الأحد 2017/11/26

السعودية.. حلم إسرائيل

المصدر: هآرتس

بقلم: زفي بارئيل

ترجمة: مركز الجسر للدراسات

قال الكاتب زفي إن إسرائيل لا تمانع أن تكون الرياض على رأس التحالف ضد إيران، لكنها لا تريد أن تدفع ثمنا سياسيا لهذا التعاون.

مضيفا أن إسرائيل لا تملك حليفا أفضل من السعودية، فهي تحارب حزب الله وأطاحت برئيس الحكومة اللبناني الذي تعايش في سلام مع تلك المنظمة لأكثر من سنة. ولا تتصرف أي دولة أخرى في العالم -بمن في ذلك الولايات المتحدة- بحزم مع إيران كما تفعل السعودية اليوم. فقد شنت هذه الأخيرة حربا على اليمن، ليس ضد اليمنيين، الذين من المحتمل أن يموتوا جوعا، بل توجهت إلى هناك من أجل التصدي للنفوذ الإيراني.

وكانت السعودية قد حذرت حماس من مغبة تجديد علاقاتها مع طهران، كما إنها تضغط على الولايات المتحدة للخروج من حالة الغيبوبة التي تعاني منها والتصدي للتهديد الإيراني. ويبدو أن السعودية لن تمانع انضمام إسرائيل إلى "المحور السني". يضيف الكاتب قائلا إن ولي العهد محمد بن سلمان قد خطا خطوة جريئة للتخلص من العديد من الوزراء في حربه ضد الفساد، والذي لا يبدو خائفا من مواجهة حكم الأقلية الدينية.

ويرى الكاتب أن السعودية بمثابة حلم لدولة إسرائيل، فسلوك الرياض تجاه إيران يصبّ في مصلحة إسرائيل، وفي مصلحة استراتيجيتها الأمنية   وخاصة أن كل الدول العربية تسعى إلى تدميرها، ولكن بالمقابل تعزز السعودية من مكانة إيران كعدو رئيسي.

يقول الكاتب إن التحالف مع قوة عربية تتفق معها في عدائها لإيران سيكون له اعتبارات مهمة، وسيصبّ أيضاً في مصلحة السعودية ودورها في الساحة الفلسطينية -الإسرائيلية.  مشيرا إلى أنه لن يضير إسرائيل في شيء إذا قامت بهذه الخطوة تجاه المملكة وطلبت من السعودية بدأ المفاوضات، بل وتطلب من الرياض أن تكون الوسيط مع الفلسطينيين.

ويضيف الكاتب قائلا إنه لن يكون من غير المعقول تشكيل تحالف عربي مكون من مصر والأردن والإمارات والسعودية لهذا الهدف. فحسب رأيه، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يفشل يوما في تعزيز العلاقات التي ربطها مع الدول العربية، حتى مع تلك الدول التي لم توقع اتفاقيات سلام معها.  مشيرا إلى أن التحالف مع مصر يجري بشكل جيد على الحدود الجنوبية، كما إن هناك تعاونا ممتازا مع الأردن من وراء الستار، بينما أصبحت الإمارات شريكا صامتا مؤخرا. وعلى إثر ذلك، لن يكون هناك تحالف أفضل يضم مزيجا أفضل بالنسبة لإسرائيل.

ويشير الكاتب إلى أن تحالف المصالح هذا مع السعودية يعيبه "خلل قاتل"، إذ سيتحتّم على إسرائيل أن تدفع ثمنا سياسيا باهظا. فهي تعي أن عليها التعاونَ مع الدول العربية ضد أعدائها المشتركين لكن ليس في مقابل سلام حقيقي. إذ إن الاستحقاقات الأمنية والاقتصادية الهائلة التي يمكن أن تنجم عن عملية دبلوماسية تشارك فيها كل من الدول العربية المناهضة لإيران لا قيمة لها بالنسبة لإسرائيل. فهي تفضل أن تدفع التكاليف الاقتصادية والأمنية المترتبة عن نصف مليون مستوطن، ناهيك عن انهيار الديمقراطية الإسرائيلية. فهي لا تسعى إلى التحالف مع السعودية أو الدول العربية الأخرى إلا إذا كان ذلك دون مقابل.

وبناء عليه، فإن إسرائيل تبتهج عندما يتوجه صاروخ باليستي من اليمن نحو السعودية وتحتفل باستقالة الرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لأنها ترى أنهما يحفزان على تصعيد الصراع مع إيران، لكنها تتوجس خوفا عندما يأتي أحد على ذكر مبادرة السلام السعودية، فهي تفترض أن وجود عدو مشترك مع المملكة والدول العربية الأخرى سيدفع هذه الدول إلى نسيان ما يسمى عملية السلام.

ويتابع .. إن السنوات السبع الماضية منذ الربيع العربي وكذا ثلاث سنوات على ظهور تنظيم الدولة وسيطرته على مناطق في كل من سوريا والعراق، كانت كفيلة بظهور تحالفات وائتلافات مختلفة في الشرق الأوسط. إن أولئك الذين يحسنون اقتناص الفرص، مثل روسيا وإيران، سيحصدون المزيد من النجاحات الدبلوماسية، وهو ما يجب أن تفعله إسرائيل مادامت الفرصة سانحة، فقد استفادت إسرائيل كثيرا من الدرس الفلسطيني ولا يجب أن تفوت فرصة أخرى في حال وجودها.