الثلاثاء 2018/05/22

إسرائيل في مواجهة إيران.. لمن الأفضلية مع اقتراب شبح الحرب؟

مع اقتراب نشوب مواجهة عسكرية بين كل من إسرائيل وإيران، حيث تمتلك إسرائيل أكثر الجيوش فعالية في العالم، مدعومة بترسانة نووية، لكن لدى إيران عشرة أضعاف عدد السكان، وعدد لا محدود من طرق الرد. إذ تمتلك إيران نحو 934 ألف جندي احتياطي، في حين يبلغ مجمل القوات الإسرائيلية نحو 615 ألف عسكري بحسب الأرقام التي صرح بها موقع GlobalFirepower.com .

تقوم حالياً إيران بعملية توسيع دائرة المتطوعين وتعديل سن القتال، ولا تزال تملك الأفضلية حيث يمكن تجنيد نصف سكان البلاد البالغ عددهم 84 مليون نسمة مقارنة بعدد سكان إسرائيل البالغ عددهم 3.6 ملايين. لكن قدرات إيران تصبح محدودة عند الحديث عن عصر الحروب التي تستخدم فيها التكنولوجيا المتطورة والطائرات بدون طيار بحسب محللين عسكريين.

تستطيع إسرائيل التغلب على إيران لامتلاكها ترسانة أسلحة تضم 2700 دبابة ومدفعية ثقيلة، تفوق قوة إيران التي لا تزيد قوتها البرية على 1600 قطعة سلاح. كما يمكن أن تتفوق إسرائيل بالطريقة نفسها جوا، بفضل أسطول طائرات يضم نحو 600 طائرة مقاتلة ومروحية هجومية، مقارنة بـ 500 طائرة مقاتلة لدى سلاح الجو الإيراني، والتي تتألف في الغالب من مروحيات تدريب وتموين وطائرات شحن.

ويرى محللون أن مزايا إيران غير مباشرة فالجيش الإيراني يعتمد على قدرته على حشد القوات الموالية والمقاتلين بالوكالة، واستهداف النقاط الاستراتيجية لمواجهة مزايا إسرائيل. فلدى إيران قدرات هائلة على جمع وتدريب قوات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ الشيء الذي يمكن اعتباره ميزة كبرى.

في اليمن، ظلت مليشيات الحوثي التابعة لإيران، التي تخوض حرباً ضد الحكومة اليمنية وداعميها في السعودية، ظلت صامدة في وجه ضربات التحالف الذي تقوده السعودية. وفي لبنان، يعتبر حزب الله الشيعي حليفا استراتيجيا لطهران وعدوا لدودا لإسرائيل اليوم أكثر من أي وقت مضى خلال 12 سنة الماضية.

كما تتواجد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها في كل من العراق وسوريا كنتيجة عرضية لمساعدة إيران لكلتا الدولتين في حربهما ضد تنظيم الدولة. وبحسب محللين فإن الهجمات الإسرائيلية على عدة مواقع في سوريا يشتبه بأنها مواقع إيرانية هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت بهذين الخصمين للوصول إلى مسار تصادمي.

*الهلال الشيعي:*

يقول مسؤولون إسرائيليون إن طهران عززت من القوات التابعة لها لتصل إلى 80 ألف مقاتل، تم تجهيزهم وتدريبهم من قبل "فيلق القدس" التنظيم العسكري التابع للحرس الثوري الإيراني، وخاصة داخل سوريا، حيث تمتلك هذه القوات أسلحة وعتاداً ثقيلاً عبر ما يسمى "الهلال الشيعي"، وهو الجسر البري الايراني الذي كانت تسعى إيران إلى إنشائه والذي يمر من لبنان عبر سوريا وشمال العراق. تتعرض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط من أعضاء اليمين المتطرف لضرب إيران قبل أن تتمكن من استكمال الجسر البري.

إن اندلع الصراع بين إيران وإسرائيل، يمكن للقادة العسكريين الإيرانيين فتح جبهات متعددة ضد إسرائيل عبر وكلائها في كل من سوريا ولبنان والعراق، كما بإمكان طهران أن تزود مليشياتها الشيعية بصواريخ متوسطة وطويلة المدى الشيء الذي من شأنه أن يعزز من قدراتها.

وبحسب تحليل أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جاء فيه أن " إيران تستثمر الكثير من أجل إدخال تحسينات نوعية لتصبح صواريخها أكثر فتكا". كما أصبحت طهران " مركزًا لتصنيع الصواريخ، حيث تقوم بتزويد وكلاء لها مثل حزب الله ونظام الأسد في سوريا بإمدادات منتظمة من القذائف والصواريخ، فضلاً عن قدرتها على إنتاج هذا النوع من الأسلحة محليا".

لدى طهران ما لا يقل عن 16 نظامًا للقذائف والمدفعية متوسطة المدى وطويلة المدى وأخرى قيد التطوير، يصل مداها إلى نحو 800 ميل، وفقًا لتحليل أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. كما تقوم إيران بتطوير صاروخ طويل المدى يطلق عليه اسم -خرمشهر - يصل مداه إلى أكثر من 1200 ميل.

سيكون خورمشهر شبيهاً بصاروخ (أريحا -2) الإسرائيلي، الذي يصل مداه ما بين 900 إلى 2100 ميل، كما يبلغ مدى الصاروخ الباليستي العابر للقارات (أريحا -3) أكثر من 4000 ميل.

على الرغم من أن القوات التابعة لإيران هي أفضل فرصة لديها من أجل تعويض ومواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية، إلا أن واشنطن وتل أبيب لم تستبعدا سيناريو الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، بالنظر إلى تزايد تدفق المعدات العسكرية الإيرانية والوجود المتنامي للقوات الإيرانية في سوريا.

وقال الجنرال المتقاعد "ياكوف عايش" الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي له عبر الهاتف مع صحفيي المعهد اليهودي الأمريكي للأمن القومي بواشنطن "يجب أن تأخذ هذا الاحتمال في الحسبان.".

وأضاف الجنرال عايش، الذي كان رئيسا لهيئة أركان القوات البرية ورئيس العمليات في القوات الإسرائيلية: “في نهاية المطاف، لن يكون هجوما تقليديا إذ يمكن أن تكون مجرد طائرة بدون طيار، ومطلِقة صواريخ، ونظام دفاع جوي يسيطرون عليه". وأضاف: "إنها حرب مختلفة تماما عما عهدناه".

*تصاعد التوتر:*

لقد لاحت ظلال الحرب التي اشتعلت مؤخرًا في سوريا بين كل من إيران وإسرائيل في الأفق، مع استعداد غير مسبوق لشن حملة عسكرية من كلا البلدين ضد بعضهما. فقد أطلقت أكثر من 30 مقاتلة إسرائيلية وابلًا من الغارات الجوية على سوريا هذا الشهر وقامت بضرب مواقع يشتبه بأنها مواقع لتخزين الأسلحة ومستودعات للذخيرة ومراكز استخباراتية تستخدمها مليشيات ومستشارو الحرس الثوري الإيراني وجناحها شبه العسكري "فيلق القدس". تعتبر الهجمات التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية الأعنف منذ حرب عام 2014 مع حركة حماس.

وكانت قد ادعت إسرائيل أن القوات الموالية لإيران قد شنت هجومًا واسعًا على أهداف عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وقال الجنرال عايش إن الجولة الأخيرة من الضرابات والهجمات المضادة بين إسرائيل وسوريا شكلت تصعيدا سافرا للحرب التي نفذت "تحت الأنظار". "بالنسبة لصانعي القرار [في المنطقة]، يجب ألا يعتبروا ذلك بمثابة نهاية لهذه الحرب، سأكون مندهشًا جدًا إذا ما استسلم الإيرانيون بهذه السهولة ".

ولذا يقول المحللون إن رد إيران الرسمي الضئيل نسبياً يعكس إدراك قادة طهران بأن البلاد ما زالت غير مستعدة للدخول في مواجهة مباشرة ضد إسرائيل. كما إن القيادة السياسية الإيرانية انهمكت في تداعيات قرار إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال الجنرال ياكوف أميدرور المتقاعد من الجيش الإسرائيلي إن " شحنات الصواريخ والأسلحة المتطورة الأخرى التي تم إرسالها إلى وكلاء إيران في سوريا في أواخر نسيان/ أبريل الماضي وضعت الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة تأهب، ما أثار سلسلة الأحداث التي أدت إلى انفجار العنف الأسبوع الماضي."

وحتى ذلك الحين، قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ حملة لاحتواء عناصر مؤيدة لإيران في سوريا كانت على مقربة من حدود إسرائيل بحسب ما أفاده الجنرال أميدرور، الذي شغل منصب السكرتير العسكري لوزارة الدفاع. لقد كان الهدف من وجزد هذه القوات على الأراضي السورية دعم الأسد في حرب دامية دامت 7 سنوات.

في نيسان / أبريل الماضي، زار قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل إسرائيل، وتحدث إلى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ورئيس البنتاغون جيمس ماتس في وقت لاحق من ذلك الشهر. وقد قال الجنرال عايش إن هذه الاتصالات جاءت كرد مباشر على تحركات طهران في سوريا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم: كارلو مونيوز

المصدر: واشنطن تايمز

ترجمة: مركز الجسر للدراسات