الحرب لصالح النظام في الوقت الذي تم فيه إجلاء الثوار من مناطقهم. موسكو اليوم عاقدة العزم على تأمين حل سياسي ووقف عملياتها العسكرية على الأراضي العربية. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد قام بزيارة مفاجئة الشهر الماضي لسوريا لإعلان انتهاء العملية العسكرية هناك.

إلا أن دولاً كبيرة في الاتحاد الأوروبي، تصر على أن تمويل عمليات إعادة الأعمار سيتم فقط بعد أن تُسفر محادثات السلام عن عملية انتقال سياسي.

يقول أحد الدبلوماسيين الأوروبيين المهتمّين بالشأن الروسي إن " اهتمام الاتحاد الأوروبي منصبٌّ في الوقت الراهن على زيادة الضغط على روسيا، من خلال الامتناع عن دفع أموال الإعمار، مضيفاً أن "غضب الروس بهذا الشأن دليل على مدى فعاليته".

 

يعد أعضاء الاتحاد الأوروبي الأكثر تبرعاً في عمليات الإغاثة السورية حتى الآن، إذ خصصوا أكثر من 10 مليارات يورو للمساعدات الإنسانية والإنمائية. حيث " يمهد الطريق أمام المجتمع الدولي لبدء النظر في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب".

 

ومع ذلك، فإن السفير الروسي، يرى أن الدول الأوروبية يجب أن تتخطى مساعداتها مسألة المساعدات الإنسانية. مضيفا "يريد الاتحاد الأوروبي أن يرى انتقالا سياسيا كشرط أولي، إلا أن السوريين لايزالون يعانون" لذا نعتقد " أن الوقت قد حان لتجاوز المساعدات الإنسانية الأساسية إلى شيء أكثر جوهرية".

 

وقال تشيزوف إن "من الممكن أن يوافق الاتحاد الأوروبي على البدء بتمويل إعادة الإعمار في المؤتمر المقرر عقده في بروكسل في الربيع القادم حول سوريا"، كما اعترف بأن روسيا ربما تحتاج تخصيص مبلغ مالي كبير للمشاركة في جهود إعادة إعمار سوريا، مع أن موسكو لم تحدد رقماً بعد.

وردا على السؤال حول إذا ما كان الاتحاد الأوروبي قد تعهد بتقديم أي أموال لإعادة الإعمار قال تشيزوف "سيتحملون مسؤولية عدم فعل ذلك، وسنقوم نحن بالتنسيق مع لاعبين آخرين محتملين"، فلنفترض أن إيران وافقت على تمويل إعادة الإعمار، ما موقف بريطانيا من ذلك؟ وكيف سيرد الاتحاد الأوروبي على ذلك؟

ويخشى نشطاء في المعارضة السورية من أن يعزز تمويل الاتحاد الأوروبي لعملية إعادة الإعمار من سيطرة نظام الأسد اقتصاديا وإعادة تطبيع العلاقات الدولية معه، خصوصاً في مناطق "خفض التصعيد" التي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران.