الأحد 2018/03/04

حان الوقت لتعلن أمريكا انتصارها وتسحب قواتها من سوريا ( ترجمة )

عند ترشحه لمنصب الرئاسة، دعا دونالد ترامب لسياسة مختلفة بخصوص السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ولكن العاملين في إدارته ينتهجون سياسة أقرب إلى سياسة كلينتون بخصوص سوريا، والتي تتمثل في التدخل عسكرياً مع الأخذ بعين الاعتبار الحد الأدنى للمصالح الأمنية، الشيء الذي أدى إلى ظهور الكثير من المخاطر دون مكاسب تذكر. ولتجنب التدخل في حرب أخرى، يجب على دونالد ترامب أن يكون أكثر حزماً بخصوص سياسته الخارجية.

عندما سئل حول الملف السوري أجاب قائلا: "نحن هناك لسبب واحد، هو إخراج تنظيم الدولة والعودة إلى الديار، ولسنا في سوريا لأي سبب آخر".

لكن المسؤولين العاملين في إدارته يؤمنون أن التدخل العسكري الأمريكي ليس له علاقة بتنظيم الدولة. وفي خطاب أخير له، دافع وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، بشكل لا يدع مجالاً للشك عن تدخل أمريكا في حرب دائمة أخرى، وأكد رفضه استعادة الأسد السلطة واستمرار سياسته الوحشية تجاه شعبه"، بالإضافة إلى رفض "إعطاء الفرصة لإيران لزيادة تعزيز نفوذها في سوريا".

ومن المتوقع أن يتصدى نحو 1700 جندي أمريكي لما وصفه مسؤول في البنتاغون "بقوى متقاربة ذات مصالح متباينة". سيكون الصراع الناتج عن اشتباك هذه القوى مروّعاً، كما إن الأطراف المتطاحنة لم تتوقف عن القتال بعد. كما إن دعوات الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لن تضع حدا لهذا الصراع، حالها حال سياسة إدارة ترامب التي تشمل التزامات واسعة النطاق، ومصالح لا تكاد تذكر، بالإضافة إلى تنوع المقاتلين وقلة الموارد وأهداف بعيدة عن الواقع وموارد غير كافية، وأهداف غير واقعية، وقوى معادية، وأهداف متضاربة، ولا تحظى بتأييد عام إن لم نقل منعدم. فكيف يمكن أن تسير الأمور بشكل جيد؟

أثار الربيع العربي عام 2011 موجة من الاحتجاجات العامة في سوريا، وقام بشار الأسد بالتصدي لها بوحشية. دفع هذا القمع الوحشي إلى ظهور المقاومة المسلحة، الشيء الذي أدى إلى اندلاع حرب أهلية متعددة الأطراف. سعت إدارة أوباما في الوقت نفسه إلى محاربة تنظيم الدولة والإطاحة بالأسد وتشجيع الثوار المعتدلين وتهدئة أنقرة واستخدام القوات الكردية وتجنب الدخول في اشتباكات مع القوات الروسية.

انهزم تنظيم الدولة واستخدمت الولايات المتحدة الأكراد للقيام بذلك، إلا أن واشنطن فشلت في تحقيق أهدافها. فقد نجا الأسد وها هو اليوم يحاول استعادة الأراضي التي فقد السيطرة عليها، فلم يكن هناك العدد الكافي من المقاتلين المعتدلين لدعمهم، كما قامت تركيا بمهاجمة الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة ودخلت روسيا في اشتباكات، وتوقفت الرياض عن شن حملتها ضد تنظيم الدولة لتشن بعدها حملة وحشية ضد اليمن، وجرّت معها واشنطن في حملتها هذه.

لقد فتحت هزيمة تنظيم الدولة الفرصة أمام الرئيس ترامب لإعلان النصر وإرجاع القوات الأمريكية إلى وطنها.

تشكّل القضية السورية اليوم تحدياً إنسانياً للولايات المتحدة. يجب على العالم أن يحتفل عندما يحاكَم الأسد على جرائمه. لكن لا تستطيع واشنطن تبرير تدخلها العسكري بسوريا. بالإضافة إلى أن محاولة فرز حرب أهلية معقدة تتداخل فيها مختلف القوى مهمة صعبة، تتجاوز قدرات البيروقراطيين والمثقفين، ومشرّعي الانتخابات، والدبلوماسيين والناشطين السياسيين على التحليل والفهم.

وبطبيعة الحال، يبدو أن العديد من النقاد الجمهوريين المحافظين في الداخل يؤمنون بمفهوم بناء الأمم في الخارج، وأنه حتى الرؤساء الديمقراطيين وصناع القرار بالكونغرس الذين فعلوا الكثير لتدمير المجتمع الأمريكي يمكن أن يتجاوزوا التاريخ والدين والعرق والجغرافيا والثقافة، والإيديولوجيا، والعديد من المفاهيم الأخرى ليعمّ السلام على الأرض. للأسف لم يحدث ذلك من قبلُ في الشرق الأوسط والبلقان وأفريقيا وآسيا. ولن يحدث ذلك في سوريا الآن. فلا يستطيع الغرباء إصلاح سوريا. ولا ينبغي لإدارة ترامب أن تهدر حياة الأمريكيين ومواردهم في سعي طائش لتحقيق المستحيل.

فليس للصراع السوري الكثير من الأهمّية بالنسبة للأمن الأمريكي. دخلت دمشق في تحالف مع الاتحاد السوفياتي، وكانت معادية لإسرائيل طيلة الحرب الباردة، ولكنها كانت عاجزة إلى حد كبير. وعلى الرغم من وصف سوريا بأنها دولة إرهابية، فإنها لا تشارك في الإرهاب، ولا سيما ضد أمريكا. يمكن اعتبار هذا الوصف سياسياً، الشيء الذي يعكس عداء دمشق تُجاه إسرائيل. حتى قبل تفككها الظاهري لم تكن سوريا قوية عسكريا مقارنة بإسرائيل. إذ بإمكان هذه الأخيرة الدفاع عن مصالحها الخاصة، حيث أثبتت أنها قادرة على فعل ذلك عندما دمرت مفاعلاً نووياً سنة 2007. سوف يستغرق الأمر سنوات لتعود سوريا إلى ما كانت عليه حتى مع وجود دعم روسي وإيراني، وستكون عندها غير موجودة على الساحة الجيوسياسية.

كما إن تحالف موسكو مع سوريا أقل أهمية اليوم من ذي قبل. إن مشاركة روسيا في الحرب السورية هي إلى حد كبير ترسيخ للمصالح التي كانت تحظى بها خلال الحرب الباردة، وهي إثارة لقلق الولايات المتحدة، نظراً للعقوبات الأمريكية واستمرار التدخل في أوكرانيا. يبدو صنّاع القرار في واشنطن غاضبين من أن هناك دولة واحدة في الشرق الأوسط تدعم موسكو، في الوقت الذي يصطفُّ فيه الآخرون أو معظمهم - إسرائيل والأردن ودول الخليج – إلى جانب أمريكا.

يبدو أن الغارات الجوية الأمريكية قتلت عدداً كبيراً من المرتزقة الروس الذين يقاتلون مع القوات المؤيدة للأسد، والتي هاجمت المليشيات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة بالقرب من دير الزور وحقول الطاقة السورية. وتشير بعض التقارير إلى أن قاعدة أمريكية تعرضت لهجوم. ليس لدى واشنطن مصلحة للخوض في هكذا معركة، لذا يجب عليها ألا تتدخل في هذا الصراع.

فقد تغير الوجود العسكري الإيراني في سوريا بشكل طفيف. لدى تحالف طهران مع دمشق تاريخ عريق يعود إلى عام 1979. ومع ذلك فإن كلاً من إيران وحزب الله قد تهاجمان إسرائيل، إلا أنهما لا يستطيعان الخوض في مواجهة مباشرة، خاصة بعد مشاركتهما الطويلة والمكلفة في الحرب الأهلية السورية. بالإضافة إلى أن دمشق وموسكو تسعيان إلى استرجاع سوريا، فقد وجدت إيران نفسها ضعيفة عندما ردت إسرائيل على تدخل الطائرة الإيرانية المسيرة.

إن مفهوم إمبراطورية إيرانية جديدة هي محض خيال. فقد حذّر بيتر بروكس (عضو في مؤسسة التراث) من أنه "إذا نجحت إيران في إقامة إمبراطورية جديدة، سيكون لها تأثير على مساحة كبيرة من الشرق الأوسط، ما يسمح للشيعة والفرس بتهديد المزيد من الدول العربية السنّية وتطويق حليف أمريكا "إسرائيل". إلا أن إيران اليوم مقيّدة ومقسّمة سياسياً وضعيفة اقتصادياً، وهي اليوم في مواجهة تحالف عربي إسرائيلي خليجي في طور النشأة، يمتلك أسلحة نووية، وينفق الكثير لإنتاج الأسلحة التقليدية.

ومن غير الواضح إذا ما كانت إيران قادرة على التأثير في اليمن الذي عانى من انقسامات داخلية لعقود أو الاستفادة من الطائفية الموجودة في لبنان، الذي يبدو على شفا حفرة من وقوع أزمة جديدة، أو في حتى سوريا التي دمرتها الحرب ولا تزال تعيش على أطلال قوّتها السابقة. وبالفعل، قد يشكل قيام "إمبراطورية" خسارة لإيران، وقد ساعدت التدخلات الخارجية لإيران في توليد موجة من الاضطرابات المحلية.

ومع ذلك، فقد دعا كينيث بولاك، (عضو في المركز الأمريكي للدراسات والأبحاث)، إلى ضمان أن "خصوم نظام الأسد مسلّحون ومدرّبون ويتمّ تزويدهم بالموارد اللازمة للسماح لهم بالمثابرة والحفاظ على استنزاف الإيرانيين وحلفائهم"، تماما مثلما فعلت الولايات المتحدة مع السوفييت في أفغانستان. يضيف بولاك قائلاً: " إن إيران ليست الاتحاد السوفياتي كما إنه ليس هناك حرب باردة، وحلفاؤنا الإقليميون والمتمثلون في السعودية وتركيا، والإمارات والأردن، يريدون من الولايات المتحدة أن تقوم بذلك منذ سنوات"، لكن يمكن لهذه الدول أن تقوم بالمثل فهم كثر، كما إنهم يمتلكون الموارد اللازمة ويمتلكون موارد كبيرة، فهم لا يحتاجون إلى مساعدة أمريكا لوقف اعتداءات طهران إذا ما أرادوا تطبيق هذه الاستراتيجية.

ومن أجل إظهار مخاطر تدخل أمريكي غير ضروري بهذا الشأن، فالحليف الرئيسي لواشنطن والقوات الكردية في اشتباكات الآن.. ولا يمكن للمسؤولين الأمريكيين أن ينكروا أنهم لم يتم تحذيرهم: فقد أوضحت أنقرة استياءها من اعتماد الولايات المتحدة على القوات الكردية التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل من أجل الحكم الذاتي في تركيا منذ سنوات. في الواقع، لقد كانت حكومة أردوغان متوجسة بشأن قيام حزب الاتحاد الديمقراطي بإنشاء منطقة كردية تحت اسم "روج آفا". وقد أوهمت واشنطن نفسها في أن الولايات المتحدة وتركيا تتشاطران أهدافا مشتركة في سوريا.

للأسف، فإن المجابهة بينهما تزداد سوءا، فقد أطلقت أنقرة "عملية غصن الزيتون"، وتحركت نحو عفرين في شمال سوريا، وهددت بالتحرك شرقا نحو منبج، حيث تقدم القوات الأمريكية الدعم العسكري للأكراد. في أوائل فبراير / شباط الماضي زار الفريق بول فونك المنطقة وأعلن: "إذا ما تعرّضت القوات الأمريكية لهجوم فإننا سنرد بقوة". وردا على ذلك، حذر الرئيس التركي أردوغان، الذي يقبل بلده على انتخابات العام المقبل، قائلاً "من الواضح تماما أن أولئك الذين يقولون بأنهم سوف يردون بقوة لم يتعرضوا يوما لصفعة عثمانية". إن احتمال نشوب صراع عسكري هو أمر غير وارد، غير أن كلا الجانبين يرفض التراجع.

أمضى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في منتصف فبراير/ شباط الماضي بضعة أيام في أنقرة في محاولة لحل المشكلة، لكن دون نتيجة تذكر. ويبدو أنه عرض على حكومة أردوغان تقليلاً في العلاقات الأمريكية مع الأكراد وقيام

منطقة عازلة في عفرين مع وجود دوريات أمريكية-تركية مشتركة في منطقة منبج، وهي صفقة اعتبرها الأتراك غير كافية. وقال تيلرسون: "سنعمل معا من هذه المرحلة فصاعدا. سنوقف القتال وسنعمل على حل القضايا الشائكة ".

ومما يزيد من تعقيد المسألة هو توجه القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة نحو عفرين للاشتباك مع تركيا. كما إن هذه القوات قامت بعقد اتفاق مع نظام الأسد الذي لا تزال واشنطن تسعى إلى الإطاحة به. وحتى لو سعت القوات الأمريكية والتركية إلى تجنب الاشتباك، يمكن لوكلائهم أن يكونوا سببا في هذه المواجهة. وبدلا من أن تكون واشنطن طرفا في قتال لا يسمن ولا يغني من جوع، ينبغي عليها أن تسحب قواتها من ساحة المعركة.

المبرر الوحيد لتدخل الولايات المتحدة في سوريا هو تصريحات الرئيس دونالد ترامب، والذي قال فيها إن وجود أمريكا في سوريا مرتبط بتنظيم الدولة. لكن "الخلافة" قد انتهت. قد لا تزال هناك القليل من الأراضي تحت سيطرة تنظيم الدولة – أي ما يعادل 2%، وفقا لمسؤولين أمريكيين. ولكن إذا لم يتمكن نظام الأسد وما تبقى من الثوار "المعتدلين"، إلى جانب إسرائيل والأردن وتركيا وروسيا وإيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة، من منع رجوع تنظيم الدولة، تلك إذن مشكلة لا تستطيع واشنطن إصلاحها. ومن المرجّح أن تتحول هذه المجموعة من الاقتتال إلى الإرهاب، ولكن لن تتطلب مكافحة الإرهاب أن تتدخل الولايات المتحدة في سوريا.

في الواقع، من خلال تدخُّل الولايات المتحدة في سوريا عام 2014، أعفت الدول الأكثر تهديدا من مسؤوليتها في مواجهة تنظيم الدولة. وسرعان ما حولت السعودية تركيزها نحو اليمن في مغامرة دامية. وفي الوقت نفسه، أيدت واشنطن الجماعات الجهادية المتطرفة، بما في ذلك التنظيم المحلي للقاعدة، الذي يعتبر أقل بطشا من تنظيم الدولة. كما انتهى المطاف بالكثير من المساعدات الأمريكية التي كانت موجهة إلى "المعتدلين" في أيدي المتطرفين الإسلاميين. وفشلت بذلك السياسة الأمريكية فشلا ذريعا.

وأخيرا، فإن سياسة إدارة ترامب غير قانونية، فلم يأذن الكونغرس أبدا بتدخل عسكري أمريكي لمحاربة نظام الأسد، أو القوات الإيرانية، أو حتى المليشيات المدعومة من إيران، أو روسيا، ولم يمنح إذنا بالتدخل إذا ما انحرفت عملية "غصن الزيتون" عن مسارها بشكل مفاجئ. في الواقع، إن الكونغرس لم يمانع يوما بمنح إذن لخوض معركة ضد تنظيم الدولة. انتهت صلاحية تفويض عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية منذ سنوات. إن توسيع معركة كانت غير قانونية في المقام الأول يؤكد ببساطة انتهاء مطالب الدستور بأن توافق السلطة التشريعية على القيام بخطوة عسكرية.

ليس لدى الولايات المتحدة أي سبب للبقاء في سوريا. وليس لدى أميركا مصالح في المذكّرة التي أصبحت نقطة ارتكاز لصراع متعدد الجنسيات. في الشهر الماضي، كتب ديفيد إغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست: "لقد قامت جماعة تابعة للقاعدة بإسقاط طائرة روسية، باستخدام صاروخ صيني الصنع؛ كما أسقطت القوات الكردية مروحية تركية باستخدام صاروخ إيراني الصنع. فيما قامت طائرة إيرانية بدون طيار بالتحليق فوق الأجواء الإسرائيلية عبر سوريا التي تسيطر عليها روسيا؛ وقصفت إسرائيل اثني عشر موقعا في جميع أنحاء سوريا ردا على ذلك. كما ردت الولايات المتحدة بشن هجوم مسلح على حقول النفط والغاز بالقرب من دير الزور مخلفة بذلك عشرات القتلى من المرتزقة الروس".

فهل يتوقع الرئيس ترامب من الجيش الأمريكي إيجاد حل لهذه المعضلة؟

اشتكى الكاتب ستيفن ميتز من أن هذه الفوضى الجيوسياسية "لا تبشر بالخير للقيادة الأمريكية في المناطق التي يدمرها النزاع بالعالم، وخاصة الشرق الأوسط وأفريقيا". ومع ذلك، فقد اعتبر أن "القيادة الأمريكية" جزء من المشكلة. والواقع، لم تلعب الولايات المتحدة دورا في الشرق الأوسط. ومن الأفضل لواشنطن أن تعرف حدودها وتبني ما وصفه جورج دبليو بوش بسياسة خارجية أكثر "تواضعا".

تستخدم القوات الأمريكية في سوريا اليوم لتفريق أمة، ومواجهة القوات التي سمح لها نظام الأسد بأن تكون طرفا في الحرب، وتسليح القوات العرقية التي تتعرض للهجوم قبل جاراتها، ومواجهة وحدات قوة تملك أسلحة نووية. إن ما يحدث الآن سياسة مجنونة لا يمكن لأي إدارة أن تديرها بكفاءة. يمكن القول إن ما يجري يستند على مقاربة هيلاري كلينتون وليس دونالد ترامب إذا ما عدنا إلى خطاباتهم السابقة.

لقد فعلت الولايات المتحدة ما كانت بحاجة إلى القيام به في سوريا، هزمت تنظيم الدولة. والآن يجب على الجميع في الشرق الأوسط أن يكملوا المهمة، من المرجح أن يفشلوا. لقد حان الوقت لإعادة القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: ناشيونال انترست

بقلم: دوغ باندو

ترجمة: مركز الجسر للدراسات