الأحد 2018/06/24

الغارديان: واشنطن تتخلى عن التزامها بحماية الهدنة جنوب سوريا  

المصدر: الغارديان

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


قالت الولايات المتحدة لجماعات الثوار الموجودة في جنوب غرب سوريا إنها لن تحصل على الدعم العسكري لردع هجوم النظام.

وتأتي هذه الرسالة في الوقت الذي قامت فيه الطائرات الروسية بقصف بلدة تسيطر عليها المعارضة اليوم الأحد، فيما يمكن اعتباره أولَ هجوم جوي روسي، يُعد جزءا من الهجوم الموسع الذي يشنه النظام على المنطقة الاستراتيجية المتاخمة للأردن ومرتفعات الجولان المحتلة.

جاء في نص الرسالة الأمريكية التي أرسلت إلى قادة الجيش السوري الحر "لا ينبغي أن تبنى قراراتكم على افتراض تدخل عسكري من جهتنا".

وكانت واشنطن قد حذرت بشار الأسد وحلفاءه الروس من أن تتعرض منطقة "خفض التصعيد" التي وافقت على إنشائها كل من الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي لانتهاكات، إذ سيكون لذلك "تداعيات خطيرة"، كما تعهدت واشنطن "باتخاذ إجراءات حازمة ومناسبة" في حال حدوث ذلك.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، يوم الجمعة الماضي إن التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام "ينتهك" ترتيبات مناطق خفض التصعيد بشكل صارخ؛ مضيفة "ستتحمل روسيا المسؤولية عن أي تصعيد آخر في سوريا في نهاية المطاف".

رفعت هذه التصريحات من آمال المعارضة، في حدوث تدخل عسكري أمريكي محتمل في حال توسع حملة القصف التي شنتها قوات النظام منذ أيام في الجنوب الغربي.

لكن فحوى الرسالة الأمريكية جاء معاكساً لآمالهم، حيث أكدت أن الأمر عائد إليهم باتخاذ القرار الصحيح بخصوص كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنّها النظام. وجاء في نص الرسالة ما يلي: "إن الولايات المتحدة على علم بالظروف الصعبة التي تواجهكم ولا زلنا ننصح الروس ونظام الأسد بعدم اتخاذ إجراءات عسكرية تنتهك ترتيبات خفض التصعيد".

يبدو أن الروس قد تجاهلوا هذه النصيحة. فقد سجل اثنان من مراكز التعقب التي تراقب تحركات الطائرات العسكرية ما لا يقل عن 20 ضربة جوية على بصر الحرير شمال شرق درعا، حسبما قال مصدران لرويترز.

وقال أحد المصادر: "لقد قمنا بتتبع إحدى الجولات الاستطلاعية لخمس طائرات روسية قامت بشن 25 غارة"، مضيفاً أن الطائرات قد انطلقت من قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية الساحلية.

لجأت قوات النظام إلى استخدام نيران المدفعية والصواريخ في الهجوم الحالي بشكل مكثف، في حين لم تستعمل الطائرات الحربية الروسية حتى الساعة، ووهي التي لعبت دورا حاسما في استرجاع المناطق التي كانت تحت سيطرة الثوار من خلال توفير غطاء جوي.

كان قد تلقى الثوار في جنوب سوريا الدعم العسكري من خصوم الأسد خلال الحرب التي استمرت سبع سنوات، لكن هذه المساعدات قد انخفضت بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء برنامج تديره وكالة الاستخبارات المركزية العام الماضي بحسب محللين.

ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن حول مصير جنوب سوريا، فإن من شأن هجوم كبير أن يؤدي إلى المزيد من التصعيد وتعميق التدخل العسكري الأمريكي في الحرب السورية. يعتبر جنوب غرب سوريا مصدر قلق استراتيجي لكل من إسرائيل والأردن.