الجمعة 2018/07/13

دور إيران في سوريا نقطة رئيسية في قمة هلسنكي


بقلم: زينة كرم

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


ستكون الحرب في سوريا من أكثر القضايا الملحة على جدول أعمال القمة التي ستجمع بين كل من الرئيس دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين القادم .

مع تراجع موجة الحرب التي امتدت سبع سنوات ويزيد في سوريا، أصبح تقليص النفوذ الإيراني هناك في فترة ما بعد الحرب هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة - وهو هدف تدعمه إسرائيل بقوة. وقد أشار مسؤولون أمريكيون وروس إلى أنه من المرجح أن يكون الإطار العام لإبرام صفقة بهذا الخصوص نتيجة رئيسية للقمة.

يقول محللون إنه من المرجح أن يكون أي اتفاق يتم التوصل إليه ذا طابع عام، كما أنه من المحتمل أن تتمحور المناقشات في هذه القمة حول الحد من الوجود الإيراني بدلاً من القضاء عليه. إن الانسحاب الكامل للقوات المدعومة من إيران من سوريا أمر افتراضي لن ينجح أبدا.

فبعد سنوات من "الحرب الأهلية" المدمرة، قامت إيران والميليشيات التابعة لها، بما في ذلك حزب الله اللبناني، بتشكيل نفوذ يمتد من الحدود العراقية مروراً بسوريا وصولاً إلى لبنان.

فقد استعاد بشار الأسد، بمساعدة عسكرية وسياسية إيرانية وروسية 60% من البلاد، كما وضع حداً لأي حديث جدي عن تغيير النظام. وفي ظل تناقص دور الولايات المتحدة، برزت روسيا كوسيط قوي بدون منازع في البلاد. ومع ذلك، فإن من مصلحة روسيا والولايات المتحدة العمل معاً في سوريا وخارجها، كما أن مصالح روسيا وإيران تتضارب بين الحين والآخر على الرغم من دعمهما لنفس الطرف في الحرب السورية.

فيما يلي نظرة على النتائج المحتملة من اجتماع يوم الاثنين القادم: ماذا يوجد على طاولة المباحثات؟ في الوقت الذي لم يعد فيه إبعاد الأسد عن السلطة هدفاً رئيسياً، تحوّل التركيزُ إلى نفوذ إيران في سوريا.

ويُعتقد الآن أن طهران قد نشرت ما يقارب 80 ألف مقاتل في سوريا حيث أن أغلبهم من المليشيات الشيعية والقوات شبه العسكرية الموالية لإيران. في مقابلة مع وكالة (سي بي إس) الإخبارية هذا الشهر، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن إيران هي "القضية الاستراتيجية" وليس الأسد.

وقد حذرت إسرائيل من جانبها بشكل متكرر بأنها لن تسمح لإيران أو وكلائها الشيعة بالوجود في سوريا بشكل دائم.

بعد أسبوعين من العمليات العسكرية المكثفة، تسيطر قوات الأسد الآن على مدينة درعا الجنوبية والريف المحيط بها حيث بدأت الثورة ضد الأسد. وهم الآن مستعدون للانتقال غرباً إلى الحدود القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، مما أثار مخاوف من حدوث مواجهة بين إسرائيل والقوات الإيرانية الموجودة هناك. وكان قد اجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ببوتين في موسكو يوم الأربعاء الماضي لإجراء مباحثات بخصوص الوجود الإيراني في سوريا.

وقال نتنياهو بعد الاجتماع "الكل يعلم رأينا بهذا الموضوع، فعلى إيران الخروج من سوريا".

الخطوط العريضة للصفقة: ما هي الخطوط العريضة للصفقة المحتملة؟ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي إنه "من غير الواقعي" توقع أن تنسحب إيران بالكامل من سوريا. تعد هذه إشارة إلى قبول روسيا بأن يتراجع بعضٌ من تلك القوى على الأقل.

كما أشار بعض المسؤولين الأمريكيين في تعليقات لهم عن احتمالية التوصل إلى حل وسط بخصوص الانسحاب الإيراني من سوريا. وقال بولتون لوكالة (سي بي إس): "إن هناك إمكانية لإجراء مفاوضات أكبر بشأن المساعدة في إخراج القوات الإيرانية من سوريا، الأمر الذي سيكون خطوة مهمة".

كما أنه من المرجح أن يتوصل كل من بوتين وترامب إلى اتفاق يفضي بنشر قوات النظام على طول الحدود مع الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان وانسحاب القوات الإيرانية وحزب الله من المنطقة.

ولكي يحدث ذلك، ستشترط إسرائيل حصولها على ضمانات من الأسد باحترام الاتفاقية، التي دامت عقوداً من الزمن، والتي تفضي بوجود منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود، والحد من أعداد القوات التي يتم نشرها على بعد 15 ميلاً (أي ما يقارب 25 كيلومترا). وقال أيهم كامل، محلل سياسي في مجموعة "يوراسيا"، إنه قد تطلب روسيا من الأسد القبول شريطة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في نهاية المطاف، وهو ما عبّر ترامب عن أمله في حدوثه مع نهاية العام الجاري. وأضاف كامل قائلا: "إن إبرام صفقة تقبل ببقاء الأسد مقابل الحد من النفوذ الإيراني، ضمنيًا أو بشكل صريح، يعطي هذا الأخير بعضاً من الشرعية".

فهل ستقبل إيران بصفقة من هذا النوع؟ دعت روسيا إلى انسحاب القوات الإيرانية من سوريا ما بعد الحرب، لكنها لا تستطيع ضمان امتثال إيران لطلبها. ومع ذلك، قد تمتلك موسكو قوة كافية لإقناع طهران بالابتعاد عن الحدود الإسرائيلية وتقليل عدد القواعد ومصانع الصواريخ والمستشارين داخل البلاد. تواجه إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية، عقوباتٍ صارمة ولا يمكنها تحملُ خسارة دعم روسيا، ولن تكون قادرة على تزويد الأسد بنفس مستوى الدعم الذي كانت تقدمه سابقا. يقول كامل "في حين أن الأسد يحتاج إلى الإيرانيين والروس، فإن إيران المُقيدة بالعقوبات هي أقل فائدة بكثير بالنسبة له على المدى الطويل. ومع تراجع موجة الحرب، أصبح الدعم السياسي والاقتصادي الروسي أكثر أهمية ".