الخميس 2018/10/18

البنتاغون يسعى إلى إحباط الهجمات التكنولوجية الروسية بسوريا

بقلم: جاك دتش

المصدر: المونيتور

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تحاول منظمة التكنولوجيا التابعة للبنتاغون منع روسيا من التشويش على الإشارات الأمريكية خلال المعارك في سوريا، حسب ما تظهره مستندات فدرالية.

حصلت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة، التي تعرف باسم "DARPA" على نحو 9.6 مليون دولار خلال الشهرين الماضيين، بفضل عقود لأنظمة لاسلكية مصممة لحماية الإشارات الأمريكية المستخدمة لإعطاء الضوء الأخضر للضربات الجوية والمدفعية.

تأتي الاتفاقيات هذه مع شركتي الدفاع الأمريكيتين "نورثروب جرومان" و "إل ثري تكنولوجيز" وسط مخاوف متزايدة حول إمكانية اعتراض البيانات الأمريكية والتلاعب بها من قبل روسيا.

تقول وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة، "DARPA"، إن البرنامج يهدف إلى ردع ما يُسمى بــ"سلسلة القتل"، التي تسهّلها الحروب الإلكترونية، التي يمكن أن تشل حركة الخصم ومن ثم ضربهم بقوة نارية هائلة. وكانت روسيا قد قامت بنشر مجموعة هائلة من أنظمة الحرب الإلكترونية في سوريا للدفاع عن القواعد والمراكز الجوية التي تستخدم للتشويش أو تضليل الأنظمة الأمريكية، كما يقول الخبراء.

وقال سامويل بينتيد، محلل أبحاث في "سي إن إيه"، (مركز أبحاث دفاعي مقره واشنطن) : "يدرك الجيش الأميركي أن قدرات الحرب الإلكترونية الروسية تتطور إلى درجة يمكن أن تشكل خطرا على الأنظمة الأمريكية" مضيفاً.. "عندما يتعلق الأمر بسوريا، فقد استخدمتها روسيا كمختبر ضخم لأسلحتها".

ويأتي الإعلان عن برنامج "DARPA" في الوقت الذي يعرب فيه المسؤولون العسكريون الأمريكيون بشكل متزايد عن قلقهم، بشكل خاص وعلني، من الخطر المتزايد لأنظمة الحرب الإلكترونية الروسية على ساحة المعركة السورية.

ففي نيسان/ أبريل الماضي، ذكرت قناة "إن بي سي نيوز" أن الجيش الروسي قام بالتشويش على إشارات نظام تحديد المواقع الخاص بالطائرات الأمريكية بدون طيار في سوريا، وهي تقنية تم استعمالها لأول مرة في أوكرانيا. ووصف قائد قيادة العمليات الخاصة بالولايات المتحدة الجنرال، ريمون توماس، سوريا بأنها "أكثر بيئات (الحرب الإلكترونية) عدوانية على كوكب الأرض".

سوف يقدم البرنامج الدعم اللوجيستي لقيادة العمليات الخاصة، وفرق البحرية، وقيادة سلاح الجو بالإضافة إلى مهمة البحث وإنقاذ القوات الأمريكية المفقودة. حاول موقع "مونيتور" الحصول على تعليق المتحدث باسم وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة لكن دون جدوى، كما رفض ممثل شركة "إل ثري تكنولوجيز"، وهي إحدى الشركات المتعاقدة في مجال الأنظمة اللاسلكية، الإجابة عن أسئلة المونيتور.

اعتمدت الحملة الأمريكية في سوريا، بما في ذلك الحملة التي شنَّتها على تنظيم الدولة من أجل السيطرة على الرقة، بشكل كبير على دمج الدعم الجوي المباشر للقوات التي تدعمها الولايات المتحدة. قال ضباط عسكريون سابقون "للمونيتور" إنه من الممكن استخدام أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية المتطورة لتقديم بيانات خاطئة للقوات الأمريكية التي تقوم بالتنسيق من خلال تقديم الدعم الجوي المباشر للحد من فعالية الهجمات.

وصرح آدم روث، (وهو باحث مشارك في مركز الأمن الأمريكي الجديد وجندي سابق شارك في عمليات التنسيق الجوي المباشر في أفغانستان)، قائلا: "إذا كان بإمكان (العدو) العبث بأجهزة الكمبيوتر لتوفير بيانات خاطئة، فيمكن أن تطلق غارات جوية ضد موقعك"، مضيفاً "إنها عملية خطرة للغاية، فأنت لست على بُعد أميال بل على بُعد مئات أمتار".

وأضاف روث أن أحد التحديات الرئيسية تكمن في أن الجيش الأمريكي اعتاد على العمل في "بيئات سهلة" كأفغانستان، حيث توجد تحديات أقل تعقيدًا لمنع القوات الجوية الأمريكية من الوصول إلى ساحة المعركة. ولكن إذا لم يعد بإمكان القوات الاتصال أو تطوير بيانات الاستهداف، فإن "الدعم الجوي المباشر سيصبح صعبا أو مستحيلا".

قال قائد أمريكي رفيع المستوى في حديثه "للمونيتور" إن الجيش بدأ يعي خطورة الموقف نتيجة للتفوق الذي حققه الروس خلال السنوات الأخيرة.

وقال الجنرال في الجيش الأمريكي، بول فونك، الذي قاد تحالف الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا حتى حزيران / يونيو الماضي، "علينا تأمين شبكاتنا فيما يخص الاتصالات"، مضيفاً: "سيتمكن خصومنا من التكيّف طوال الوقت، لذلك علينا التكيف بشكل أسرع ومتواتر".

وقال فونك، الذي يقود الآن الفيلق الثالث للجيش في قاعدة "فورت هود" بولاية تكساس، إنه لا يعرف شيئا عن البرنامج الذي ستوفره وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة.

قال ساموييل بينتيد، (محلل وباحث في "سي إن إيه") إنه "منذ دخول روسيا في الحرب السورية عام 2015، قامت بتدريب "الجميع" في سوريا". كما وصف فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الذي يقود القوات المسلحة لموسكو، ساحة المعركة السورية بأنها صورة عن الحروب المستقبلية. ويشمل ذلك استعمال الحرب الإلكترونية إلى التدريب العسكري.

وقال بينتيد: "عندما نتحدث عن أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية، فهذا يعني التدريب المستمر...وهم يفعلون ذلك على مدار الساعة".